الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

اقليم تارودانت : ساكنة أنزيغ بجماعة سيدي عبد الله أوسعيد خارج حسابات الزمن الحكومي

اقليم تارودانت : ساكنة أنزيغ بجماعة سيدي عبد الله أوسعيد خارج حسابات الزمن الحكومي بناية الفرعية المدرسية، وفي إطار الصورة أشغال الورش، ومشهد لمعاناة الساكنة مع الماء
في الوقت الذي ينعم فيه رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران بمعاش شهري يقدر بـ 7 ملاين سنتيم، يتقاتل أناس طيوبن في قمة إحدى الجبال بإقليم تارودانت من أجل الحصول على نقطة ماء لري ضمئهم وماشيتهم وسقي أغراسهم.
وفي الوقت الذي يخطط فيه برلمانيو الشعب لترسيم معاشتهم السمينة، تفكر ساكنة دواوير منطقة سيدي عبد الله أو سعيد في كيفية مواجهة صقيع الأيام القادمة وتدبير احتياجاتهم الضرورية من مأكل ومشرب وحطب التدفئة يقي أطفالهم من موجة البرد القارس.
إنها مفارقة غريبة تحتاج لوخز الضمائر الميتة بإبر المواطنة الحقة لرفع منسوب الانتماء للوطن.
شمر شباب دوار أنزيغ بجماعة سيدي عبد الله أوسعيد بإقليم تارودانت على سواعدهم، واستعمال دوابهم، في أفق إنهاء مشروع بتمويل ذاتي بقيمة 6 ملايين سنتيم.
المشروع الذي فكرت في إنجازه إحدى الجمعيات عبارة عن صهريج كبير من سعة 12 مترا على 6 أمتار، من أجل ضمان تجميع وتخزين مياه الأمطار، لمواجهة الخصاص المهول في مياه الشرب.
في هذا السياق يوضح؛ عزيز نزوغ؛ أحد أعضاء جمعية إنزيغ للتنمية البشرية والتضامن بأن ساكنة الدوار "تعتمد في معيشها اليومي على مياه التساقطات المطرية الموسمية منذ سنوات، وقد سئم رجالها وشبابها وأطفالها من قطع مسافات بعيدة تصل في بعض الأحيان ما بين 12 إلى 20 كلمترا للتزود بمياه الشرب "
نفس المتحدث لجريدة "أنفاس بريس" أكد بأن ساكنة الدوار "عانت منذ سنوات من عدة مشاكل اجتماعية وبيئية في غياب بنيات تحتية مثل المسالك الطرقية المنعدمة، فضلا عن مشكل الخصاص المهول في مياه الشرب".
وأضاف متسائلا كيف " ستبرر الجهات المسؤولة غيابها المتعمد منذ سنوات، سواء المجلس القروي بالجماعة الترابية سيدي عبد الله أو سعيد، الذي تعاقب على رئاستها عدة رؤساء لم يقدموا أي خدمة اجتماعية للمنطقة، فضلا عن غياب السلطات المحلية التي لم تتفاعل مع شكايات الساكنة التي تحتاج لأبسط وسائل العيش الكريم".
وحسب مصادر من جمعية إنزيغ للتنمية البشرية والتضامن فقد "انخرطت الساكنة وشبابها في ورش تطوعي لإنجاز الصهريج الذي سيخصص لتخزين المياه الشتوية لمواجهة شبح العطش، بمساندة من منخرطي الجمعية لدعم المشروع ماديا وبشريا، إلى جانب بعض المحسنين، من أجل اعتماد الصهريج في تزويد دوار أنزيغ بالماء الصالح للشرب، بالإضافة إلى سقي أشجارهم المثمرة، وبقع أراضيهم الزراعية الصغيرة لضمان قوت عيشهم وأعلاف مواشيهم ".
ساكنة الدوار أثناء اشتغالها بالورش التطوعي، وجهت "رسالة شكر إلى كل أعضاء ومنخرطي جمعية إنزيغ للتنمية البشرية والتضامن، بخصوص فكرة إنجاز الصهريج المائي، وتحسيس كل الساكنة للإنخراط في تنفيذه."
واستنكرت غياب المسؤولين المنتخبين والسلطات المحلية التي "لم تعر لمطالبهم الضرورية أي اهتمام يذكر"، بحيث أنهم يعتبرون أنفسهم "معزولين عن العالم الخارجي، ومهمشين بشكل غير معقول، ولم يستفيدوا من أي مبادرة تنموية بمنطقتهم التي تشكو الخصاص المهول على جميع المستويات".
وأوضح عزيز نزوغ أن فكرة إنشاء صهريج مائي بشكل تطوعي ومن مساهمات المنخرطين وبعض المحسنين، جاءت بعد "عدة شكايات كانت الساكنة قد وجهتها إلى رئيس الجماعة الترابية، وقائد المنطقة من أجل حل مشكل مياه الشرب التي كانت تمدهم بها قنوات بلاستيكية من مناطق بعيدة، و تتعرض للتلف بفعل عدة عوامل، مما يعرض ساكنة دوار إنزيغ ومواشيهم للعطش أياما متتالية".
من جهة أخرى علمت جريدة " أنفاس بريس" من مصادر بالمنطقة أن ساكنة دوار أنزيغ "تعيش على إيقاع الفقر المدقع والخصاص المهول على مستوى أبسط الموارد المعيشية، وتحتاج إلى التفاتة وطنية في سياق الدعم الذي تقدمه وزارة الداخلية للعالم القروي لمواجهة موجة الصقيع وفصل الشتاء".
وأكدت نفس المصادر أنه "أثناء التساقطات الثلجية تقطع جميع المنافذ والمسالك الطرقية المؤدية للدوار، ويصعب التواصل بين الساكنة لقضاء مصالحها الاجتماعية والإنسانية".
وأوضحت مصادرنا بأن الساكنة "تعتمد على جلب مؤونتها من مدينة تارودانت التي تبعد عن الدوار بحوالي 72 كلمترا؛ مستعينة بوسائل النقل السري".
أما على مستوى التعليم فقالت نفس المصادر بأن "حجرات الفرعية الوحيدة التي يفد إليها أبنائهم للدراسة تفتقر لحطب التدفئة وللتجهيزات الضرورية".
وفي سياق حديث بعض أعضاء الجمعية عن المعاناة التي تعيشها الساكنة شددوا على أن " المستوصف الصحي اليتيم تنعدم فيه روح الحياة الطبية والعلاجية رغم بعده عن الدوار بحوالي 12 كلمترا".
فهل يعلم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بتواجد جماعة اسمها سيدي عبد الله أوسعيد على خارطة إقليم تارودانت، وهل يصله صدى شكايات ساكنة دوار إينزيغ بنفس الجماعة ومعاناتهم مع شضف العيش، والتهميش الذي تعرفه المنطقة؟ وهل يعلم بأن ساكنة المنطقة في أمس الحاجة إلى دعم استثنائي قبل تساقط الثلوج وانقطاع المسالك الطرقية التي تبعد عن مدينة تارودانت بحوالي 72 كلمترا، نظرا للعزلة التي تعيشها المنقطة ؟