السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

وفاة رئيس الطائفة اليهودية بفاس، وهذه مقاطع من حوار له مع "الوطن الآن"

وفاة رئيس الطائفة اليهودية بفاس، وهذه مقاطع من حوار له مع "الوطن الآن" الراحل إرموند كيكي

توفي صباح يوم الاثنين 2 دجنبر 2019 إرموند كيكي، رئيس الطائفة المغربية بفاس صفرو والشرق، إثر صراع مرير مع المرض .

وقد كان الراحل طبيبا في القوات المسلحة الملكية مطلع الاستقلال، كما مارس مهنة الطب بمدينة فاس.

 

"الوطن الآن" سبق لها أن أجرت حوارا مع الراحل في يناير 2009، إبان أحداث الحرب على غزة، تطرق فيه للثقافة اليهودية ولمشكل غياب ممثلين لليهود المغاربة بالجماعات المحلية والبرلمان، بل وحتى في الحكومة.. نقتطف منه الجزء التالي:

 

+ بعض المغاربة يرون أن اليهود غير مندمجين في المجتمع وأنهم يعيشون في دوائر مغلقة؟

- هذا مجرد انطباع فقط.. فاليهود ليسوا منعزلين أو منغلقين، بل هم مندمجون بشكل كامل في المجتمع المغربي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وليس هناك أي فرق بين يهودي ومسلم بالمغرب. وأعطيكم مثالا من فاس، حيث نعقد ندوات ومؤتمرات ولقاءات دولية سواء على المستوى الثقافي أو العلمي، ونتشرف دائما بوجود السلطات المحلية والجامعيين والفلاسفة، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.

 

+ رغم وجود عدد من المطربين اليهود فما زال حضورهم باهتا، مقارنة مع باقي المطربين المغاربة المسلمين، إلى ماذا يعزى ذلك؟

- هناك عدد لا يستهان به من المطربين اليهود بالمغرب، الذين يتواجدون بشكل أساسي بالدار البيضاء.. ونذكر لكم على سبيل المثال أوركسترا كاروتشي المعروفة بالمغرب التي قدمت آخر عرض لها بحضوري بجامعة الأخوين بإفران؛ وبطنجة أيضا نجد أوركسترا بوطبول الحاضرة بقوة في مختلف السهرات؛ وفي السنوات الماضية سجلت أوركسترا بنحاس حضورا متميزا بالساحة الفنية الوطنية... وهو ما يعني أن المطربين اليهود غير غائبين عن الساحة الفنية الوطنية.

 

+ ماذا عن الكتاب والشعراء  اليهود بالمغرب؟

- لدينا عدد من الكتاب اليهود من أصول مغربية، وإن كانوا غير مقيمين بأرض الوطن، فهم موجود -حسب علمي- بمختلف ربوع المعمور.

 

+ وماذا عن غياب ممثلين لليهود المغاربة بالجماعات المحلية والبرلمان، بل وحتى في الحكومة؟

- ليس هناك غياب، وهذا مشكل سياسي حكومي، فاليهود يشكلون جزءا من بعض الأحزاب السياسية. فأنا مثلا عضو نشيط بحزب التجمع الوطني للأحرار، وأحضر اجتماعات الحزب، وليس هناك أي مشكل في هذا الإطار. وهناك السفير المتجول سيرج، وأندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة، إلخ... وإذا لم يكن هناك أي وزير يهودي بالحكومة، فلا أعتقد أن هذا يعود إلى تقصير أو خطأ من جانب اليهود (يبتسم..)؛ وقد يأتي اليوم الذي يتم فيه تعيين وزير أو وزيرين يهوديين؛ كما نطمح أن تفرز الاستحقاقات القادمة عن فوز بعض اليهود المغاربة.

 

+ سبق لكم أن طرحتم مسألة غياب الثقافة اليهودية في البرامج التعليمية، كيف توضحون ذلك؟

- سبق لي أن قلت في العديد من الندوات أن الثقافة اليهودية مازالت مغيبة من طرف الأسرة والشارع والمدرسة، وهو ما يجعل العديد من الشبان المغاربة يتساءلون: من هو اليهودي؟ ما هي ثقافته؟ كيف تمكن من العيش في أراضي عربية؟ في الوقت الذي نجد أن التاريخ غني جدا وكاف لمنح أدق التفاصيل فيما يخص الثقافة، التواجد اليهودي، التعايش.. ولقد سبق أن نبهنا وزارة التربية الوطنية بهذا الخصوص، وقد وعدتنا بإدخال الثقافة اليهودية إلى المناهج المدرسية باعتبارها ركنا أساسيا في التراث الثقافي الوطني.

 

+ ألا ينطبق نفس الأمر على الإعلام العمومي؟

- بالطبع هناك نوع من الغياب للثقافة اليهودية في الإعلام العمومي، وهذا خطأ يتعلق بأشخاص، سواء كانوا صحافيين مهنيين أم لم يكونوا؛ ولا أعتقد أن للحكومة دخل في ذلك.

 

+ في اعتقادك هل تغييب الثقافة اليهودية من طرف الحكومة يخضع لأجندة سياسية، خاصة تفادي إثارة الإسلاميين؟

- لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال. فأنا لست عضوا في الحكومة (يبتسم..)؛ ولا يمكنني الجواب بدلا عن الحكومة بخصوص التخوف أو عدم التخوف من ردود أفعال الإسلاميين.