السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور شهبي يحارب بذلة التجارة في الطب ويرفع سقف التحدي في الحملات التطوعية لفائدة المرضى المعوزين

الدكتور شهبي يحارب بذلة التجارة في الطب ويرفع سقف التحدي في الحملات التطوعية لفائدة المرضى المعوزين الدكتور محمد الشهبي
استضافت إحدى المحطات الإذاعية الدكتور محمد الشهبي الأخصائي في طب وجراحة العيون، واستهل نقاشه مع المذيعة قائلا: " أود أن أوجه التحية لرئيس هيئة الأطباء وطنيا بمناسبة حصوله على الدكتوراه في الحقوق". وركز نفس المتحدث على "الأعمال الإنسانية الجبارة التي يقوم بها ثلة من الأطباء، ومن جملتها التدخل الطبي في المناطق النائية التي يستفيد منها المعوزون في المجال الصحي".
وأشاد الدكتور شهبي بالأطباء والدكاترة الذين "يشتغلون في الخفاء من أجل إدخال البسمة على وجوه المعوزين في المناطق النائية"، حيث نوه في هذا السياق بعمل كل من "الدكتور أبومي والدكتور عفيفي اللذين يتطوعان بحب لتقديم خدماتهما للمواطنين المحتاجين لتدخلات طبية"، مؤكدا أن هدفهم الوحيد هو "إيصال رسالة الأطباء النبيلة، لمعالجة بعض الأمراض التي تتطلب تدخلا في تلك المناطق".
وناشد محمد شهبي بعض الأطباء الذين يطالبون بالرفع من كلفة أتعاب الطبيب قائلا "حان الوقت لمطالبة المسؤولين بالتخفيف من أعباء المريض وإثقال كاهله بالمصاريف الطبية".
وفي سياق حديثه عن مهام الطبيب ورسالته النبيلة قال "يجب الإبتعاد عن البذلة التجارية التي يرتديها بعض الأطباء في ميدان الطب… يجب محاربة بذلة التجارة في الطب".
وأوضح في هذا السياق أنه "حارب مع ثلة من رجالات الطب، مفهوم البذلة التجارية على الصعيد الوطني بعدة مناطق نائية وكذلك في إفريقيا من خلال تقديم خدمات صحية بشكل تطوعي".
وانتقد بشدة "الأطباء الذين يسكنون خالدين في عياداتهم، ولا يقدمون أي خدمة إنسانية للمعوزين، ويقومون بحملات ضد المبادرات التطوعية التي يقوم بها ثلة من الأطباء بالمناطق النائية بالمغرب".
واستغرب كثيرا لسلوك بعض الأطباء الذين "يدعون أن الحملات التطوعية تنقص من مداخيلهم، وتقلص من منسوب زيارة المرضى لعياداتهم". وفي سياق متصل تساءل قائلا "هل الإنسان المعوز والفقير قادر على زيارة الطبيب وأداء فاتورة المعدات والأجهزة الباهظة الثمن؟". 
لذلك يؤكد شهبي على أنه من الضروري "فسح المجال للمعوزين من الاستفادة من الخدمات الطبية". وعاهد نفسه كطبيب على "أن يقوم بإجراء 2000 عملية جراحية في مدينة الدار البيضاء وكذلك في منطقة الراشيدية للمعوزين فقط الذين لا يتمتعون بالتغطية الصحية".
ووجه رسالة مناشدة لهيئة الأطباء من أجل "فتح نقاش في الموضوع حتى يتسفيق ضمير الطبيب ولا ينسى مهامه الإنسانية ويلعب دوره الطبيعي تماشيا مع قسم المهنة".
وبخصوص خطاب الحملة الإنسانية؛ قال الدكتور شهبي "إنه لا يتفق مع هذا الخطاب، ويجب إعادة النظر فيه، وكأن الطبيب لا يقوم بما هو إنساني، ونغلط الجيل الحالي من الأطباء الشباب.. وكأن الطبيب لا  يمكنه القيام بما هو إنساني اتجاه الوطن في إطار مهنة الطب التي اعتبرها مهنة إنسانية...".
واستحضر شهبي في سياق حديثه عن الأعطاب والأمراض التي تسللت لمهنة الطب ما يتداوله الناس الذين يصفون بعض الأطباء "بالجزارين"، وأجاب في هذا الشأن بأن هؤلاء المواطنين "عاشوا مآسي خلال تعاملهم مع بعض الأطباء خلال أزمة مرضية ما، ولا يمكن وجود دخان بدون نار". معللا ذلك بتدني "القيم الإنسانية"، وأن الأمر "يستدعي الصرامة لربط المسؤولية بالمحاسبة وتطبيق القانون".
وشدد على أنه " لا يمكن للطبيب أن يلهث دائما وراء ما هو مادي".
 من هنا يرى أنه من المفروض إدخال مادة "أخلاقيات المهنة ضمن مواد التدريس بالجامعة ليفهم طبيب المستقبل أنه يجب احترام المواطن المعوز الذي لا يتمتع بالتغطية الصحية، وتقديم الخدمة الصحية له في كل مناطق المغرب".
وأكد على "أن المستشفيات لا يمكن أن تتحمل جحافل المرضى الباحثين عن علاجات لكل أمراضهم التي تصيب أعضائهم البشرية "، لذلك يجب الانخراط بجدية ووطنية في " تقديم الخدمة الصحية للمواطنين المعوزين كتعبير عن تقاسم الانتماء لهذا الوطن".