على هامش انعقاد المؤتمر التأسيسي لاتحاد عمال المناولة الفوسفاطيين باليوسفية، المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أجرت "أنفاس بريس" لقاء صحفيا مع الأمين الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم باليوسفية، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، عبد اللطيف حميمسة، أكد فيه بأن "سياسة المناولة والتدبير المفوض أضحت "شرا لا بد منه" وأمرا واقعيا وجب التعامل معه بحكمة وتبصر للدفاع عن حقوق العمال المشروعة قانونيا وتحصين مكتسباتهم".

+ ما هي أهداف توحيد أربعة مكاتب نقابية لعمال المناولة بقطاع الفوسفاط باليوسفية؟

- نعقد اليوم، المؤتمر التأسيسي لتوحيد المكاتب النقابية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمدينة اليوسفية، على اعتبار أننا اشتغلنا منذ سنتين من أجل توفير الشروط الموضوعية لهذا المولود الجديد لتقوية هياكل النقابة داخل قطاع المجمع الشريف للفوسفاط، حيث أن الموقع الصناعي للكنتور يشهد تزايد عدد المكاتب النقابية القطاعية بمختلف مستوياته الإنتاجية والاجتماعية. فقد تم إدماج وتوحيد أربعة مكاتب نقابية تخص عمال المناولة، الذين يشتغلون في (الحراسة ـ البستنة..)، ويناضلون منذ سنوات لتحسين أوضاع عمال المناولة بقطاع الفوسفاط باليوسفية على جميع المستويات من خلال تقديم ملفات مطلبية لشركات المناولة المعنية بمشاكل العمال والمستخدمين وهي:  "كلونيت ـ Group 4 ـ أنسيت ـ كارفور".

+ هل من الممكن أن تستعرض أهم مشاكل ملفكم المطلبي؟

- ملفنا المطلبي هو ملف مشترك يتمحور حول تقليص ساعات العمل لتتوافق مع قانون الشغل، فضلا عن مطلب الرفع من الحد الأدنى للأجور... فعلا هناك مطالب أخرى تعرف بعض التعثرات مثل تطبيق القانون في جميع مناحي العمل سواء الانتاجية أو الاجتماعية بالنسبة لعامل المناولة. من هنا جاءت فكرة تجميع المكاتب النقابية لتوحيد الجهود وخلق محاور واحد بين النقابة وشركات المناولة وقطاع الفوسفاط.

المشكل المطروح اليوم أمام عامل المناولة مع الشركات المذكورة أعلاه، بعد انتزاع مطلب الرفع من الحد الأدنى من الأجور (3000 درهم) وتقليص ساعات العمل من 12 ساعة إلى (8 ساعات) وهو نوع التعامل المستفز لبعض العقليات المتحكمة داخل دواليب شركات المناولة المشغلة محليا، والمشرفة على تتبع العمل والذي يسيء لكل الأطراف سواء قطاع الفوسفاط أو الإدارات المركزية لمقاولات المناولة، بحيث أنهم يخلقون المشاكل ويسعون لتفتيت وتشتيت العمال وضرب العمل النقابي بشتى الطرق الاستفزازية.

+ من هي الشركة التي تخرق تعاقداتها مع قطاع الفوسفاط في التعاطي مع ملف عمال المناولة؟

- الشركة التي يعاني منها عمال المناولة بالموقع الصناعي بالكنتور، والتي تعتمد على العقليات المستفزة، هي شركة "كلونيت"، ذلك لأنها تنفرد بخاصية أساسية تتمثل في تشغيل عدد كبير من عمال المناولة بقطاع الفوسفاط باليوسفية، ولذلك يقوم بعض المشرفين على إدارتها محليا بمحاربة العمل النقابي وخلق مشاكل جانبية لإعدام روح العمل النقابي الجاد والمسئول الذي يروم خلق أجواء تشاركية لفائدة كل الأطراف بعيدا عن التوتر والاستفزازات التي تعطل عجلة الحوار والتفاهم وخلق المبادرات الإيجابية.

+ كيف تتعاملون مع ملف إدماج عمال المناولة بقطاع الفوسفاط؟

- نعتبر عملية الإدماج بقطاع الفوسفاط من أولويات ملفنا المطلبي، على اعتبار أنه حق مشروع كما وقع في العديد من المراكز الفوسفاطية القريبة من مركز اليوسفية. إن مطلب إدماج عمال المناولة لن يكلف القطاع الشيء الكثير، بل إنه سيخدم المردودية الإنتاجية والاجتماعية، وسيقلص من المشاكل المفتعلة، ووالتخفيف من كلفة السيولة المالية التي تحول لفائدة شركات المناولة التي تنهش القطاع. أضف إلى ذلك أن أغلب عمال المناولة هم من أبناء المتقاعدين بالمجمع الشريف للفوسفاط، وتدرجوا على العمل ويشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من علبة القطاع المنجمي بمدينة اليوسفية. أيضا ملف الإدماج بالقطاع نعتبره في النقابة رافعة للتنمية يضمن الاستقرار والطمأنينة، وتحمل المسؤولية في العمل وهو من بين المطالب التي سيرفعها المكتب الموحد لعمال المناولة بالاتحاد العام للشغالين بالمغرب بتأطير من الكتابة الإقليمية باليوسفية. على اعتبار أنه مطلب يدخل في باب إنصاف المجتمع اليوسفي وأبناء الطبقة العاملة التي تقاعدت برواتب هزيلة منذ أربع عقود بقطاع الفوسفاط محليا.

