السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

مارشي "المبادرة " سببا حقيقيا في ملف " بائع السمك" الذي عنفته السلطة بأسفي

مارشي "المبادرة " سببا حقيقيا في ملف " بائع السمك" الذي عنفته السلطة بأسفي الحالة المزرية لمارشي المبادرة وصورة الضحية

في اتصال لجريدة " أنفاس بريس" ببعض ممتهني بيع الأسماك بمدينة أسفي أكدوا أن " بائع السمك الذي تعرض للتعنيف والسحل والضرب المبرح من طرف القوات العمومية ( شرطة ـ قوات مساعدة ـ أعوان السلطة ) مازال يرقد بمستشفى محمد الخامس ".

وكان رواد منصات مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا على نطاق واسع مقاطع فيديوهات وصور عنيفة ليلة الأربعاء 30 أكتوبر 2019، وثقت للهجوم العنيف الذي تعرض له بائع السمك ، حيث أثارت حفيظة المتتبعين واستنكرت حجم الضرر الجسدي والمعنوي والنفسي الذي تعرض الضحية، وهو بالمناسبة أب لطفلين.

وحسب شهود عيان من المنطقة، فإن بائع السمك الذي يقطن بمنطقة دار بوعودة المحايدة لحي الكورس بمدينة أسفي "لم يمتثل لتعليمات السلطة التي كانت تقوم بحملة تمشيط لمحاربة ظاهرة الباعة الجائلين". إلا أن نفس الشهود تقاسموا "فعل الإدانة والاستنكار لما تعرض له الضحية من اعتداء شنيع وهو مصفد اليدين والدماء تنزف من أطراف جسده"

 مقاطع الفيديوهات والصور التي تم تداولها بمواقع التواصل الاجتماعي " لقيت تعاطفا وتضامنا كبيرين مع بائع السمك المتجول". نفس اللقطات التي يظهر فيها الضحية وهو " يصرخ ويداه مكبلتان بالأصفاد وجسده يتلقى الضربات الموجعة. حيث كان الدم ينزف من رأسه وأنحاء مختلفة من أطراف جسده". عجلت بحملة تضامن واسعة وسط ساكنة مدينة اسفي .

وفي سياق متصل فقد عبرت العديد من الفعاليات بمدينة اسفي بمختلف مشاربها السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية التي تواصلت مع الجريدة عن "سخطها وقلقها لموجة العنف التي شاركت فيها مختلف عناصر القوات العمومية ضد بائع السمك الأعزل، والذي أهين في كرامته وعنف بشكل رهيب بطريقة أفلام العنف الهمجية ".

ـ ما هي الاسباب الحقيقية التي أفرزت ملف الاعتداء على بائع السمك؟

وعن الأسباب الحقيقية التي دفعت ببائع السمك للتمرد ضد تعليمات السلطة في إخلاء الشارع العام من سلعته التي كان يعرضها للبيع يؤكد بعض ممتهني بيع الأسماك بأسفي أن " فضاء بيع الأسماك ( مارشي الحوت) بمنطقة الكورس ودار بوعودة، والذي أحدث في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لا يشرف القطاع، حيث يفتقد للشروط الصحية والبيئية لعرض وبيع الاسماك ".

وأضاف نفس الاشخاص بأن " مارشي بيع الأسماك يفتقر للأبواب، وثلاجات حفظ الحوت، وتنعدم فيه شروط حفظ الأسماك في ظروف صحية نظرا للعديد من المشاكل البيئية التي يتخبط فيها (الحواتة)". مؤكدين بأن " اختيار الضحية لعرض أسماكه بالشارع العام جاء نتيجة "الظروف غير الصحية، والعشوائية التي رافقت إحداث مارشي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ..".

 واستشهدوا بكون أن " المتبضعين من ساكنة اسفي قد فضلوا مقاطعة مارشي الكورس ودار بوعودة، وشلت الحركة والرواج التجاري مما ساهم في خسارة كبيرة لممتهني بيع الاسماك".

وفي سياق متصل أكد أحد باعة السمك قائلا: " لا يمكن اعتبار مارشي بيع الاسماك الذي تم فيه تجميع  البائعين من منطقتي الكورس ودار بوعودة... إنه فضاء لا يليق بعرض الأسماك التي تتطلب شروطا صحية وبيئية غاية في الدقة....الأسماك تتعرض للتلف بسرعة نظرا لغياب تجهيزات التبريد والمكيفات والأبواب ، ووسائل أخرى ذات أهمية في ضمان الجودة والسلامة، دون الحديث عن محيطه المتعفن والملوث بالمياه الآسنة والروائح الكريهة "