الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

كرونولوجيا فضائح الرقية الشرعية... جـنس وجــن وتعذيب حتى الموت

كرونولوجيا فضائح الرقية الشرعية... جـنس وجــن وتعذيب حتى الموت أصبح الانتشار الكبير لمراكز الرقية الشرعية يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين

منذ أن تفجرت فضيحة الراقي البركاني، الذي ألقي عليه القبض في مدينة بركان، متلبسا بعثور الشرطة القضائية على مقاطع فيديو “جنسية” في حاسوبه الخاص، التقطها لفتيات دون علمهن خلال حصص الرقية الشرعية، (منذ) وفضائح الرقاة تتوالى بشكل متكرر ومقرف وقد وصل العديد من الملفات المرتبطة بها إلى ردهات المحاكم؛ وأصبح الانتشار الكبير لما يعرف بمراكز الرقية الشرعية يشكل خطرا حقيقيا على المواطنين ؛خاصة وأن أغلب ممتهني هذه الحرفة باتوا من النصابين والدجالين الذين يستعملون الدين لمأرب مالية وجنسية ينهبون به الضحايا وخاصة من النساء، ولقد بدا الكشف عما يجري في غرفهم المظلمة، من ممارسة بعض الرقاة للعنف في حق المرضى بدعوى إخراج الجن أو طلب الاختلاء بالنساء حتى أن بعض هؤلاء الرقاة وصلت حصصهم إلى أثمنة عالية تفوق 3000 درهم لكل حصة لا تتجاوز مدتها الزمنية 10 دقائق، بدعوى أن "المعالج " راقٍ متمكن ومعروف ويقصده الأعيان وعلية القوم من كل المدن المغربية “.

وهكذا يبدو انه بدل أن تتدخل الدولة على الأقل لتقنين الرقية الشرعية ومراقبتها؛ تركت الرقاة يصولون ويجولون حسب أهوائهم، ولا تتدخل إلا عندما تقع فاجعة تخلف وراءها اغتصابا أو وفاة زبون بسبب حصص الضرب والتعنيف .

ولقد شهدت السنة الجارية2019 عدة فضائح في هذا المجال يمكن عرضها كالتالي:

فبراير 2019

- تم تداول مقطع فيديو، ظهر به راق مغربي، وهو يدعي استحضار ”جني ماسوني” يسكن جسد سيدة، حتى يكشف له عن حقيقة الصوت الصادر داخل منزل بأيت ملول.

ويظهر هذا الفيديو، الذي تبلغ مدته 3 دقائق، هذا الراقي وهو يستنطق هذا الجن الذي وصفه بـ ”جني ماسوني”، حيث أشار إلى أن ”جنية”، هي من كانت وراء الأصوات الغريبة داخل منزل بأيت ملول، حتى لا يلج أحد

- قضية كريمة وهي واحدة من اللواتي تعرضن لمحاولة اغتصاب من قبل راقي شرعي بمدينة الدار البيضاء، في إحدى زياراتها في شهر فبراير ، إذ استغل ثقتها به من خلال استخدامه للمصطلحات الدينية وهيئته التي تظهره ورعا كما تقول ، مضيفة أنها تقدمت بشكوى ضد الراقي الذي هتك عرضها داخل مركزه وتم اعتقاله

-"رشيدة"، وهي شابة في الثلاثين من عمرها، تقول إنها كانت قبل أربع سنوات تعاني اكتئاباً حاداً، رافقه أرق وأحياناً كوابيس ليلية؛ وهو ما دفعها إلى زيارة أحد "الرقاة" المشهورين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوى أن لديها أعراض مس أو سحر.وتكشف أنها اتصلت برقم "الراقي" الموجود على صفحته على منصة "فيسبوك الذي حدد لها موعدا "، .وتابعت قائلة: "في خلال أول زيارة طرح علي مجموعة من الأسئلة المتعلقة بحالتي النفسية، بعض الأعراض كضيق التنفس وآلام معينة في البطن، خاصة في فترة العادة الشهرية، وإن كانت تراودني كوابيس معينة".وشخص الراقي حالة رشيدة بكونها تعاني "مساً شيطانياً"؛ سببه "سحر مشروب" استقر في معدتها، وهو ما سيجعل علاجها رهيناً بإزالة "عش الجن" داخل أمعائها.

من أجل ذلك، تقول رشيدة، طلب منها "الاستفراغ" يومياً، أي التقيؤ كل صباح بعد شربها لخليط وصفه لها، الذي اشترته من محل تابع له يوجد في نفس الشقة، كلفتها نحو خمسمائة درهم وتؤكد أنها كانت تتردد على محله مرة في الأسبوع على الأقل، إذ كان يقرأ آيات من القرآن عليها، ثم يطلب منها بين الفينة والأخرى شرب مشروب داكن اللون ثم التقيؤ فيما بعد، مضيفةً أنه قدم لها في إحدى الحصص مشروباً مخالفاً لما كان يقدمه في السابق، لكنه لم يكن بنفس المفعول؛ إذ لم تشعر برغبة في التقيؤ، لكنها أغمي عليها وتقول المتحدثة "حينما استيقظت بعد أكثر من ساعة وجدت آثاراً لسائل منوي على جسدي،بالإضافة إلى مذاق غريب على شفتي"، فيما كانت ملابسها غير مرتبة، وحينما استفسرت من الراقي عما حدث بدأ يهددها بفضحها بنشر صور لها وهي عارية.

