الخميس 28 مارس 2024
سياسة

عبد اللطيف الحموشي.. صخرة الأمن التي يتفتت فوقها «الدواعش»!

عبد اللطيف الحموشي.. صخرة الأمن التي يتفتت فوقها «الدواعش»! عبد اللطيف الحموشي
لم تمنح إسبانيا عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وسام الاستحقاق «الصليب الأكبر» للحرس المدني الإسباني في 21 شتنبر 2019، مجاملة خلال اجتماع المجلس الوزاري تحت رئاسة العاهل الإسباني فيليب السادس.
التوشيح الثاني الإسباني للحموشي يعد اعترافا بالدور الذي لعبه في تكريس تعاون أمني نموذجي بين المغرب وإسبانيا، والذي بلغ إلى مستويات عالية من التنسيق والتعاون المتبادل.
وكانت الجارة إسبانيا، قد منحت سنة 2014، المدير العام عبد اللطيف الحموشي، وسام “الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر».
عبد اللطيف الحموشي من مواليد 1966 بمدينة تازة، حاصل على الإجازة في الحقوق من كلية فاس، يتحدث بطلاقة اللغة الفرنسية والإنجليزية، ملمّ باللغة الإسبانية، بالرغم من أنه لا يجيد التحدث بها، ولكنه لا يستعين بالترجمة في الاجتماعات الثنائية الإسبانية.
إسبانيا التي وشحته للمرة الثانية في تاريخه بوسامين رفيعين، يحظى بشعبية واسعة لدى وسائل إعلامها، وأفردت له سابقا صحيفة “إلباييس”، وهي من الصحف “الشعبية” الذائعة الصيت بإسبانيا، مقالا مطولا تتحدث فيه عن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، وعن دوره في فك لغز أحداث باريس الإرهابية وأحداث برشلونة وليس من السهل أن يحظى رجل في المخابرات المغربية بهذا الاهتمام الذي يخصصه له الإعلام الإسباني.
ونوهت الجريدة بمسار عبد اللطيف الحموشي الذي استطاع أن يجمع بين جهازي الأمن ومراقبة التراب الوطني، ونجاحه في وضعهما على الرادار الأمني والاستخباراتي العالمي، من خلال “غاراته” التي شنها على الخلايا الإرهابية وتفكيكها، مجنبا المغرب أن يكون بركة دم جراء من جراء فرملته لأي هجوم إرهابي خلال السنوات الماضية.
وأشادت الصحيفة بخبرة الحموشي التي استفاد منها خبراء أوروبيون في الإرهاب، بشكل جعل أمن أوروبا امتدادا لأمن المغرب. لذا فإسبانيا لا تلقي الورود “مجانا” على المدير العام للأمن ومديرية مراقبة التراب الوطني، بل تقدّر ما قدمه في سبيل أمن أوربا، ولعل الوسام الجديد الذي وشحه به العاهل الإسباني فيليب السادس هو عربون احترام وتقدير واعتراف بأن للرجل قدرة سحرية على قهر الإرهاب ودحر الإرهابيين.
وذكّرت الجريدة بتفاعل عبد اللطيف الحموشي السريع فور تنفيذ هجوم برشلونة، إذ اتصل سريعا بإنريكي بارون رئيس شرطة محاربة الإرهاب، وعرض عليه خدمات المغرب وخبراته، ووضع رهن إشارتها ما بين 50 و60 سجلا من السجلات التي كانت قد طلبتها الشرطة الإسبانية.
ولاشك أن الدور الكبير الذي قام به الحموشي في فك ألغاز أحداث باريس الإرهابية سنة 2015، جعل كل الأنظار تتجه إليه، حيث أنقذ المخابرات الفرنسية من “كابوس” اسمه عبد الحميد أباعوض، وهو بلجيكي ذو أصول مغربية، ودلت المخابرات المغربية نظيرتها الفرنسية على مكان اختبائه بسان دون.، حيث وضعت له أجهزة لاستخبارا الفرنسية كمينا انتهى بقتله في حادث تبادل إطلاق النيران.
الحموشي سيظل اسمه راسخا في ذاكرة أجهزة الاستخبارات الأوربية، وبالخصوص الفرنسية والإسبانية والبلجيكية والألمانية، وهو الذي جعل المخابرات المغربية محور حديث صالونات الاستخبارات العالمية. رجل كتوم يجمع بين الصرامة والتواضع وقوة التوقع، يملك قرني استشعار لتحسس مواقع الخلايا الإرهابية. يتميز بحس استخباراتي عال يجعله يستحق بجدارة كلّ أوسمة الاعتراف الدولية التي نالها.