الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

عبد الرحيم أريري: علاش الحكومة كتشدها "اللقوة "عند أي كارثة طبيعية تقع بالمناطق الجبلية؟ (مع فيديو)

عبد الرحيم أريري: علاش الحكومة كتشدها "اللقوة "عند أي كارثة طبيعية تقع بالمناطق الجبلية؟ (مع فيديو) ما إن تتساقط الأمطار والثلوج حتى نستيقظ على فاجعة تخلف وراءها ضحايا، فمتى تتعظ الحكومة؟

يستهل عبد الرحيم أريري، مدير نشر "أنفاس بريس" و"الوطن الآن"، حديثه بالآية الكريمة من سورة النازعات "وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا متاعا لكم ولأنعامكم"، ليبين بأن هذه الآية بدل أن تأخذها الحكومة المغربية كخارطة الطريق، وتعتمدها ككناش تحملات في تعاملها مع المناطق الجبلية، اكتفت للأسف بوضع و"إرساء" علامة خطر في هذه المناطق، والسلام!!

 

ويبرر أريري إثارته لهذا الموضوع اليوم بتوالي الأخبار التي تأتينا عند كل صباح بفواجع تحدث في الجبال، وتخلف العديد من الضحايا!؟

 

وذكر على سبيل المثال أن شهر غشت، الذي ودعناه، عرف لوحده فاجعتين مروعتين: فاجعة عربة النقل المزدوج التي طمرتها الأوحال بعد انجراف مهول بالحوز، أودت بحياة 15 من المغاربة، والفاجعة التي ما زال المغرب يعيش على وقع صدمتها، بعد مصرع سبعة مواطنين جرفتهم السيول في ملعب لكرة القدم بنواحي تارودانت؛ وهو ملعب تم بناؤه بطرق غير قانونية، أمام أعين المسؤولين فوق وهاد الواد، وكأن هذه البلاد ليست فيها ضوابط التعمير، ولا تحكمها قوانين!

 

 وعاد أريري ليؤكد مرة أخرى بأن مثل هذه الفواجع بالمناطق الجبلية ليست وليدة اليوم، بل عرفت الأعوام الأخيرة عدة كوارث مأساوية مماثلة، وأشار إلى بعض منها كفاجعة تيشكا بـ 42 من القتلى؛ وفاجعة وفاة نساء بتغدوين، وغيرها من الفواجع بكلميم وتنغير، إلخ...

 

وأردف المتحدث أن الأخطر من ذلك أنه في كل موسم ثلوج تحاصر الأقاليم الجبلية في المغرب، وتصبح في عزلة تامة عن العالم الخارجي، ويتعرض الناس لمجموعة من الأمراض الخطيرة!

 

ويكشف أريري عن أن المفارقة الصادمة في هذا الباب، تكمن في أن جبال المغرب يفترض أن تشكل مضخة الثروة، لأنها عكس ما يعتقده البعض ليست بالمناطق الفقيرة، فثلث الساكنة المغربية تقطن بهذه المناطق الجبلية التي تحتل 26% من مساحة المغرب. وتكفي الإشارة أيضا بأن 70% من المخزون المائي يأتي من الجبل، والذي يحتوي أيضا على 62% من الغطاء النباتي؛ كما أن العمال المغاربة المهاجرين الذين ينحدر جلهم من المناطق الجبلية، يوفرون للمغرب 33%من العملة الصعبة، وأكثر من ذلك فإن 90% من الثروة المنجمية في المغرب مصدرها من الجبل !!

 

هذه المعطيات، يستنتج أريري، عوض أن توظفها الحكومة بشكل إيجابي، لتجعل من الجبل مصدر إشراق وقطبا جاذبا، حولته إلى مقبرة لدفن المغاربة ودفن أحلامهم وآمالهم. ومع ذلك لا يجب أن نبقى أمام المرآة الخلفية نتفرج عبرها على مآسي الماضي؛ ولكن ينبغي الاستفادة من الدرس المستخلص من هذه الفواجع.

 

وأحسن عزاء نقدمه للضحايا وأهاليهم هو "أن تفيق الحكومة المغربية من نعاسها"، وتعمل على نقل التجارب الرائدة والمشرقة للدول المتحضرة في العالم، وتسن في تشريعاتها ما يسمى "قانون الجبل"...
 
وخير ما نختم به قوله تعالى: "وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا متاعا لكم ولأنعامكم" (النازعات).