الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

سويطط: التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي تجل من تجليات الرداءة العامة بالمغرب

سويطط: التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي تجل من تجليات الرداءة العامة بالمغرب عبد الرحيم سويطط

تفاعل العديد من الفعاليات الجمعوية والنقابية والسياسية مع أسئلة جريدة "أنفاس بريس" المرتبطة بموضوع "الإسفاف والتفاهة وثقافة التسطيح التي يروج لها من خلال مواقع التواصل الإليكتروني والاجتماعي".. في هذه الورقة نقدم للقراء موقف الفاعل المدني الأستاذ عبد الرحيم سويطط.

 

في سياق مناقشتنا لظاهرة ترويج ثقافة التسطيح والتفاهة عبر منصات المواقع الاجتماعية والإليكترونية اعتبر الأستاذ عبد الرحيم سويطط أن "انتشار المواقع الإعلامية الإلكترونية نتيجة طبيعية لتحول ثقافي واجتماعي متسرع وملتبس". مضيفا بأن "تحول هذه المواقع نحو مسار التفاهة أملته سياقات الانتاج ومقامات التلقي". وفي هذا الإطار أوضح بأنه الأمر يتعلق بـ:

 

ـ على مستوى سياقات الإنتاج: سهولة تصريف الخطاب التافه وانعدام الضوابط القانونية والاخلاقية المحددة لشروط النشر.

 

ـ على مستوى مقامات التلقي: حاجة القارئ المغربي لمادة تداعب اللاوعي وتغازل المسكوت عنه، وتتناسب مع كمية منسوب الوعي الذي يتمثله هذا القارئ.

 

وعزز نفس المتحدث تحليله قائلا: "إننا إذن أمام تواطؤات لاواعية تغذي الرداءة والتفاهة وتخدم من حيث لا تدري واقع الإسفاف والسلبية والنكوص". مؤكدا "أن قياس الكفاءة والمهنية والتميز والجماهيرية أو الشعبية في الإعلام لم تعد رهينة مقاييس التنوير والعقلانية والقدرة على التحليل والمساءلة والنقد والنقاش؛ بل أضحت مرتبطة بمن يحتل منصة "الطوندونس" كمعيار وحيد وأوحد".

 

وفي سياق متصل اعتبر سويطط بأن "مسار الحد من زحف التفاهة أمر صعب إن لم نقل مستحيل، لاعتبار وحيد في اعتقادي". حيث يعتقد بأن "الرداءة والإسفاف والتفاهة ليست ضربة حظ. ولكنها (ضربة معلم) أفرزتها تشجيع جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية لها ورعايتها واحتضانها والترويج لها".

 

من هنا يتساءل نفس المتحدث قائلا: "وإلا كيف نفسر احتضان مؤسسات الاعلام الرسمية للتفاهة؟ ومدها بكل شروط النجاح والتفريخ والاستنساخ؟"

 

وختم محاورنا قوله مؤكدا على أن "اختراق هذه الظاهرة في الإعلام ماهي إلا تجل من تجليات الرداءة في السياسة والشارع والجامعة والبرلمان والأسرة أيضا".