في البداية لابد من التذكير أن جريدة " أنفاس بريس" قد واكبت ملف "مهزلة " نتائج امتحانات التوظيف منذ إعلانها. وكان أول مقال تحت عنوان "طالب يتهم وزارة الشباب والرياضة بالتلاعب بنتائج هذه المباراة.. إقرأ التفاصيل" بتاريخ 8 أكتوبر 2019. بعد أن وجه الطالب محمد بنقاسم شكاية إلى العديد من الدوائر والجهات المسؤولة من بينها الديوان الملكي ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني ورئيس مجلس النواب، ووسيط المملكة فضلا عن توجيهه نسخة من نفس الشكاية إلى وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير الشباب والرياضة بالإضافة إلى رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

بعد أن انتشر خبر عدم منح التعيينات للطلبة الناجحين في امتحانات التوظيف بقطاع الشبيبة والرياضة، على ضوء قرار الوزير الجديد الحسن عبايبة القاضي بإعادة تصحيح أوراق الإمتحانات.. عجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالفيديوهات والصور والتدوينات والتعاليق حول موضوع امتحانات التوظيف التي جرت يوم 22 شتنبر الفارط، والتي وصفت، حسب العديد من المدونين، بـ"المجزرة" التي ارتكبها وزير الشباب والرياضة السابق رشيد الطالبي العلمي في حق أبناء الشعب بتكريسه للمحسوبية والزبونية في مباراة التوظيف التي شهدتها وزارته أيام قليلة قبل إعفائه من منصبه".

رواد مواقع التواصل، وخصوصا من الطلبة والطالبات خريجي المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة (فوج 2019 ) تحدثوا في تدويناتهم على أن الفضيحة تمت "بتواطؤ مع جهات معينة بالوزارة".

الطلبة الناجحون أو ما اصطلح عليه ب (الموظفون الجدد) لم يتسلموا تعييناتهم في الوقت الموعود ولجأوا إلى صيغ نضالية للمطالبة بحقهم في التوظيفات التي أثيرت حولها زوابع من هنا وهناك، بل أنهم استغلوا فرصة تواجد الوزير الجديد في إحدى اللقاءات وواجهوه بملف تأخير التعيينات.

لن نعود لتفاصيل "المهزلة" في حق الشفافية وتكافؤ الفرص لكن يكفي أن نشير إلى مشهد مؤلم جدا حتى بالنسبة للمتفوقين في هذه الامتحانات و الذين لربما وقفت القدرة الإلهية إلى جانبهم في هذه المحطة. بحيث أن "أغلب المدعومين ضدا في الشفافية وتكافؤ الفرص وهم غالبا أبناء موظفين محسوبين على جهات معينة قد حصلوا على المراتب الأولى في لوائح الناجحين حسب تخصصاتهم (ن) لغاية اختيار أوسع للمدن المقرر إلحاقهم بها وترك باقي الاختيارات للناجحين من الصنف الثاني" .

وفي سياق متصل استحسن المتتبعون للشأن العام الوطني ما "أقدم عليه وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، بقراره بإعادة تصحيح أوراق الامتحان الكتابي والضرب من حديد، على المسؤولين عن الامتحان المهزلة الذي عرف خروقات كثيرة منذ تأجيله؛ ثم الإعلان عليه مرورا بتشكيل اللجن على المقاس وإجراء الامتحان الكتابي والشفوي وأخيرا الإعلان عن النتائج ".

مدون آخر من الخريجين القدماء أكد في تدوينته بأن "المباريات شأن إداري تتحمل فيه الإدارة مسؤولية توفير شروط النزاهة وتكافؤ الفرص عبر تعيين لجان تتصف بالنزاهة و الموضوعية و المروءة و أيضا التصدي لكل عمليات التأثير والترهيب...".

واستطرد موضحا بأن دور النقابة هو الترافع لتحقيق "أجواء النزاهة و فضح جميع الممارسات البائدة.. و ليس افتعال صراعات هامشية تؤجج الأوضاع و تعمق أزمة الثقة في العمل المؤسساتي... ".

وتساءل في أخر تدوينته قائلا: " واش أنا نبقى كل عام نوصل لشفوي ؟ وعييينا تضررنا بزاف.. كل عام تعطيونا أمل فالنجاح كل عام لقى راسي مع الناجحين في الكتابي حتاليناش؟ كاين شي قطاع كيطلب الإجازة ديالنا ؟ هاذ السنة كانت صدمة كبيرة على جميع القدماء المباراة الأخيرة وضحات كلشي".

وفي سياق متصل اعتبر أحد الطلبة (م/ب) في تدوينته أن " التحركات الأخيرة التي تشوب ردود أفعال متأخرة عن نتائج مباراة 22 شتنبر لوزارة الثقافة و الشباب والرياضة أو ما أطلق عليه بعض النشطاء ( يوم الذل و العار) بعد ورود أخبار موثوقة بإعادة تصحيح الامتحانات التي كانت سبب الأزمة". وقال نفس المتحدث في تدوينته إن "الامتحانات التي أهلت أناس ذوي كفاءة مهنية عملية وعلمية و أيضا أهلت ذوي (كفاءات مصلحية ) يبدوا أنها أثارت جدلا واسعا لدى ثلاث أطراف..وهم الناجحون عن جدارة.. و الناجحين "بطرق مشبوهة"..ثم المقصيين الذين لا وكيل لهم إلا ربهم.". وختم كلامه بالقول : "أطمئنكم شخصيا أنا (م/ب) خريج المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب و الرياضة لا أريد لا منصبا ولا وظيفة و لا أحسد أحدا من الناجحين ...".

الجديد في ملف التوظيفاتأنه قسم الطلبة خريجي المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة، إلى ثلاثة فئات واحدة تطالب بالتعيينات وأطلقت على نفسها اسم الموظفون الجدد، والثانية هي فئة الهيئة الوطنية لطلبة وخريجي المعهد، والفئة الثالثة هي الخريجون القدماء والذين يعتبرون أنفسهم غير محظوظين رغم كفاءاتهم المهنية والعلمية ....

جدير بالذكر أن هناك دعوات لوقفات احتجاجية لهذه الفئات كل حسب التوقيت الذي حدد لصيغتهم النضالية.