+ هل بالفعل سياسة المناولة والتدبير المفوض شر لا بد منه؟

- على مستوى نقابتنا هناك وعي متقدم بضرورة إلغاء سياسة المناولة التي تعتبر ريعا اقتصاديا لم يقدم أي قيمة مضافة بأغلب القطاعات الإنتاجية والاجتماعية والبيئية، ورفعنا شعار رفض المناولة وعدم تزكية الوضع القائم، والتعامل مع ملف التشغيل وفق سياسة التشغيل التي كان يقوم بها الفوسفاط سابقا بموارده البشرية. لكن واقع الأمر أضحى يفرض اليوم هذه السياسة "المناولتية" وأضحت شرا لا بد منه، مما يستدعي التعامل مع المناولة بشكل واقعي. وفي هذا السياق يحتضن مقر نقابتنا هؤلاء العمال لمعالجة ملفهم المطلبي بالحكمة والتبصر بعيدا عن الأوهام. وعدم تركهم فريسة لمقاولات المناولة، لأن الأساسي اليوم هو انتزاع الحقوق وتحصين المكاسب وتقديم الحلول الممكنة وفق القانون لتحسين وضعية عامل المناولة بقطاع الفوسفاط بصيغة تشاركية تضمن الحقوق والواجبات.

إن شركات المناولة التي تلعب دور الوساطة في التشغيل بقطاع الفوسفاط أضحت اليوم مثل سوق "للبيع والشراء"، وتحولت إلى آلية للمضاربة، وتطورت بشكل خطير إلى "المضاربة والمتاجرة في البشر"، مثل السلع... الأخطر من ذلك أن دفاتر التحملات المتعاقد عليها بين مقاولات المناولة وبعض مسؤولي قطاع الفوسفاط محليا، لا يتم الكشف عليها وعلى مضامينها بدقة... من هذا المنطلق نطرح اليوم مشكل العقد الموقع بين عامل المناولة والشركات التي تظفر بصفقات التدبير المفوض، بحيث أن العامل يحرم حتى من الاطلاع على مضمونه، وهذه من أهم النقط التي سينكب عليها المكتب الموحد لمناقشتها مع مسؤولي الموقع الصناعي بالكنتور.

+ هناك بعض مقاولات المناولة من تستغني عن العمال وتفترس أجورهم كلما انتهت فترة صفقاتها، هل هذا صحيح؟

- أجل، كلما اقتربت نهاية (عقدة) فترة المناولة تطفو على سطح المقاولات المستفيدة مشاكل تتكرر بشكل مستفز في أوساط عمال المناولة، سواء بقطاع الفوسفاط أو قطاعات أخرى، وبالخصوص في قطاع التعليم، من بين هذه المشاكل توقيف أجور العمال (قطاع التعليم) شهرا أو شهرين إلى أربعة أشهر قبل موعد فسخ عقد المناولة، ويفاجأ العمال بدخول شركة أخرى تفرض عليهم تقديم استقالتهم من الشركة السابقة والتخلي عن أجورهم السابقة. وهذه السلوكات عانى منها عمال المناولة باليوسفية حتى في مؤسسة التعليم الإقامة التابعة للفوسفاط نظرا لعقلية المشرفين على المقاولة التي استفادت من التدبير المفوض للحراسة. لذلك سنناضل ككتابة الإقليمية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب والتي تشرف على عملية التنسيق بين مكونات الأنوية النقابية وتأطيرها وتكوينها، على مستوى مناقشة كل ما يتعلق بصياغة دفاتر التحملات وطرح المقترحات لتجويد الوضعية الاجتماعية لهذه الفئة من عمال المناولة.

+ هل هناك تمييز في قضية الحقوق الاجتماعية لعمال المناولة بقطاع الفوسفاط مقابل امتيازات العمال الرسميين بالموقع الصناعي بالكنتور؟

- في هذا السياق سنعزز ملفنا المطلبي بعدة نقط أساسية تتعلق ببعض الحقوق المغتصبة لعمال المناولة بقطاع الفوسفاط، على اعتبار أن كرامة العمال تتطلب التفكير بصوت مسموع لفائدة العمل التشاركي الإيجابي، لذلك نحن سنترافع عن أهمية الاستفادة من البنية الاستقبالية الصحية والرياضية والثقافية محليا بقطاع الفوسفاط، فضلا عن استفادة أبناء عمال المناولة من المخيمات الصيفية بمراكز التخييم التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط، والرحلات، وما إلى ذلك من حقوق اجتماعية وترفيهية، حتى يشعر عامل المناولة بالمساواة مع العمال الرسميين بالقطاع. وهذه الأمور لا نعتبرها امتيازات بقدر ما هي حقوق وجب مباشرة الحوار فيها وتحقيقها لفائدة عمال المناولة.