رشيدة تفيد بأنها تقدمت بشكاية ضد"الراقي"؛ لتثبت التحريات فيما بعد وجود عدة ضحايا سبق لهن السقوط في شراكه ،وهددهن هن أيضا بنشر صورهن وهن عاريات، فضلاً عن أنه كان يطلب المال من أخريات ويبتزهن مقابل"عدم فضحهن

مارس 2019

وقعت الفاجعة التي هزّتْ جماعة "نكور"، التابعة مجالياً لمدينة الحسيمة، إثرَ مقْتل سيدة في عقدها الخامس، بعدَ إخْضاعها لجلسة "تعذيب" في حصة من "الرُّقية الشَّرعية"؛.حيث توصّلتْ مصالح الدرك الملكي بواد النكور بإقليم الحسيمة بإخبارية حولَ وفاة سيدة في عقدها الخامس، متأثرةً بجروح بليغة على مستوى الرَّأس وباقي أعضاء جسدها. و تبين بعد التحقيقات الأمنية أن الهالكة تعرّضتْ لتعنيف شديد من قبلِ زوجها وأبنائها في محاولة منهم لـ"إخْراج الجن" عن طريق "الرقية الشرعية"، انتهت بجريمة قتل بدوار بني بوخلف.

أبريل 2019

صرحت إحدى الضحايا أنها قصدت راقي معروف "نعتوه ليا بالدار البيضاء" إلا أن الراقي المعني أبدى إعجابه بها وحاول أن يعبر لها عن رغبته في اللقاء بها خارج المركز إلا أنها تملصت من اللقاء به وتهربت، وأخبرته أنها مرتبطة بشكل شرعي وتتلقى العلاج لأجل التخلص من الجن الذي تظنه يلبسها لأجل مغادرة أرض الوطن رفقة زوجها للعيش بألمانيا وأنها متخوفة من الزواج وهي في حالتها المرضية التي تبدو عليها أحيانا داخل الأسرة، و تحاول قدر الممكن ألا يعرف خطيبها حالتها وما تعانيه في صمت منذ سنوات طوال.

وكشفت قائلة "صدمت في الراقي بعدما أخبرني ذات يوم وأنا في قلب مركزه الكائن بالدار البيضاء أن الجنية ''مليكة'' تسكنني وقال لي: ''أنتي فيك مليكة والعلاج ديالك خاصو ممارسة الجنس معايا...'') مردفا في ايحاء جنسي : ''مليكة كتخاف مني لأنني غادي نطحنها...''، وشددت أن الراقي المشار إليه حاول إقناعها لكنها تهربت منه.

يونيو2019

اعتقال الفقيه، المدعو (محمد.ج)، بطنجة بناء على شكاية تقدمت بها ضده امرأة متزوجة وأم لطفلين، ذكرت فيها بأنها تعرضت للاغتصاب من قبل فقيه قصدته بمحض إرادتها لمساعدتها على الشفاء من مرض نفسي يتسبب لها في الخوف والاضطراب والهلوسة، بعد أن أشارت لها عدد من النساء، بأنه يملك القدرة على علاج مجموعة من الأمراض وحل المشاكل الصحية المستعصية على الأطباء.وأوضحت الزوجة المغتصبة، في شكايتها أن الفقيه، وهو متزوج وله 9 أبناء، قام بتنويمها داخل منزله المعد للسحر والشعوذة، بعد أن تلا عليها آيات من القران الكريم، وبادر باغتصابها وممارسة الجنس عليها وهي في حالة غيبوبة، مشيرة إلى أنه كرر ممارساته عليها عندما زارها ببيت عائلتها واختلى بها بغرفة نومها مدعيا بأنه يعمل على إتمام مراحل "صريع الجن ".

يوليوز 2019

كان عبد اللطيف شاهدا على وهم الرقية من خلال حالة أخته الصغرى، التي كانت العائلة تنتظر بفارغ الصبر زيارة الراقي إلى “الدوار” من أجل عرض حالتها عليه. ويقول إنه كان يقرأ عليها القرآن وبعض “الأشياء غير المفهومة”، لكنها لم تكن تتجاوب أبدا معه، حتى ولو ظل "النهار كامل" ، قبل أن ينتقل إلى بعض وصفات الأعشاب التي لم تجد نفعا كذلك، لينصح الأسرة، في آخر المطاف بزيارة الطبيب، الذي اكتشف أن الطفلة مصابة بمرض التوحد.

شتنبر 2019

عاش دوار” امرابطيون” بجماعة الخلالفة بإقليم تاونات مؤخرا؛ حدثا مساويا الأربعاء 4 شتنبر 2019، إثر وفاة امرأة متزوجة في عقدها الثاني، تحت التعذيب من طرف فقيه راقي كان يخضعها لحصص من الرقية الشرعية داخل بيتها حيث ظل يشبعها ضربا ورفسا بمنزلها بدعوى أنه يصارع جنيا قويا يسكنها ويعشقها ويرفض الافتراق عنها ؛ وبقي الفقيه على وهمه في ممارسة طقوسه المزعومة والعنيفة إلى أن فارقت الهالكة الحياة بين يديه تحت القسوة والتعذيب..