الدكتور منصف اليازغي، ومشهد من خيبة أمل المنتخب المغربي قال الدكتور منصف اليازغي، الباحث في شؤون الرياضة، في حوار خاص مع جريدة "أنفاس بريس" إن الحكم على ما بعد إقصاء المنتخب المغربي؛ يجب أن يبنى على معطيات موضوعية، وليس على حماس زائد "فمن الصعب طمس مرحلة كاملة، وعمل كبير بسبب مباراة تحكم فيها سوء الحظ خلال تنفيذ ضربة الجزاء".
وأوضح أنه بعد مغادرة الجنرال حسني بنسليمان للجامعة سنة 2009، جاء الرئيس الفاسي الفهري بأجندة واضحة بناء على الرسالة الملكية لمناظرة الصخيرات الشهيرة والقاضية أساسا بوضع أسس الاحتراف داخل منظومة كرة القدم المغربية. وهو ما توفق فيه خاصة على مستوى تقنين العلاقة بين المتدخلين في اللعبة؛ ووضع الأنظمة الأساسية للفرق وتأسيس العصبة الاحترافية وملفات أخرى...الفاسي الفهري في رأي الدكتور منصف نجح في وضع أرضية الاحتراف، ولكنه فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 وهي النتيجة التي تبني عليها الجماهير أحكامها على المسؤولين.
وأضاف الدكتور منصف اليازغي أنه في عهد الفهري أصبح للمغرب منتخبات منظمة في جميع الفئات وعلى طول السنة عكس ما كان يحصل في السابق. وبخصوص عهد فوزي لقجع أوضح ضيف "أنفاس بريس" أنه تم الاستمرار في وضع هياكل الاحتراف، وتم رفع مداخيل الجامعة بواسطة الاستشهار .. إلى الحد الذي بلغت فيه ميزانية الجامعة حوالي 80 مليار سنتيم من بينها مبالغ موجهة لدعم الأندية والتكوين وأداء مستحقات اللاعبين في حالة وجود إشكال قانوني مع أنديتهم.
وتابع المتحدث أنه إذا أردنا وضع تقييم موضوعي يهم العشر سنوات الأخيرة، يتوجب إجراء مقارنات زمنية، فالبطولة المغربية ارتفع أداؤها بشكل واضح، ففي موسم 2013-2014 لم يبلغ عدد الأهداف إلا 458 هدفا، وفي موسم 2017-2018 بلغ العدد 540 هدفا، إلى جانب التحسن في الأداء التقني للفرق المغربية وتنظيم المباريات وأرضية الملاعب وتعزيز البنيات التحتية. وعلى مستوى المنتخب الوطني، أكد الدكتور منصف أنه منذ سنة 2017 تحققت عدة أهداف، فلأول مرة منذ 2004 يتجاوز المنتخب المغربي الدور الأول في نهايات كأس أمم إفريقيا، وحقق التأهل إلى كأس العالم؛ بعد غياب دام 20 سنة، وأصبح المغرب في مقدمة الدول الأفريقية على مستوى تكوين الأطر التقنية.
وخلص إلى أنه لا يمكن الحكم على مسار جامعة من خلال ثانية واحدة ضاعت فيها ضربة جزاء، لو سجلت لكنا أمام كلام آخر، ولقيل إن لقجع هو أحسن رئيس اتحاد إفريقي، وأن زياش هو المنقذ، إذن هل من الموضوعي أن مباراة ساعة ونصف من الزمن ستدفع إلى الحكم على إستراتيجية ممتدة على سنوات محددة؟
بالنسبة للناخب الوطني رونار، ففي رأي الدكتور منصف؛ فيكفي أنه حامل للقبين إفريقيين، وحقق مع المغرب نتائج جيدة، وأصبحت لنا تشكيلة قارة إضافة إلى هزم منتخب الكوت ديفوار ثلاث مباريات متتابعة.. زد على هذا أنه يرتبط مع الجامعة بعقد إلى غاية 2021.
وختم الباحث في مجال الرياضة؛ إنه مع الاستمرارية بناء على معطيات واقعية وملموسة، وفي نفس الوقت مع الإصلاح التدريجي بتركيز وعقلانية و مراعاة المصلحة العالية لكرة القدم المغربية، مضيفا أن استقالة الاتحاد المصري ليست نموذجا، في حد ذاته، فهي جاءت لامتصاص غضب الشارع المصري ليس إلا، علما أن الرئيس هاني أبوريدة مازال عضوا في الاتحاد المصري، بحكم أنه عضو في الاتحاد الدولي، كما أن لا شيء يمنع من عودة أغلب الأعضاء في الجهاز المسير في الانتخابات المقبلة.
.gif)
