الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

الشاعر نور الدين ضرار يزيح الغمام عن شمس "الهايكو" بالشماعية

الشاعر نور الدين ضرار يزيح الغمام عن شمس "الهايكو" بالشماعية جانب من اللقاء

نظم مركز عبد الله العروي للبحث العلمي والإبداع بمدينة الشماعية، مؤخرا، اللقاء الثقافي الثاني تحت شعار: "أسئلة الإبداع والترجمة في الثقافة المغربية". وكان ضيف اللقاء الشاعر والمترجم نور الدين ضرار، بدار الشباب الشماعية. وعلى هامش اللقاء تم تنظيم حفل توقيع بعض إصدارات ضيف الحلقة.

 

وتحدث الشاعر ضرار، في هذا اللقاء، عن قراءاته المتنوعة في الشعر الغربي والعربي والتصوف والتي قادته إلى كتابة الشعر التقليدي في البداية ثم تحول إلى شعر التفعيلة فقصيدة النسق؛ وكذا عن الأسئلة التي شغلته على مستوى المضمون، "أسئلة الذات وقضايا الاغتراب داخل المكان والزمان"، و"توظيف روح التصوف وكثافته اللغوية وأدوات التصوير التي تمتح من البلاغة التقليدية ومن رصيد الرموز والشعرية الحديثة".

 

وأكد الشاعر نور الدين ضرار، في سياق حديثه عن شعر "الهايكو"، أن هذا الأخير "صناعة فنية يابانية انتشرت عبر العالم واستوطنت في كل الحضارات وأصبح يحظى باهتمام عالمي؛ وينظم له مؤتمر دولي كل سنتين، وموعده الأخير سيكون بالمغرب". مشيرا إلى أن الذائقة الثقافية العربية لا تخلو من الأدب الوجيز في القديم "البيت الواحد/ المثل والشذرة "، أو في الأدب الحديث حيث أشار إلى التجربة الخاصة للشاعر عزالدين لمناصرة في كتاباته الومضية.

 

 

وحول قضايا الترجمة ودورها في نقل العلم وتأسيس المعرفة، أكد ضرار على أهمية الترجمة، ليس من لغة إلى أخرى، ولكن من ثقافة إلى أخرى.. مشيرا إلى أن الشعر هو الأصعب في الترجمة "ولا يترجم الشعر إلا شاعر". والترجمة ليست نقلا حرفيا بل هي استيعاب واع وإعادة تحويل إبداعية جديدة تنقل روح النص لا مادته اللغوية.

 

وخلص الضيف إلى الإشارة لاهتمامه بالكتب التوثيقية عن الأغنية المغربية والحرف والعادات والتقاليد. وانتهى إلى التوقف عند ترجمته لكتاب حدائق المغرب التاريخية للراحل الدكتور محمد الفايز، حيث أثنى ضرار على هذا الباحث المغربي المتميز واعتبره خبيرا دوليا في مجال الحدائق و"الخطارات"، وقام بعمل جاد أرخ فيه للمغرب من خلال بحوثه في المجالين المذكورين، حيث عمل على تكوين كوكبة من الطلبة في المجال، لكن المرض عاجله ففقدنا تجربة غنية وإسما مرموقا في البحث العلمي.

 

وبعد هذا الحوار التفاعلي مع الضيف فتح نقاش مع الحضور، حيث تفاعل الشاعر ضرار مع أسئلتهم وملاحظاتهم عن الإبداع بشكل عام، وجنس الهايكو خصوصا، فضلا عن الترجمة بين الأمانة والخيانة وبين النقل الحرفي والإبداعية.

 

هذا ونشط اللقاء عضوا المكتب الأستاذان عبد الجليل لعميري وشفيق المشقوقي، بحضور مجموعة من الفعاليات الجمعوية والإبداعية مثل الشعراء والكتاب: عبد الرحيم لقلع، إدريس بلعطار، محمد مومني، المهدي ناقوس، عبدالرحيم الثقفي، سعيد عساسي، المحجوب حدان... وفعاليات جمعوية وطلبة مهتمون بالإبداع.