الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

"السيرة النبوية" في ملتقاها 6 تحت شعار "التأسي الهادي والتجلي الباني" بسطات

"السيرة النبوية" في ملتقاها 6 تحت شعار "التأسي الهادي والتجلي الباني" بسطات محمد خالد رئيس المجلس العلمي المحلي سطات

احتضنت عمالة إقليم سطات، يوم الثلاثاء 19 نونبر 2019، النسخة السادسة من الملتقى السنوي للسيرة النبوية العطرة، تحت شعار "التأسي الهادي والتجلي الباني"، انطلاقا من قوله تعالى في الآية 21 من سورة الأحزاب "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". وتميز الملتقى بإلقاء أساتذة جامعيين وبعض أعضاء المجالس العلمية المحلية، عروضا وقراءات تناولت الخصائص الفنية للسيرة النبوية، ومقاصد دراسة السيرة النبوية وأصول فقه السيرة وفضل الصلاة على النبي وبركاته.

 

الدكتور محمد خالد رئيس المجلس العلمي المحلي سطات قال في كلمة ترحيبية جاء فيها:

"إن الملتقى السادس للسيرة النبوية المطهرة، يندرج في سياق مشروع رسالي تنويري، يرتكن إلى الخطاب الإرشادي المتجدد الذي مما يبتغيه في دلالاته الفكرية وتجلياته المقاصدية، تنمية الوعي الديني، وإثراء الرصيد المعرفي، وتعزيز المعطى الوجداني الإيماني، بإدراك أهمية دراسة سيرة المجتبى (ص) ومعرفة شخصيته النورانية، وشمائله البدنية والخلقية، وحياته بدقائقها وتفاصيلها". وتابع أنه من امتنانه وخيره تبارك وتعالى، أن قيض لنا التئام هذا الملتقى المبارك للسيرة النبوية العطرة في موضوع التأسي الهادي والتجلي الباني، انطلاقا من قوله تبارك وتعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" سورة الأحزاب 21 .

 

وينظم هذا اللقاء الفكري الهام برعاية المجلس العلمي الأعلى -الأمانة العامة- في يوم محجل أغر. فقد ورد عن ابن رجب: محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدم عليهما شيئا من الأمور المحببة، طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك. فهو (ص) بشري الظاهر ملكوتي الباطن قال تبارك وتعالى: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ" الكهف 105. فليس هناك مخلوق تجلى الخالق بكماله وجماله عليه كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى.

 

وقال عز وجل "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب" الحشر 07. ولهذا يضيف رئيس المجلس العلمي المحلي لسطات، أن دراسة الهدي النبوي وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم جلائل الأعمال ومعالي الأفعال، لأهميتها البالغة لكل مسلم لأنه يحقق غايات وأهدافا. من أهمها: اتخاذ المصطفى القدوة البانية، من خلال معرفة شخصيته العظيمة، بدقائقها وتفاصيلها وأقواله وأعماله وتقريراته، وتحض المسلم على محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتقويها وتنميها "لا أحد يجهل أهمية دراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. فما من مصلح في دنيا الإسلام قام بإصلاحه إلا وهو يستحضر عمل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. كيف بدأ عمله الإصلاحي، وكيف أخرج الناس من ضائقة الجهل، وتخلف الفكر إلى الفضاء الأرحب الأوسع، إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي قصة ميلاد الإسلام ونمو هذا الإسلام وتطور هذا الإسلام إلى أن اكتمل. ففي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام إشارة إلى هذا الميلاد". العلامة الدكتور الأديب سيدي محمد يسف. كما يصف الدكتور أحمد التوفيق من جهته السيرة النبوية بقوله "وهي أكمل السير لارتباطها بوحي محفوظ وأعظمها أثرا في التاريخ لأنها شملت جوانب البناء العقدي والحضاري في جهاد سلمي دفاعي طالب بحرية التواصل والتبليغ، وتأسيس جماعة الإيمان... فالسيرة تستدعي المدارسة المستمرة لأن أهميتها أو قل مركزيتها مستمدة من طابعها المؤسس من جهة، ومن استمراريتها في حياتنا نحن المسلمين.

 

واستطرد محمد خالد قائلا، فالسيرة المحمدية في غاياتها الإصلاحية ومقاصدها البانية هي أعظم مدرسة، بعد كتاب الله تعالى في صناعة الإنسان وبناء شخصيته، وهي مرتكز تشكيل وعيه وصياغته من جديد.

 

ليخلص المتحدث إلى أنه لن يفقه المرء السيرة حقا إلا إذا درس القرآن الكريم والسنة المطهرة، وبقدر ما ينال من ذلك يدرك ويستوعب كيف تكون صلته بنبي الإسلام. وإلى ذلك أوضح أن علماء وأدباء المغرب بهذه الديار العامرة، المجبولة على محبة الرسول وآل بيته أظهروا عناية مخصوصة بعلم السيرة النبوية، وأقبلوا على تدريسها في المساجد والزوايا والمدارس، فأبدعت أفكارهم وحبرت أقلامهم التآليف والأسفار والدواوين الدالة على عظيم قدر سيدنا محمد والداعية إلى ضرورة التأسي بسنته والاهتداء بهديه.

 

وأجمع الباحثون والدارسون والمهتمون بتيمات السيرة النبوية المطهرة على القول إن المؤلفين: الرواية المغربية للسيرة النبوية والمصنفات المغربية في السيرة النبوية ومصنفوها، للعلامة الأديب الدكتور محمد يسف. قطب السيرة النبوية وعميدها. مصدران قيمان، يستجليان مناحي مهمة في شساعتها وامتداداتها التراثية والثقافية للمغاربة في السيرة النبوية، وتحيل من خلال الرجوع إليها، على مصادر معتمدة نفيسة، غاية في الأهمية والفرادة، وعلى ذخائر من أسفار وأضابير ثمينة.