Friday 4 July 2025
سياسة

اتلاثي: هذه دلالات افتتاح قنصليات دول إفريقية بالأقاليم الصحراوية

اتلاثي: هذه دلالات افتتاح قنصليات دول إفريقية بالأقاليم الصحراوية طارق اثلاثي، أستاذ العلوم السياسية
عزا طارق اثلاثي، أستاذ العلوم السياسية افتتاح قنصليات لبعض البلدان الإفريقية بالصحراء إلى صحوة دبلوماسية لهذه البلدان، وتصحيح ما كان يعرف بـ "الخروج عن المسار" على عهد منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، وبصفة خاصة على عهد الأنظمة العسكرية الشمولية وما أطرته خلال تلك الفترة من تزييف للحقائق وتحوير للجغرافية.
وأضاف اثلاثي في تعليق على بيان وزارة الخارجية الجزائرية بهذا الخصوص: "أنا أتفهم المرارة التي تتحدث بها الأطراف الأخرى من جراء ما أحدتثه فيهم هذه الخطوة الدبلوماسية الكبيرة جدا "مضيفا ردا على ممثل الإنفصاليين في البرنامج: "افتتاح القنصليات تم بتنسيق مع أشقاء أفارقة وهذا لا ضير فيه" منتقدا حديث ممثل البوليساريو عن البلدان الإفريقية التي قررت افتتاح قنصليات لها بالصحراء المغربية بـ "استهزاء" و"استخفاف" مؤكدا أن الأمر يتعلق بدول إفريقية ذات سيادة وتتحكم في قراراتها، وليس مثل جبهة البوليساريو كأداة مسخرة تتحكم فيها المخابرات الجزائرية.
وأضاف في تصريح لبرنامج "وجها لوجه" على قناة "فرانس 24" بث مساء أمس الخميس 9 يناير 2020 تعليقا على بيان وزارة الخارجية الجزائرية إن البيان يحكمه محددين رئيسيين المحدد الأول هو مضامين البيان الذي يوضح تخبط الدولة الجزائرية علما أنها تصرح دائما بالحياد في ملف الصحراء المغربية، وبالتالي فمضامين هذا البيان تؤكد أن الدولة الجزائرية ليست محايدة في ملف الصحراء المغربية، وأن عناصر جبهة البوليساريو ماهي إلا أدوات مسخرة لدى المخابرات الجزائرية.
والمحدد الثاني، ويتعلق بصياغة بيان وزارة الخارجية والتي توضح أن الذي صاغ هذا البيان يعتقد جزافا على أنه وانطلاقا من ما جاء به حراك الشارع الجزائري، تحت اصطلاح "يتنحاو كاع" بما فيه المؤسسة العسكرية الجزائرية، وأن الإسترسال في التصعيد في قضية الصحراء المغربية سيجعل النظر إلى قضية الصحراء المغربية هي نوع من الإلتفاف على الحراك الجزائري من الناحية الإستراتيجية.
وردا على مزاعم ممثل البوليساريو قال اثلاثي بأن الأمم المتحدة لا تعترف بشيء إسمه دولة وهمية بالمنطقة، مؤكدا أن هذا الأمر محسوم، فهناك فقط جبهة اليوليساريو مدفوعة من طرف الجزائر، مضيفا بأن افتتاح قنصليات كل من جزر القمر وغامبيا، بالإضافة إلى 15 دولة ستفتتح قنصليات لها بالصحراء مستقبلا، لها موقف دائم وتابث من قضية الصحراء المغربية، واليوم يتم تكريسه دبلوماسيا على أرض الواقع بشكل عادي وطبيعي جدا، كما أشار اثلاثي بأن كبريات الشركات الأمريكية، بما فيها علامات لمطاعم معروفة توجد بالداخلة والعيون، بمعنى – يوضح اثلاثي – أن المسألة تجاوزت البوليساريو والجزائر سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي أوالدبلوماسي، قبل أن يختم حديثه بالقول: "أشفق على الطرف الآخر لأنه لازال ينتصر للأطروحات المزيفة السابقة، في الوقت الذي يشهد فيه الكون تغير الأطروحات، والشعب الجزائري يدرك الآن وعبر الحراك بأن قضية الصحراء ماهي إلا شماعة لشفط البترول والغاز..".