الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

عندليب: أذرع حزب الاتحاد الاشتراكي ما زالت مفتوحة لاحتضان كل أبنائه وبناته

عندليب: أذرع حزب الاتحاد الاشتراكي ما زالت مفتوحة لاحتضان كل أبنائه وبناته عبد الحق عندليب

أوضح عبد الحق عندليب، الكاتب الإقليمي للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمراكش والمنسق الجهوي للحزب بجهة مراكش- آسفي والمنسق الوطني للجنة الشؤون السياسية والمؤسساتية والحقوقية، أن من أهداف المصالحة أن يتوجه كل الاتحاديين والاتحاديات إلى إعادة بناء الحزب على أسس أقوى، وهي تعني فتح إمكانيات النقاش والمكاشفة بشكل صريح وبناء لكل القضايا من خلال استعمال ملكة النقد والنقد الذاتي. مزيدا من المكاشفة في هذا الحوار الذي أجرته معه "أنفاس بريس" حول موضوع "المصالحة":

أين وصل مسلسل المصالحة التي انخرطت فيها قيادة الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟

سبق للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ إدريس لشكر في ندوة صحفية عقدها بالمقر الوطني للحزب بتاريخ 6 شتنبر 2019 أن أعلن عن انطلاق التحضيرات لإحياء الذكرى 60 لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتي ستقام هذه السنة بمسرح محمد الخامس بالرباط تحت شعار "المصالحة والانفتاح". كما سبق للكاتب الأول أن وجه نداء إلى كافة الاتحاديات والاتحاديين عبر ربوع الوطن من أجل الانخراط القوي في مسلسل المصالحة. وفي هذا الصدد قام وفد من المكتب السياسي

بزيارات متوالية لعدد من رموز وقيادات الحزب من بينهم المجاهد عبد الرحمان اليوسفي والأخ نوبير الأموي والأخ محمد اليازغي والمرحوم عبد الرحمان العزوزي حين كان طريح الفراش. وعلى هذا النهج سارت عدد من الكتابات الإقليمية للحزب في عدد من الأقاليم حيث تمت زيارات لعدد من الاتحاديات والاتحاديين الذين جمدوا نشاطهم الحزبي لسبب من الأسباب. وقد بدأت هذه المبادرات تعطي أكلها بعقد عدة اجتماعات موسعة، بل وبتنظيم الكتابة الإقليمية للحزب بمراكش لحفل كبير إحياء للذكرى 60 لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث حضره ممثلون عن المكتب السياسي في شخص الأخوين محمد بنعبد القادر وبديعة الراضي وعضوان من لجنة التحكيم والأخلاقيات محمد لخصاصي وعبد السلام الرجواني، وحضر الحفل ممثلون عن الأحزاب الوطنية ممثلة في حزب التقدم والاشتراكية والحزب الاشتراكي الموحد وحزب الاستقلال وممثلون عن بعض المركزيات النقابية والمنظمات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني، وممثلين عن الكتابات الإقليمية للحزب بالأقاليم الثمانية لجهة مراكش-آسفي، بالإضافة طبعا إلى حضور مكثف من طرف الاتحاديات والاتحاديين بإقليم مراكش. وقد توج هذا الحفل الكبير بتكريم عدد من الوجود الاتحادية التي بصمت بنضالها وتضحياتها الحياة السياسية والحزبية في بلادنا.

والآن كل مجهودات الاتحاديين والاتحاديات منصبة على التحضير لإحياء الذكرى 60 على الصعيد الوطني بمسرح محمد الخامس، والتي ستكون لحظة مصالحة بامتياز، مصالحة الاتحاديات والاتحاديين مع بعضهم البعض ومصالحة الاتحاديات والاتحاديين مع حزبهم ومصالحة الاتحاد مع المجتمع.

لماذا هذه المصالحة؟

منذ تأسيس الاتحاد الوطني/ الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونظرا لكون هذا الحزب الوطني الكبير حزب حي يجمع فئات وروافد عديدة ومتنوعة من الشعب، فإن مسيرته النضالية الطويلة والشاقة لم تكن خالية من المنعرجات والصراعات الداخلية. وقد ساهم في تأجيج هذه الصراعات الوضع الذي عاشته وتعيشه بلادنا منذ الاستقلال إلى يومنا هذا والذي جعل حزبنا فاعل قوي في ما شهدته البلاد من تطورات، حيث تحمل الحزب كامل مسؤولياته في الدفاع عن الجماهير الشعبية التي تعرضت منذ الاستقلال لانتهاكات جسيمة لحقوقها الأساسية المدينة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث مارس الحاكمون الاستبداد والقمع على مدار سنوات الرصاص لفرض تصوراتهم وبرامجهم التي لم تكن تتماشى مع طموحات الشعب المغربي التواق إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. لذلك فإن هذه الأوضاع والتعاطي معها من طرف الحزب قد انعكست على العلاقات الداخلية للاتحاديات والاتحاديين حيث بلغت ذروتها بحدوث توترات وانشقاقات. وبما أن هذه التوترات والانشقاقات أصبحت مؤثرة على مسيرة حزبنا وعلى اليسار برمته، فإننا اليوم في الاتحاد الاشتراكي أصبحنا أكثر وعيا بضرورة تسوية الخلافات وتحطيم كل الحواجز النفسية بين مناضلات ومناضلي الحركة الاتحادية لكي يتم لم شتات العائلة الاتحادية ليس فقط من خلال المصالحة بين الاتحاديين ولكن نطمح لأن تكون مصالحة تاريخية شاملة مع تاريخ حزب القوات الشعبية ومع المجتمع ومصالحة مع المستقبل.لذلك فإنه من أهداف المصالحة أن يتوجه الاتحاديون والاتحاديات إلى إعادة بناء الحزب على أسس أمثن وأقوى، وهو ما جعل الكاتب الأول للحزب في آخر اجتماع جمعه مع كتاب الجهات والأقاليم يؤكد على ضرورة الشروع في التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر من خلال تشكيل لجنة تحضيرية تضم كل الحساسيات الحزبية بمن فيهم الذين سبق وأن جمدوا نشاطهم الحزبي لسبب من الأسباب.

