الخميس 25 إبريل 2024
رياضة

بعد نكسة "كان 2019"..النوري محمد يفكك ويكشف أعطاب كرة القدم المغربية

بعد نكسة "كان 2019"..النوري محمد يفكك ويكشف أعطاب كرة القدم المغربية الإطار الرياضي محمد النوري، يتوسط الوزيرالطالبي، و فوزير لقجع (يسارا)

بعد أن هدأت الحرب ودخلت سيوف الغضب إلى أغمادها عقب هزيمة المنتخب المغربي الذي عودنا الخروج المبكر من الملتقيات الدولية، لا بد من الاعتراف بضعف مستوانا بالرغم من أن نقط الضوء في مسيرتنا الكروية قليلة جدا وفق القاعدة الفقهية التي تقول النادر لا حكم له، مما يعني أن الأحكام لا تبنى إلا على الغالب العام. لذا سنضع العاطفة جانبا لأنها تحجب حقيقة يعرفها الجميع:

1 ـ القانون الإطار 30.09 المنظم للرياضة أصبح متجاوزا، ويجب أن يتلاءم مع المقتضيات الدستورية الجديدة التي أصبحت فيها الرياضة حقا دستوريا للجميع التي أتى بها دستور 2011.

2 ـ الرياضة بصفة عامة لا يمكنها أن تتقدم في معزل عن النشاطات الأخرى السياسية والاقتصادية والثقافية.... الدكتاتوريات التي كانت تعتمد على الرياضة لتجميل وجهها القبيح انتهت وذهبت إلى غير رجعة.

3 ـ الأزمة هي أزمة بنيوية شاملة منها الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، يكفي أن تراجع التقلبات التي مرت منها كرة القدم وارتباطاتها مع السلطة ورجالات السلطة ، فرق سطعت في سماء اللعب وسقطت سريعا بمجرد سقوط عرابيها، الأمثلة كثيرة. ( فريق سيدي قاسم مع الدليمي، النهضة السطاتية مع البصري، الكوكب المراكشي مع المديوري ، الجيش مع بلمجدوب ومع حسني بن سليمان...الآن النهضة البركانية مع فوزي لقجع).

هذا الزواج الكاثوليكي بين الرياضة والسلطة هو بمثابة منشطات ينتهي مفعولها بمجرد السقوط من كرسي السلطة وبالتالي السقوط الحر للرياضة.

4 ـ ارتباطات أخرى أفرختها الممارسة المغشوشة لكرة القدم هي بروز لوبيات تقتات من الرياضة وتعرقل تقدمها، منها المسيرون للأندية الذين يمررون صفقات اللاعبين والمدربين ويؤخذون المقابل من تحت الطاولة، منهم السماسرة الذين يرفعون من أسهم هذا اللاعب أو ذاك رغبة في رفع الرصيد الذي يعود إلى جيوبهم ، بل يضغطون بشتى الوسائل كي تتم المناداة على هذا اللاعب أو ذاك للمنتخب الوطني لكي تتضاعف المداخيل. بعض اللوبيات تجتمع أسبوعيا للتقرير في نتائج المباريات أو في من سيفوز بالبطولة أو الصعود إليها.مع كامل الأسف أن الإعلام الرياضي المفروض فيه أن يراقب العملية الرياضية ويفضح اختلالاتها أصبح جزءا من معضلاتها.

5 ـ البطولة التي ينعتونها ظلما احترافية هي في واقع الأمر تعيش في أسفل عتبات الهواية انطلاقا من التسيير والتدبير إلى التكوين والتأطير التقنوتربوي ، يتجلى ذلك في اللجوء كل موسم رياضي إلى شراء فريق كامل باحتياطييه من سوق اللاعبين بالرغم من أن كل الأندية تتوفر على الفئات الصغرى والمتوسطة وحتى فريق الأمل، ومنها من يتوفر على مراكز للتكوين.

6 ـ الأجور الخيالية التي يتلقاها المدربون واللاعبون لا تعكس حقيقة النتائج السلبية التي تعرفها كرة القدم والتي تتجلى كذلك في ضعف منتخبات كرة القدم، لذا يجب تصحيح هذه المعادلة.

7 ـ كرة القدم لعبة جماعية تتطلب الإعداد النفسي والبدني والتقنوتاكتيكي ولا يؤثر فيها لا غياب لاعب ولا هدر ضربة جزاء ، بل كل الجهود تنصهر في تركيز المجهود الجماعي في سبيل التفوق والارتقاء.

8 ـ الجمهور الرياضي عليه أن يرتقي في سلوكه وفي مواقف تشجيعاته حتى تكون منسجمة مع المواقف الوطنية..هل من المعقول أن نشجع جنوب إفريقيا على حساب مصر في وقت هي تعاكس وحدتنا الترابية ؟ هل من المنطقي أن يقترن الحضور إلى المباريات بالشغب والصفير على النشيد الوطني أو إحراق العلم ؟

الخلاصة : أن المنتخب الوطني لكرة القدم الذي نتوفر عليه الآن لا يمثل المغرب بقدر ما يمثل جاليتنا الموجودة بالخارج في انتظار أن تتمخض بطولتنا عن منتخب يشبه ملامحنا.