الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: المغرب قوة إقليمية في شمال إفريقيا ومن الدناءة تشبيهه بـ "جمهورية موز"!

الحسن زهور: المغرب قوة إقليمية في شمال إفريقيا ومن الدناءة تشبيهه بـ "جمهورية موز"! الحسن زهور

بدأت الحملة المنظمة من بقايا القوميين والإسلاميين والمتطرفين أمثال السيد حسن الكتاني، منذ مصادقة البرلمان المغربي على إدخال الفرنسية في تدريس العلوم. ومنذ تلك المصادقة تكالبت هذه التيارات لتبخيس ما هو إيجابي في المغرب؛ آخرها الحملة الدنيئة التي أطلقها من يسمون أنفسهم بـ "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" وغيرهم من المتطرفين في المنابر الإعلامية الورقية والعنكبوتية التابعة لهم وللجهات التي تمولهم لتشويه بلدهم ووطنهم المغربي.

 

حملة منظمة يتم هذه الأيام الترويج لها في بعض الجرائد المعروفة بقوميتها وإسلاميتها، مما يطرح عدة أسئلة تتطلب أجوبة منها: لماذا هذه الحملة حاليا؟ وما علاقتها بحملة التعريب ومناهضة انفتاح المغرب على الفرنسية؟ وما علاقتها بخطاب السيد نصر الله بلبنان والخطاب مر عليه يومان؟ وهل تم تلقي تعليمات من الجهات الممولة؟ وما علاقته بنشر كتاب الأمير هشام في نفس الجريدة؟؟ و... أسئلة كثيرة.

 

لقد بلغت الوقاحة بمسؤول بـ "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" أن يصف بلدنا المغربي بأنه "ملاذ لمجرمي إسرائيل"، مع أن هذا المجرم الإسرائيلي المقبوض عليه بالمغرب مطلوب من القضاء الإسرائيلي ومن الأنتربول!!

 

فبدلا من أن يشيد هذا المغربي "المدوخ" بنجاح سلطات بلده في إلقاء القبض على مجرم، راح يصف بلده بأشنع وأقبح النعوت. وبلغت الدناءة بهذا المسؤول أن يصف بلده المغربي بـ "جمهورية موز"، أي جمهورية من تلك الجمهوريات الصغيرة في أمريكا اللاتينية التي لا سيادة لها ولا قرار سياسي لها والمسيرة من أصغر الشركات الأمريكية.

 

أي وقاحة وأي دناءة هذه من هذا الذي يغيظه ويؤلمه أن يرى بلده حقق انتصارا ما على الصعيد الدولي!؟ لكن العمالة الإيديولوجية تعمي البصر والبصيرة لدى أمثال هؤلاء الذين لا يرون في بلدهم إلا ما يجعله حديقة خلفية لمن يمولهم في الشرق من الدول المعروفة.

 

فبدلا من أن يشيد هذا "المدوخ" (مفهوم سياسي للسيد بنكيران) بما أقدمت عليه السلطات المغربية من اعتقال هذا المجرم الإسرائيلي المبحوث عنه دوليا كما اعتقلت غيره من المجرمين المبحوث عنهم دوليا (إسبانيين وفرنسيين وإيطاليين وعضو مالي بارز من حزب الله..)، كما تفعل الدول الملتزمة بالقانون الدولي؛ فبدلا من التنويه بهذا العمل الإيجابي الهام الذي قام به الأمن المغربي وتسويقه كانتصار للأجهزة الأمنية المغربية؛ يأبى هذا المدوخ إلا أن يبخس هذا العمل بله أن يصف بلده المغربي بـ "جمهورية موز".

 

أولا نقول لهذا "المدوخ":

1- المغرب حسم أمره في اختياره لنظام الملكية منذ ما قبل الإسلام بقرون وقرون، وحافظ عليها إلى الآن، وسيحافظ عليها، فلا تحلم بتلك الجمهورية التي تعشعش في لاوعيك، إسوة بجمهوريات البعث في سوريا والعراق... التي تأثرت بها.

2- نفتخر ببلدنا ونعتز به، لأنه وطننا، وليس لنا وطن آخر غيره، ولسنا مرضى لأن نبخسه إرضاء لإيديولوجية مريضة هدمت الأوطان التي جات منها.

3- المغرب قوة إقليمية في شمال إفريقيا وليس بـ "جمهورية موز" أيها المدوخ. ورغم ما نعيشه من مشاكل اقتصادية، يبقى دوما الوطن وطنا لا يمكن أن نفرط فيه ولا أن نبيعه.

4- أتعرف ما معنى العمالة أيها "المدوخ" الذي أهان وطننا بتشبيهه بـ "جمهورية موز"؟ هي أن تعيش من خيرات الوطن وتبيعه في أول منعرج؟

 

- ذ. الحسن زهور، كاتب ومحلل سياسي