في نظركم ما موقف اليازغي والراضي والأشعري وولعلو وغيرهم من القادة من هذه المبادرة؟

أعتقد أن موقف الأستاذ محمد اليازغي موقف إيجابي، فقد استقبل وفد المكتب السياسي الذي زاره في بيته. أما ما تناقلته بعض الصحف حول شروط اليازغي للمصالحة، فليست لدي أية تأكيدات. بخصوص موقف الأشعري، فهو موقف يهمه شخصيا، لأن الاتحاد لازال حيا يرزق ويتحرك وقلبه لازال ينبض ومادامت دماء الاتحاد تجري في عروق عشرات الآلاف من الاتحاديات والاتحاديين فسيظل هذا الحزب ملتزما بالنضال ويحمل رسالة الإصلاح والتغيير التي حملها منذ التأسيس، وبالنسبة لولعلو فمنذ ظهوره مع المجاهد عبد الرحمان اليوسفي في مناسبة تقديم كتابه حول سيرته الذاتية لم يصرح هذا الأخير بأي تصريح. وعلى كل حال فأذرع الاتحاد لازالت مفتوحة لاحتضان كل أبناء وبنات الاتحاد. وأخيرا بالنسبة لعبد الواحد الراضي فهو لم يتوقف أبدا عن ممارسة نشاطه السياسي كقائد حزبي وبرلماني ممثل للاتحاد الاشتراكي في مجلس النواب، بل لازال عبد الواحد الراضي رمزا وحكيما من رموز وحكماء الحزب يواصل أنشطته بشكل جدي وقوي، حيث سيترأس بمدينة الدار البيضاء يوم 24 أكتوبر الجاري، تجمعا حاشدا من أجل المصالحة والانفتاح.

كيف لهذه المبادرة أن تجد آذانا صاغية داخل هياكل الحزب وقطاعاته وطنيا في الوقت الراهن؟

حسب المعطيات المتوفرة من مختلف الفروع والأقاليم والجهات، فإننا نلمس تجاوبا كبيرا مع نداء المصالحة، لا من طرف المسؤولين الحزبيين في الفروع والأقاليم والجهات والقطاعات ولا من طرف الأخوات والإخوان الذين أوقفوا نشاطهم الحزبي أو ما يصطلح على تسميتهم بالغاضبين وحسب تجربتي المتواضعة في إقليم مراكش، فإننا لم نجد صعوبات في إعادة الجسور بين الاتحاديات والاتحاديين داخل البيت الاتحادي، بل كانت هناك مؤاخذات من طرف الكثيرين على تأخر المبادرة. وربما قد يلاحظ البعض أن هناك بعض المحسوبين على الاتحاد الذين لازالوا يحملون بعض الحقد بشكل شخصي وذاتي مما يجعلهم يصرفون ذلك عبر وسائل الإعلام والتواصل وبعض وسائل الإعلام التي تسوق بعض الأكاذيب ضد الاتحاد.

هل المصالحة مع المناضلين أم مع قضايا الشعب وتبني انتظاراته؟

هي مصالحة شاملة، فقد سبق لي أن قلت بأنها مصالحة بين الاتحاديات والاتحاديين وبين الاتحاديات والاتحاديين وحزبهم وبين الحزب والمجتمع، لذلك فإن المصالحة تعني بالنسبة لنا فتح إمكانيات النقاش والمكاشفة بشكل صريح وبناء حول كل القضايا من خلال استعمال ملكة النقد والنقد الذاتي، وسيشكل الإعداد للمؤتمر الوطني الحادي عشر فرصة لمطارحة كل القضايا. الآن يجب أن نتوجه جميعا لإنجاح محطة 29 أكتوبر ومواصلة مبادرة المصالحة في كل ربوع الوطن وفي نفس الوقت الانخراط الجماعي في إعادة بناء تنظيمات الحزب على مستوى الفروع والأقاليم والجهات والقطاعات الحزبية والاستعداد الجدي لخوض معارك استحقاقات 2021 التي تنتظر حزبنا والعمل بشكل جماعي وقوي على تحسين موقعنا الانتخابي واستعادة مكانتنا الريادية داخل المجتمع كحزب وطني وجماهيري وديمقراطي وتقدمي مرتبط أشد الارتباط بقضايا وهموم وطموحات الشعب المغربي.