الخميس 18 إبريل 2024
مجتمع

بمناسبة عيد المولد النبوي: الطريقة القادرية البودشيشية تدعو للاهتمام بدور التصوف في ورش التنمية

بمناسبة عيد المولد النبوي: الطريقة القادرية البودشيشية تدعو للاهتمام بدور التصوف في ورش التنمية رجال التصوف كانت لهم مساهمات قيمة في شتى مجالات التنمية

دأبت بلدة مداغ، -اقليم بركان-، على استقبال عشرات الآلاف من محبي وزوار الطريقة القادرية البودشيشية، كل سنة بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث تقام أنشطة فكرية وروحية واجتماعية بهذه المناسبة.

 

وفي هذا الصدد ذكر بلاغ للطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى، أنهما سينظمان النسخة الرابعة عشر للملتقى العالمي للتصوف بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمناسبة المولد النبوي الشريف، وذلك من 06 إلى 10 نونبر 2019. دورة هذه السنة تناقش "التنمية والتصوف.. دور البعد الروحي و الأخلاقي في صناعة الرجال".

 

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات هذا الملتقى العالمي ستحتضنها قاعة المؤتمرات بمقر الطريقة القادرية البودشيشية بمداغ،  بحضور شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور جمال الدين القادري بودشيش.

 

اختيار موضوع هذه الدورة، حسب الورقة العلمية للملتقى، يأتي في سياق الأهمية التي يتبوؤها موضوع التنمية في الساحة العالمية اليوم، من أجل مدارسته والكشف عن التحديات التي يطرحها، في سياق ما يزخر به المكون الصوفي من إمكانات كبيرة في هذا الباب، وما يمكن أن يقدمه من آفاق واعدة فيه، فالتحدي الحقيقي الذي يواجه التنمية اليوم هو العنصر البشري، ومن ثم، وجب العناية بتأهيل هذا العنصر على كل المستويات؛ دينيا وروحيا وفكريا وسلوكيا، بموازاة مع التأهيل العملي وما يتطلبه سوق الشغل. ويؤكد نفس المصدر على أهمية المزج بين الجانب الأخلاقي والمهني من أجل تحقيق مستقبل حقيقي وواعد للتنمية، خاصة ونحن أمام المشروع التنموي الجديد الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس.

 

ووفق المصدر ذاته، فإن التنمية كي تكون تنمية مستدامة وخلاقة لابد أن تنطلق من الانسان، وأن تراعي حاجاته على كل المستويات؛ نفسيا وروحيا وجسديا وفكريا واجتماعيا.

 

وأظهر المصدر عينه، الدور الكبیر الذي اضطلع به التصوف في بناء التنمية لكونها تقوم في التراث الإسلامي على صناعة الإنسان. وفي هذا الصدد نجد نماذج لرجال التصوف الذين كانت لهم مساهمات قيمة في شتى مجالات التنمية، حيث أسهموا في بناء المساجد، وحفر الآبار، وتشييد المدارس، وكفالة الأيتام، وإعانة المحتاجين، بل إن منهم من بنى مدنا بكاملها، كما هو الحال بالنسبة لمدينة السمارة التي شيدها الشيخ ماء العينين، لتستقر بها القبائل المجاورة، وتكون نقطة التقاء للتجارة عبر الصحراء المغربیة.

 

فدور الصوفية المغاربة الذين خلدوا آثارا إعماریة في سائر الربوع التي مروا منها، كما هو الأمر بالنسبة للدیار المصریة، وكذا الأمر بالنسبة لما اضطلعوا به في القارة الإفریقیة التي كان لهم الفضل الكبیر في دخول الإسلام إلى ربوعها، وما  رافق ذلك من مشاریع إعماریة وإنمائیة رائدة.

 

 

هذا وستنظم ثلاث مسابقات موازاة مع فعاليات الملتقى العالمي للتصوف، تشجيعا للباحثين والمبدعين الشباب؛ المسابقة الأولى مخصصة لإعداد مقالة حول موضوع "الإسلام والتنمية: أصول وثوابت"، والثانية مسابقة شعرية في المديح النبوي، فيما تم تخصيص المسابقة الثالثة لتحفيز الناشئة على حفظ وتجويد القران الكريم.

 

ومن المنتظر أن يشارك في فعاليات هذه الدورة ثلة من العلماء والباحثين القادمين من مختلف الدول العربية والإسلامية وكذلك من إفريقيا وأوروبا وأمريكا. وفي كلمة سابقة له بهذه المناسبة أكد الدكتور منير القادري بودشيش، مدير الملتقى العالمي للتصوف، أن هذا الملتقى "أصبح محطة أكاديمية هامة وفضاء تفاعليا وتواصليا لتلاقح وتبادل الخبرات والمعارف لخدمة الإنسان المعاصر، ومساعدته على فهم واستيعاب ومواجهة السياقات الراهنة والمآلية، التي يتفاعل معها سلبا وإيجابا، وفك أغلاله، وحل أزماته التي تعيق مساره الحياتي والقيمي والتنموي والحضاري".

 

وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في هذه الدورة سيتباحثون في عدة محاور كالتصوف والتنمية البشرية؛ فن صناعة الرجال، والتصوف والتنمية الاقتصادية، والتصوف والتنمية البيئة، والتصوف والتنمیة الأسریة؛ قضایا الطفولة والشباب، والتصوف والرأسمال اللامادي، والتصوف والتنمية العالمية؛ دور البعد الروحي في حل الأزمات والصراعات وغيرها.

 

وككل سنة من المنتظر أن تختتم هذه الفعاليات بإقامة احتفال ديني كبير ليلة الثاني عشر ربيع الأول، الذي  يحضره أكثر من مائة وخمسين ألف شخص.