الثلاثاء 19 مارس 2024
اقتصاد

الدريسي: إنجاز نفق تيشكا سيطوي ملف المصالحة مع ورزازات وزاكورة وتنغير

الدريسي: إنجاز نفق تيشكا سيطوي ملف المصالحة مع ورزازات وزاكورة وتنغير عبد الرحمان الدريسي، ومشهد لممر تيشكا بجبال الأطلس
اعتبر عبد الرحمان الدريسي، رئيس المجلس الجماعي لوارزازات، أن إنجاز نفق تيشكا سيطوي ملف المصالحة مع المنطقة التي عانت من ويلات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
هل أصبح إنجاز نفق تيشكا من سابع المستحيلات؟
من باب السماء فوقنا، فإن أي منطقة تكون مقطوعة الطرق تندرج ضمن المناطق المعزولة. وللأسف، فإن عددا من أقاليم جهة درعة تافيلالت في حكم المناطق المعزولة. فهي الجهة الوحيدة رغم شساعتها التي ليس لها منفذ بحري ولا تتوفر على متر واحد من السكك الحديدية، ولا مقطع واحد من الطريق السيار، بل إن الطريق التي تربط وارزازات مراكش توصف بانها طريق الصعود إلى السماء بالنظر لعدد القتلى الذين حصدت أرواحهم في ممراتها الصعبة، من هنا كان المطلب هو إنجاز نفق تيشكا لفك العزلة، مادام أن كل منطقة انقطعت شرايينها فهي ضعيفة مؤشرات التنمية، وتعيش التهميش بشكل كبير، وهو ما انعكس بشكل كبير على النشاط السياحي الداخلي والخارجي بشكل ملحوظ.
حاليا هناك ورش كبير يتعلق بإنجاز 200 كيلومتر من الطرق، بما قيمته 180 مليار سنتيم، وهي ميزانية ضخمة، وكلنا أمل في تسريع هذا الورش، ليحل جزءا من المعضلة، ويفتح آفاق انفتاح إقليم وارزازات وباقي أقاليم الجهة على باقي أقاليم الجهات الأخرى. مازال عندنا طموح من اجل إنجاز نفق تيشكا فهو الحل الواقعي والأسلم لوضع حد لهذه الكوارث الطرقية التي تقع..
 في نظرك من يتحمل مسؤولية تاخر إنجاز هذا النفق؟
يصعب تحديد المسؤولية بالضبط، فبحكم أني رئيس مجلس جماعي فإن كل مشروع يتطلب ميزانية للإنجاز، كل ما هناك أنه للأسف نفق تيشكا لايبدو في الوقت الحاضر من أولويات الحكومة، ونتمنى أن يتم استدراك ذلك، فهو مشروع مهم في المنطقة، وينبغي التسريع في إخراجه من الدراسات إلى الإنجاز..
البعض يتحدث عن وجود لوبي سياحي بمراكش يعرقل إنجاز هذا النفق، حتى لايتم أخذ هذا البريق السياحي لصالح أقاليم جهة درعة تافيلالت، هل هذا صحيح؟
المشاريع الكبرى من الطرق وغيرها من مشاريع البنيات التحتية الضخمة، لا ينبغي ان تكون رهينة حسابات ضيقة من هذا القبيل، بل ينبغي أن تكون ضمن السياسة العمومية للبلاد، بدوري أسمع مثل هذا الكلام يروج في بعض المنابر الإعلامية والمجالس، ومن جهتي من الصعب تأكيد هذه الادعاءات، ما لم يثبت عكسها، ومراكش السياحية لن تنجح إلا بالانفتاح على محيطها في وارزازات والصويرة وأكادير وغيرها من المناطق السياحية. وبالتالي هناك تنوع سياحي بالمنطقة ونسعى إلى التكامل السياحي، وهذا لن يتم إلا بالتكامل الطرقي بين جميع اقاليم جهات المملكة.
 إلى اي حد يشكل إنجاز نفق تيشكا شكلا من أشكال جبر الضرر لمنطقة كانت ضحية انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان؟
فعلا، منطقة درعة من المناطق التي عانت من ويلات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ومن توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة جبر ضرر مناطق سكورة واكدز وقلعة مكونة وكذا ورزازات. ويبدو أن تنزيل هذه التوصية مازال يعرف تعثرا، ونعتبر أن تشجيع الاستثمار ومنح تحفيزات وإنجاز الطرق الوطنية هو ما سيجبر ضرر المجال، وهذه مناسبة لتجديد مطلبنا للحكومة بشان إعادة تضريب المنطقة، والعودة لمعيار التحديد الجغرافي في تحديد نسبة الضرائب، في إطار تحفيز المستثمرين بالمنطقة، وهذا مدخل لتقليص نسبة البطالة خصوصا في صفوف الشباب، وبدون تحفيزات ضريبية يصعب إقناع كبار المستثمرين لخوض غمار الاستثمار في أقاليم الجهة، وعانينا بما فيه الكفاية منذ سنة 1998 بعد إلغاء التميز الضريبي الذي كانت تتمتع به المنطقة.