انتقد محمد الشرادي، الصحافي والفاعل الجمعوي ببلجيكا، في لقاء مع برنامج "حنين"، على أثير إذاعة طنجة، سلوك بعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي يركز على الاستثمار في العقار بدل الاستثمار في تكوين أبنائهم؛ مشيرا بأنهم يستغلون الإعانات الاجتماعية التي تقدمها بلدان الاستقبال من أجل رعاية الأبناء وتوفير المأكل والملبس المناسب لادخارها في بناء العقارات.
وقال الشرادي إن بعض هؤلاء، وبدل أن يوفروا إقامات سياحية لفائدة أبنائهم بكل من طنجة ومراكش وأكادير والرباط، يفضلون أخذ أبنائهم في عطل بالمناطق القروية والجبلية، حيث ينعدم الماء والكهرباء وعدد من المرافق الاجتماعية، علما أن أبناءهم نشأوا في المدن الأوروبية التي تتوفر على عدد من المرافق الاجتماعية والرياضية، وهو الأمر الذي يتسبب في نفور هؤلاء من العودة إلى وطنهم الأم مستقبلا.
وانتقد الشرادي كذلك سلوك فئة أخرى من أبناء الجالية في بلجيكا، والتي تركز على تبخيس عمل المؤسسات مهما بلغت قيمتها بسبب مصالح شخصية ضيقة؛ مضيفا بأن الصراعات بين بعض الفاعلين الجمعويين في بلجيكا بلغت ذروتها بالخوض في أعراض الناس والسب والشتم بسبب رفض دعم مشاريع وهمية بمبالغ ضخمة من طرف بعض من يدعون كونهم مثقفين؛ محذرا من خطورة هذا السلوك على المصلحة العليا للبلاد، إذ يمكن استغلال هذه الصراعات من طرف خصوم البلاد. وذكر الشرادي، على سبيل المثال، مهاجمة الأمين العام لمجلس الجالية عبد الله بوصوف، لا لشيء سوى لكونه ينتمي إلى مدينة الناظور؛ مؤكدا أن أبناء الريف يظلون وطنيين مخلصين للبلاد، حيث قدموا الغالي والنفيس خدمة لمصالح البلاد؛ داعيا إلى التخلص من النزعات الإقليمية والمصالح الشخصية التي تسيء إلى سمعة المؤسسات وسمعة البلاد.