الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: ما وقع لرفاق بنعبد الله يثبت أن المنظومة الحزبية لا تؤمن بالعمل الديمقراطي

رشيد لزرق: ما وقع  لرفاق بنعبد الله يثبت أن المنظومة الحزبية لا تؤمن  بالعمل الديمقراطي رشيد لزرق
إن ما وقع من عنف لفظي وتشابك بالأيدي داخل  اللجنة المركزية لحظة التصويت على قرار المكتب السياسي لحزب التقدم الإشتراكية على الخروج من الحكومة، أثبت  بالملموس أن واقع الحال يظهر مفارقة غريبة، كون الحزب الذي يدعي التقدمية و الحداثة اتجه إلى حسم الأمور بمنطق الصراع الجسدي؛  وبلغ نبيل بنعبد الله وهو آمين عام الحزب  يا حسرة  أوج تناقضه بالتلفظ بكلام بذيء ونابي، في وجه من يختلفون معه.
إن هده المعطيات تجد تفسيرها في جانبين اثنتين :
 فمن ناحية تعطي مؤشرا بكون المنظومة الحزبية لا تؤمن  بالعمل الديمقراطي بصورة مبدئية؛ وإنما تتعامل معه بشكل وظيفي مصلحي فقط؛ حيث ترى أن المشهد السياسي يسمح لها بالتحرك وتحقيق أهدافها وهي تسعى لاستغلال هذه المساحات إلى أقصى درجة،فإعمال  الديمقراطية يظل سلوكا غريبا عن الممارسة العملية؛ وهو أمر اعترفت به بعض قيادات التقدم و الاشتراكية نفسها، بدليل ما  شاب  العملية  من تزوير؛ أوضحت ذلك مقاطع  في فيديوهات التي بينت أنه كان هناك توجيه عند  التصويت!!
ومن ناحية ثانية ؛يمكن القول أن تصريح نبيل بنعبد الله، عند تعليقه على المختلفين معه بكونهم لم يتلقوا جيدا دروسا في التربية الحزبية للتقدم والاشتراكية، كان مجانبا  للصواب،حيث كان على الحاج نبيل أن يعترف  بكل مسؤولية بوجود أصوات معارضة، مادامت الديمقراطية تقاس بطبيعة التعاطي مع المعارضين!!، 
وبصفةعامة وأساسية،  نلاحظ  من خلال هذه التجربة أن ممارسة الديمقراطية الداخلية  مازالت محدودة في منظومة حزبية  تميل  كل الميل نحو نفي المعارضين ! 
وكل مخالف لرأي الزعيم؛ وذلك باستخدام مختلف السبل الممكنة بما فيها العنف اللفظي والتشنج الذي تتعامل به أغلب المكونات الحزبية بعضها مع البعض.
وبالتالي، أعتقد انه لا يمكن الحديث عن نفس ديمقراطية في ظل أدوات حزبية عاجزة عن إعمال الديمقراطية الداخلية. ولازلت هذه التصرفات لم تجد إدانة من قبل حكماء  التقدم والإشتراكية ، بحيث لم يجد نبيل بنعبد الله حرجا عند التفوه بكلام نابي وتبرير سلوكه القمعي، لأن غايته في ذلك كانت مكشوفة وتتمثل في التخلص من خصومه بغض النظر عن أي اعتبار آخر!؟
رشيد لزرق، خبير في القانون الدستوري متخصص في الشؤون البرلمانية والحزبية