الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد التويجر: منتخب كرة القدم.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

محمد التويجر: منتخب كرة القدم.. من يزرع الريح يحصد العاصفة محمد التويجر

بعيدا عن منطق "إذا عمت هانت" إقصاء مصر المنظمة والكاميرون حاملة اللقب)، يجب ألا يمر إقصاء المنتخب المغربي لكرة القدم من كان مصر مر الكرام. وأعتقد أنه من أوجب واجبات فوزي لقجع، رئيس الجامعة، المعروف بانفتاحه على الإعلام، القادم من دواليب الإدارة، وأية إدارة، مديرية الميزانية بوزارة المالية أن يطلع الشعب على الظروف التي أفرزت خيبة الأمل الجديدة (اعتدنا عليها منذ عقود)، إعمالا لمبدأ إقران المسؤولية بالمحاسبة، لعلنا نجد إجابات شافية لأسئلة جوهرية حارقة، من قبيل:

ألم تكن منظومة تسييره لدواليب الجامعة موسومة باختلالات ظهرت مع توالي سنوات ولايتيه الخمسة؟

كم كلفنا المنتخب من أموال طائلة، أغدقت عليها الملايير، ووفرت له ظروف الراحة القصوى حد الترف (طائرة خاصة وفنادق خمسة نجوم و"بادي غارد" غلاظ سمان همهم الأول إبعاد رجال الصحافة عن المحيط وعرقلة عملهم)؟

ألم تؤد كرة القدم المغربية غاليا ثمن اقتحامها من تجار السياسة، وجعلها رهينة حسابات رقعة شطرنج اللاعبين الكبار في معترك الانتخابات؟

أي دور لمكتب مديري جامعي، غالبية أعضائه مفتقدة للكفاءة الواجبة في قيادة قطار رياضة بإمكانها إسعاد الملايين، لكنها وجدت نفسها من جديد مستنسخة لتجارب كلها "فقصة وغصة"؟

ما حقيقة الأوضاع التي تسببت في انسحاب حمد الله من تجمع مراكش؟ وأي امتداد لها في علاقتها بما كشف عنه الزميل عبد العزيز بلبودالي ، بخصوص تورط خمسة من عناصر المنتخب في سهرة "النيل الأزرق" بعيدا عن فندق الإقامة؟

أي دور للناخب رونار في ضبط الأمور بمقر إقامة المنتخب، لأن ما حدث في مونديال روسيا قبل عام، تكرر بصورة أو بأخرى في "كان" مصر؟

أي مكانة لبطولة احترافية همشت مع سبق إصرار، معطية الانطباع بأنها عقيمة عاجزة عن التأشير إلى ميلاد أسماء بإمكانها الدفاع عن الألوان الوطنية بنفس درجة دفاع أبناء المهجر أو أكثر منهم؟

أين هي الأسماء التي مكنت المغرب من الظفر بكأس إفريقيا للاعبين المحليين؟ ولماذا تم تهميش عناصر رباعي قطبي البيضاء ونهضة بركان وحسنية أكادير التي بلغت مراحل متقدمة من الكأسين القاريتين الخاصتين بالأندية؟

لماذا يتم التغاضي عن عصبة احترافية لم تعقد جمعها العام منذ التأسيس، ضدا على القوانين المؤطرة؟

ألم يكن من الأجدى إيفاد مجموعة من خيرة مدربينا المحليين في الكان، قصد إعداد تقارير تقنية ترصد درجة التطور الذي تشهده كرة القدم الإفريقية.. بدل ذلك، سمعنا، والعهدة على من كانوا هناك، أن أعضاء المكتب المديري من قطنوا أفضل فنادق قاهرة المعتز، بمصروف جيب "سمين"...؟

لماذا أوهمتم الشعب المغربي بأن الطريق سالكة نحو تتويج قاري طال انتظاره، فيما واقع الحال يؤكد أن جسم كرة القدم المغربية منخور من الداخل؟

لماذا تم الإبقاء على المدير التقني الوطني ناصر لارغيت لخمس سنوات، وما استنزف مقامه في منصبه من مبالغ خيالية دون أن ينعكس عمله على واقع الممارسة، ودون أن يتحسن أداء منتخبات الفئات الدنيا المغربية المخلصة للخروج من التصفيات مبكرا، عكس دول جنوب الصحراء التي اعتمدت هذه الفئات مشتلا ومزرعة للمنتخب الكبار؟

بكل أسف منظومتنا الكروية مفلسة، ومن تجرأ على كشف المستور اتهم بالتشويش وخدمة أجندة حاقدة، افتقاد الحس الوطني، وما إلى ذلك من تهم جاهزة...

للأسف تم تهميش الكفاءات، ووضعت المتاريس أمامها، مقابل إفساح المجال أمام من يجيد التزلف والتملق وعزف سمفونية "العام زين".

نقولها علنا وجهارا: حان الوقت لتشخيص وضع كرتنا بشكل صريح ومسؤول وترتيب المسؤوليات اللازمة...( ألم يتم إعفاء جامعتي الراحلين بلمجذوب والزموري في أعقاب هزيمة مطلع دجنبر 1979 أمام الجزائر ومونديال 1994، واستبدالهما بلجنة مؤقتة؟)... ودون ذلك يوسع الهوة بين منظومتنا الكروية وبين نظيراتها الإفريقية التي تراكم الطفرة والصحوة تلو الأخرى بميزانية أقل، لأنها بكل بساطة مسيرة من طرف ذوي الاختصاص الذين تسلقوا الدرجات عن جدارة وبتأن بعيدا عن منطق النزول بالمظلات، والولاءات، كما هو الحال عندنا.

- محمد التويجر، صحافي