السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

شفيق : " التياتروبورتور" نص مسرحي يسائل فشل برامج التنمية المفترى عليها

شفيق : " التياتروبورتور" نص مسرحي يسائل فشل برامج التنمية المفترى عليها المخرج عبد الفتاح شفيق في حواره مع الزميل أحمد فردوس

من المفارقات العجيبة والغريبة في زمن الرداءة وتوزيع بطاقة الفنان بسخاء على كل من هب ودب، أن فرقة الكواليس للمسرح بالدارالبيضاء التي تشتغل على "مسرح الشارع" ومسرح القاعة، لا تستفيد من أي دعم الجهات الوصية في زمن المسخ الفني، رغم أنها خلدت اسمها في مشاركات وطنية ودولية، كان آخرها المشاركة الوازنة في أكبر مهرجان عربي، وهو المهرجان الدولي بالقاهرة ( المسرح المعاصر والتجريبي في دورته 27 ) جريدة " أنفاس بريس" التقت بالمخرج عبد الفتاح شفيق الذي خصها بالتصريح التالي.

 

قال عبد الفتاح عشيق مخرج نص مسرحية " تياتروبورتور" ، لفرقة الكواليس للمسرح/تيط مليل (الدارالبيضاء)،  بأن "هذا العمل هو فكرة نضج موضوعها بفعل رصدنا ومتابعتنا لما يتعرضن له النساء العاملات بالحي الصناعي بمدينة الدارالبيضاء، واللواتي يتمن نقلهن بواسطة الدراجة النارية ذات العجلات الثلاثية (التريبورتور) كوسيلة نقل " رخيصة الثمن".

واستطرد في حديثه موضحا بأن "العمل المسرحي ( تياتروبورتور) تلعبه شخصيات غير مرئية، تنصهر وسط العاملات بالحي الصناعي، ولا يعلمن بأنهم ممثلين، حيث تبدأ لعبة التحسيس والتوعية في حوارات تتوخى تحطيم الطابوهات، و تفجير المسكوت عنه بين الممثلين والعاملات/الجمهور.... نقاشات تتمحور حول تسليط الضوء على ظواهر اجتماعية مثل التحرش الجنسي، والإغتصاب وسط المعامل، والسرقة والاختطاف بالشارع العام، وامتهان حرف غير مهيكلة في ظل تناسل صفوف العاطلين والمنحرفين والجانحين والخارجين من عقوبة السجن بجرائم مختلفة".

الحوار/ التواصل الذي يخلقه الممثلين مع عاملات الحي الصناعي بعد شحنهم وسط مركبة "تياتروبرتور"، ينطلق " تلقائيا دون علمهن بأنهن جزء من النص المسرحي الهادف لتعرية واقع حالهن البئيس". يضيف نفس المتحدث، مستدركا بقوله " لكن عرضنا المسرحي في إطار عروض (مسرح الشارع) فرض علينا أن نقدمه للجمهور المتحلق في ساحة الراضي بهذه الطريقة الممسرحة في تفاعل مع المتلقي ".

وعن سؤال للجريدة قال مخرج النص المسرحي (تياتروبورتور) بأن " فن الحلقة كان جزء مهما من مشاهد العرض... على اعتبار أن الحلقة شوهت كمدرسة فنية شعبية كان روادها العمالقة يلعبون دورا مهما في التواصل التلقائي مع الجمهور المغربي في الساحات العمومية... وقد مررنا من خلالها رسائل تنتقد الرداءة الفنية التي تقتحم المجال الفني عامة، الذي شوه بفعل توزيع بطاقة الفنان على كل من هب ودب ". ولم يفت المخرج شفيق أن ينوه بجمهور الرحامنة الذي تفاعل بشكل جيد مع العرض المسرحي بعد إدماجه في الحوار التلقائي والمعبر عن ظاهرة " التريبورتور".

المخرج عشيق أكد للجريدة في سياق حديثه عن النص "لقد اشتغلنا كثيرا على ظاهرة نقل عاملات الحي الصناعي بالدارالبيضاء عبر وسيلة التريبوروتور، الذي أدخل للمغرب لمعالجة ظاهرة البطالة، لكن ذلك خلق تشوهات مجتمعية إضافية، من خلال توزيعه على الشباب كحل بديل للشوماج والبطالة عبر سياسة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بحيث أن الظاهرة شكلت قلقا وخلقت عدة مشاكل ترتبط بتكاثر منسوب حوادث السير، والاحتطاف، والإغتصاب، وممارسات أخرى خطيرة".

"التريبوتروتو" كوسيلة نقل في نظر المخرج شفيق "هو صورة مصغرة للتشوهات التي أصابت المجتمع. واختياره كنص مسرحي لم يكن عبثا، بل جاء تبعا لدراسة ميدانية، التي كشفت عن فشل معالجة ظاهرة الشوماج وإدماج السجناء في المجتمع عبر مشاريع جمعوية للأستفادة من صفقاته ".

وعن سؤال للجريدة أكد عشيق " أن مشكل الدعم من طرف وزارة الثقافة، التي الحقت في التعديل الحكومي بوزارة الشباب والرياضة والاتصال مازال مطروحا على قلته وهزالته، ويوزع على المقربين ....وبشكل تطبعه الزبونية ".