الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

ندوة علمية بفاس تسلط الضوء على إسهام علماء الصحراء المغربية في التلاقح الثقافي بإفريقيا

ندوة علمية بفاس تسلط الضوء على إسهام علماء الصحراء المغربية في التلاقح الثقافي بإفريقيا صورة من الندوة وجانب من الحضور

أبرز مشاركون في ندوة علمية حول موضوع "الصلات العلمية المغربية الافريقية وإسهام علماء الصحراء المغربية في التلاقح الثقافي"، نظمها نادي الثقافة المواطنة يوم السبت 9 نونبر 2019 بمدينة فاس، الأدوار التي لعبها المغرب على مر التاريخ بالقارة الإفريقية التي ساهمت في تعزيز روابطه بهذه القارة التي ينتمي إليها، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة تعزيز الروابط المغربية الإفريقية والانفتاح على كل المبادرات ذات الصلة.

 

وقال رشيد بلبوخ، رئيس نادي الثقافة المواطنة، في مستهل هذا اللقاء العلمي إن النادي الذي تأسس سنة 2016، يحتفل بالذكرى الثالثة لتأسيسه، مشيرا إلى أن النادي افتتح أنشطته بندوة حول موضوع مسارات حقوق الإنسان تم فيها تكريم رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والندوة الثانية تطرقت لموضوع الاحتجاجات الاجتماعية، والندوة الثالثة لموضوع العلمانية المواطنة، مؤكدا أن النادي سيواصل القيام بدوره في طرح مواضيع ذات راهنية وأكثر جرأة لتعزيز دور أندية الثقافة داخل المجتمع.

 

من جانبه أشار مصطفى المريزق، الناطق الرسمي باسم حركة قادمون وقادرون، في مداخلته خلال الندوة إلى أهمية أندية الثقافة التي كانت تشتغل جنبا إلى جنب مع المؤسسات التعليمية والثقافية، وتساهم في التربية على المواطنة وحقوق الإنسان ونشر الوعي حول مختلف القضايا، منوها في الوقت ذاته بالمجهود الذي يقوم به نادي الثقافة المواطنة بفاس في استمرار تجربة نشر الفعل الثقافي بين صفوف الأجيال الحالية.

 

واعتبر المصطفى المرزيق، أن موضوع الندوة مازال يشكل عند بعض المثقفين "فوبيا" وذلك لكون النقاش والتداول في الموضوع مازال محتشما حسب تعبيره، حيث بين أن الصور النمطية التي نقلت عبر وسائل الإعلام وقنوات أخرى حالت دون الانفتاح والتعرف على الثقافة الإفريقية الغنية والمتنوعة، بقيت قضايا ومواضيع مثل الهجرة وقوارب الموت سائدة عند الرأي العام حول القارة الافريقية، مضيفا بأن مستقبل المغرب حاليا يكمن في القارة الإفريقية، مبررا ذلك بالقواسم المشتركة التي تجمع المغرب بإفريقيا، فضلا عن كون إفريقيا تشكل أرضية خصبة على جميع المستويات، ويمكن أن تضمن القارة الافريقية العيش للأجيال وأجيال بفضل الثروات التي تتوفر فيها.

 

من جهته دعا الباحث يحيى عمارة، مدير مختبر دكتوراه استراتيجيات صناعة الثقافة والاتصال والبحث السوسيولوجي، في حديثه عن العلاقة الرابطة بين المغرب وإفريقيا ثقافية، إلى ضرورة تعزيز هذه العلاقة الثقافية في شتى المجالات مع الدول الافريقية وتثمينها، والانتقال من طور التعرف إلى طور الكشف عن السمات الكبرى المميزة للثقافة الإفريقية وأبعاد ها الكونية؛ مؤكدا في السياق نفسه على أن المغرب تفاعل دوما مع الهوية الافريقية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من هويته الموسعة والمتعددة الروافد.

 

أما خالد التوزاتي، الباحث في الأدب الرحلي والفكر الصوفي، فقد سلط الضوء في مداخلته المعنونة بـ "الصلات العرفانية بين المغرب وافريقيا"، على التواصل الروحي بين المغرب وجمهورية السينغال، حيث أنه توجد عدد كبير من الطرق الصوفية بهذا البلد الإفريقي.

 

وأكد الباحث خالد التوزاني، أن العلاقات المغربية السينغالية، ليست وليدة ظروف العصر، بل هي علاقات تعود إلى أكثر من ألف سنة، وبالضبط في عهد المرابطين، وقد تعززت هذه العلاقة بتبادل الزيارات بين البلدين وزيارات ملكية على الخصوص للسينغال في الفترة الأخيرة.

 

وأبرز الباحث اسماعيل علالي، خصائص الصلات العلمية التي نشأت بين أمازيغ سوس وعلماء الصحراء المغربية، مع تنصيصه على أن الاتصال العلمي السوسي الصحراوي ازداد عمقا وتنوعا مع الرعيل الثالث، حيث حافظت الأسر الصحراوية على أواصر المحبة مع الجنوب المغربي؛ مشيرا إلى وجود أشكال ومظاهر متنوعة تحكم العلاقة العلمية التي ربطت السوسيين بالصحراويين، في مختلف المجالات، يزدوج فيها البعد الفكري بالسياسي بالاقتصادي.