الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعدون بن حسين الحمداني : القرآن الكريم وفن علم الدبلوماسية

سعدون بن حسين الحمداني : القرآن الكريم وفن علم الدبلوماسية سعدون بن حسين الحمداني
يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس على مدى الزمن بأن تاريخ الدبلوماسية يبدأ من القرن السابع عشر أو السادس عشر ومن الغرب حصرا وبأصول ومفاهيم بسيطة بفن الدبلوماسية وأقسامه من البرتوكول والإتكيت والإعلام الدبلوماسي والمفاوضات وكل ما يتعلق بهذا العلم، إلا أن الحقيقة بأن الدين الإسلامي كان هو الأقدم في ذلك، حيث أحتوى القرآن الكريم على أرقى المفاهيم في كل تفاصيل الحياة وعلى مدى الدهر سواء في الماضي أوالمستقبل ومنها فن علم الدبلوماسية بقوله تعالى ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) سورة يس، والمقصود حسب بعض التفسيرات أن الإمام المبين هو القرآن الكريم لاحتوائه وبصورة متكاملة على كل المعلومات الرصينة لكون منزل من رب السموات والأرض.
ولقد كان سيدنا الرسول الأعظم هو القدوة لنا في فن الدبلوماسية في تعامله مع عائلته / أصحابه /عامة الناس وفي قوله تعالى (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ..)، وتطرق القرآن الكريم إلى عدة أبواب وفصول ومنها الأزمات، المفاوضات، واستقبال الضيوف وآداب الزيارات الاجتماعية بين الأصدقاء والإقارب والقيمة العظيمة للمراة عند الاسلام وكيف أهتم بها وكما ورد بالحديث النبوي الشريف وروى الترمذي (1162) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ) .
وكذلك تطرق إلى العلاقات العامة والإعلام والمصداقية في نقل وسرعة الخبر من خلال قوله تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي..)، وفن كتابة الأخبار ولباقة اللسان واختيار الكلمة والعبارات المتزنة والهادفة وغيرها قال تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)، وكذلك من الفنون والعلوم والتي سوف نتكلم ونخوض فيها لاحقاً وبصورة تفصيلية في هذه المواضيع.
كذلك السنة النبوية تطرقت إلى مواضيع عديدة منها إرسال المبعوثين والختم النبوي الشريف وأن سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام هو أول من إستعمل الختم في الرسائل وكان الختم آنذاك (محمد رسول الله) ليضيف الخصوصية والسرية بذلك. وحث القران الكريم على العلم والإجتهاد بأفضل ما يمكن وقال الله تعالى تعالى في محكم كتابه أيضاً، مرغباً في العلم وحاثاً على طلبه (يرْفعِ اللهُ الذينَ آمَنُوا مِنكمْ والذينَ أوتوا العلْمَ دَرجات).
والرسول محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل هو أول من أرسى القواعد في الاتكيت والبرتوكول ومنها إختيار ألوان الملابس وأنواعها وطبيعتها وفن الدبلوماسية والتواضع في المقابلات وإحترام العدو في السلم والحرب في شتى أرجاء المعمورة حيث أرسل من يمثله يحملون رسائل المحبة والسلام لكل قادة وملوك العالم من مختلف الإجناس والديانات وسوف نتطرق إلى فصول القيادة والبروتوكول والاتكتيت والدبلوماسية في قرآننا الكريم والسنة النبوية وأننا مهدٌ لهذه الأسس والعلوم في المقالات القادمة إن شاء الله.
 
سعدون بن حسين الحمداني، دبلوماسي عماني سابق