الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

معاد قبيس: حلم ابن شهيد الصحراء

معاد قبيس: حلم ابن شهيد الصحراء معاد قبيس
سأحلم و أحلم .....وأحلم.
سأحلم بأن قبر أبي اخضر عشبه في قلب رمال الصحراء التي ارتوت بدمائه الزكية الطاهرة.
سأحلم بأن أمي استيقظت صباح يوم على اعتراف رسمي بتضحيات أبي،في أخبار الظهيرة والمسائية،وفي الصحافة الوطنية الورقية والالكترونية.
سأحلم بأن كل مسؤولي الوطن يتغنون اليوم بثقافة الاعتراف،وبأن نصبا تذكاريا قد شيد في كل مدينة من وطني يحمل اسم أبي الشهيد وصورته وتاريخ استشهاده.
سأحلم بأن ما عانيته رفقة أمي وإخوتي من تهميش وإقصاء اجتماعيين من قبل مؤسسات اجتماعية لم يكن سوى كابوس في ليلة عابرة.
سأحلم بأن كل أبواب مكاتب مسؤولي بلدي ظلت مفتوحة في وجهي تترقب حضوري،لتعالج متطلباتي واحتياجاتي،وبأن إدارات الدولة ومؤسساتها الإجتماعية احتفظت لي بوظيفة رفيعة عرفانا باستشهاد والدي.
سأحلم بأن كل ضباط الجيش وقفوا اليوم إجلالا أمام قبر كل شهيد وتغنوا ببطولات الشهداء. وبان مؤسساتهم الإجتماعية كانت منصفة في تعاملها مع أسر الشهداء.
سأحلم بأن الوطن ظل رحيما بأرامل الشهداء وبأبنائهم،وبأن كل مسؤوليه تجندوا لخدمتهم عرفانا للشهداء بتضحياتهم دفاعا عن مغربية الصحراء.
سأحلم بأن الوطن لم يكرم يوما أعداء الوحدة الترابية وبأنه لم يتجاهل يوما حقوق ضحايا حرب الصحراء.
سأحلم وسأظل أحلم,لكن حتما حلمي سينفذ.
سأحلم بأن كل المؤسسات الإجتماعية للدولة تكفلت بأبناء الشهداء، وواكبت احتياجاتهم في كل مراحل حياتهم،ولم تعاني أرملة الشهيد يوما من فقر أو عوز لتوفير احتياجات الأيتام، في ظل معاش هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع.
سأحلم بأني لم أكن يوما محتاجا لعطف وحضور والدي لأن الدولة قامت بواجباتها اتجاه أبناء الوحدة الترابية،وقد سنت قوانين رفيعة المستوى تضمن لي حقوقي.
سأحلم بأن كل أبناء الشهداء في نعيم وقد ضاقوا من كثرة اهتمام الدولة بهم ومن ضخامة الحقوق الاجتماعية ومن إنصاف قانون مكفول الأمة.وسأحلم بأن الدولة قررت إدماجهم في مختلف الوظائف وتنتظر حضورهم عربونا لوفاء وتضحيات آبائهم في سبيل الوطن.
وسأحلم بأن حلمي لم يكن سوى كابوس عابر بات على وشك الإنفراج.
سأحلم وسأظل أحلم، لعل حلمي يتحقق في غضون شهور معدودة. لكن تأكدوا أن حلمي وصبري سينفذان وقد نعود إلى الميدان.
معاد قبيس،عضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية