الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد جدري: علاش لقجع ديكاج؟

محمد جدري: علاش لقجع ديكاج؟ محمد جدري

بعد خروج المنتخب الوطني من دور الثمن نهائي لكأس إفريقيا للأمم طوطال 2019، بعد حصة ركلات الترجيح، التي ابتسمت لمنتخب البنين. خروج المغرب من هذه التظاهرة القارية يبقى شيئا واردا في كرة القدم، التي تبتسم لك تارة بتحقيق الانتصار وتدير عنك وجهها تارة أخرى بتكبيدك للهزيمة، هذه هي كرة القدم وهذا منطقها.

 من كان يتصور خروج  حامل اللقب العالمي من الأدوار الأولى، وفي مناسبات عديدة، نذكر على سبيل المثال لا للحصر، خروج فرنسا سنة 2002، وخروج إيطاليا سنة 2010، وخروج إسبانيا سنة 2014 وخروج ألمانيا سنة 2018 بمونديال روسيا.

لنعد لموضوعنا والمتعلق بخروج منتخبنا من دور 16، لو سجل حكيم زياش ضربة الجزاء في الدقيقة 94 لرأيت الكل يهلل للنخبة الوطنية، وعن حظوظه الوافرة للعودة بالكأس المفقودة منذ 1976. لكن بالنسبة لي، فإنه كيفما كانت نتيجة الفريق الوطني خلال المنافسات القارية فإن منظومتنا الكروية تعاني من اختلالات هيكلية منذ زمن بعيد.

لفهم لماذا نحقق هذه الانتكاسات، وجب الإجابة عن سؤالين مهمين:

أولا، ماذا حققت جامعة لقجع منذ سنة 2014؟:

1- تأهل المنتخب الوطني لكأس إفريقيا 2017، وخروجه من الدور الثاني؛

2- تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم وخروجه من الدور الأول برصيد نقطة يتيمة، وهدفين فقط؛

3- تأهل المنتخب الوطني لكأس إفريقيا 2019، وخروجه من الدور الثاني؛

4- تتويج الفريق الوطني بكأس إفريقيا للمحليين سنة 2018 المنظمة بالمغرب؛

5- غياب المنتخب الأولمبي عن دورة ريو دي جانيرو سنة 2016؛

6- إقصاء المنتخب الأولمبي عن دورة طوكيو 2020 والعودة بالقلم للمنافسات بعد خطأ إداري للخصم الإفريقي؛

7- خروج أو عدم تأهل المنتخب الوطني للفتيان والشباب عن جل المنافسات العالمية والقارية؛

8- حصيلة جد سلبية لكرة القدم النسوية...

ثانيا، ماذا فعل لقجع خلال ولايتيه الانتخابيتين:

1- لماذا تم الاستغناء عن الناخب الوطني بادو الزاكي وتعويضه بهيرفي رونار، إذ أن الناخب الوطني السابق لم يحقق أية نتيجة سلبية؛

2- لماذا تم الاحتفاظ بهيرفي رونار، رغم عدم وصوله للمربع الذهبي، خلال كأس إفريقيا 2017؛

3- لماذا تم الاحتفاظ بهيرفي رونار، رغم خروج المنتخب الوطني من الدور الأول لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، التي أبان خلالها عن ضعف تكتيكي واضح على الاقل خلال مباراة إيران؛

4- أين هو الآن، حمزة منديل، الذي قامت الدنيا ولم تقعد من أجل مشاركته مع الفريق الوطني، ولماذا لم يظهر له آثر منذ التحاقه بشالك الألماني؛

5- أين هو المهدي كاسيالا، وعزيز بوحدوز ورشيد العليوي؛

6- أين هو المدلل أيوب الكعبي، الذي تم فرضه فرضا خلال مباراة إيران، ولماذا خفت حضوره بعد انتقاله للدوري الصيني بصفقة تجاوزت الخمس ملايين أورو؛

7- لماذا تصلح البطولة الوطنية، إن لم تقم بواجبها بتطعيم الفريق الوطني، وأي تشجيع نقدمه لهؤلاء اللاعبين من أجل تطوير أدائهم من جهة، ومن أجل تصدير البعض منهم نحو دوريات أفضل. هل ايت بناصر أفضل من الكرتي، هل بورببعة أفضل من جبران، هل بوطيب افضل من ياجور، هل داكوسطا افضل من بانون او داري؛

8- ماذا ربحنا من مواجهة منتخب الأرجنتين بدون ميسي، ولماذا لا نواجه المنتخبات الإفريقية التي تقف أمامنا في كل المنافسات القارية؛

9- لماذا يسافر المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على حساب دافعي الضرائب، رغم أنهم قادرون على دفع مصاريف تنقلهم من أجل ترشيد نفقات الجامعة؛

10- ماذا ربحنا من الستة وثلاثين اتفاقية التي تجمعنا بالاتحادات القارية؛

11- لماذا استخفت الجامعة بذكاء المغاربة، عندما أعلنت أن سبب خروج حمد الله يتعلق بإصابة بالظهر؛

12- لماذا انتظرنا سنة كاملة لإقالة المدير التقني الوطني، بعد استنزاف مالية الجامعة من خلال طلب عروض لمكتب دراسات أجنبي، لتقييم عمل الإدارة التقنية، نتائج الدراسة التي لم تنشر للعموم لحدود اللحظة...

ختاما، منظومتنا الكروية بحاجة لفتح حوار حقيقي، بين مختلف الشركاء من لاعبين ومسيرين وحكام وإداريين وأطقم فنية وطبية وإعلام، للخروج بخارطة طريق 2020- 2030، وتحديد الأولويات، والعمل من أجل ذلك، مع ترسيم أهداف قريبة، متوسطة وبعيدة المدى. غير ذلك، سنظل ندور في حلقتنا المفرغة المليئة بالأوهام و كثير من الضحك على الدقون.

 كل هذا، لا يمكن البدء فيه إلا بعد تقديم المكتب المديري للجامعة لاستقالته الجماعية، وتعيين لجنة مستقلة في انتظار نتائج الحوار الكروي.