الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

أيت حمو: هذه هي الحلول الممكنة لإنقاذ الصبار وبعث زراعة عصرية

أيت حمو: هذه هي الحلول الممكنة لإنقاذ الصبار وبعث زراعة عصرية عبد الرحمان ايت حمو، مهندس فلاحي ومؤسس الجامعة الدولية المتنقلة للصبار

تضرر محصول الصبار بالمغرب من انتشار الحشرة القرمزية أرخى بظلاله على استهلاكه لدى المغاربة، خاصة خلال هذه السنة مع حلول فصل الصيف وانخفاظ ملحوظ  في المحصول والتوزيع مقارنة مع السنوات الماضية.

عبد الرحمان ايت حمو، مهندس فلاحي ومؤسس الجامعة الدولية المتنقلة للصبار، يشرح، في حوار مع  "أنفاس بريس"، أسباب فتك الحشرة القرمزية بمحصول الصبار، وكيف يمكن الحد من انتشارها، وتعزيز إنتاج الصبار.

 

* منذ سنوات ومحصول الصبار بالمغرب يعاني من انتشار الحشرة القرمزية، ماهي أسباب ذلك ؟ وماهي المناطق التي تضررت ؟

 

** الحشرة القرمزية هي حشرة قشرية تنتمي لرتبة نصفيات الأجنحة التي تتضمن أكثر  من 8000  نوع. والحشرة التي نحن بصددها تنتمي لجنس داكتيلوبيوس وهي من نوع  أوبونتيا التي يجب تمييزها عن نوع أخر يسمى كوكوس والتي يربيها المزارعون، البيروفيون على الخصوص، لإنتاج تلك الصباغة القرمزية الباهظة الثمن. نوع أوبونتيا ينتج ايضا تلك الصباغة لكن بكميات أقل  وقيمته التسويقية محدودة فضلا على هذا النوع يشكل خطرا على الصبار لصعوبة تدبير تربيتها و لقوة انتشارها وفتكها لألواح الصبار.

يرجع تاريخ إعلان ظهور الحشرة بالمغرب إلى خريف 2014 بمنطقة سيدي بنور. وخلال أقل من 5 سنوات استطاعت أن تنتشر في معظم مناطق إنتاج الصبار بالمغرب. حيث تضررت عدة مناطق كالرحامنة والحوز والشاوية بل ظهرت بعض البقع في الجنوب كسيدي افني وكلميم وفي الشرق بتاوريرت.     

 

* كيف يمكن الحد من انتشارها والقضاء على هذه الحشرة؟

** يصعب الحد من انتشارها لأنها تتنقل بكل الوسائل: الرياح – الماشية – الطيور– الأعلاف – الإنسان – الشاحنات. والقضاء عليها أكثر صعوبة لأسباب عديدة منها انتشارها الواسع في مروج الصبار وخاصة تلك التي توجد بمناطق معزولة أو المروج الكثيفة والتي قد لا تتمكن المبيدات من الوصول الى كل الألواح. ثم إن تكلفة المعالجة تعد باهظة بالنظر الى المساحات الشاسعة التي يتواجد بها الصبار. رغم كل هذه الصعوبات، يجب العمل على القضاء على هذه الآفة التي تحرم ساكنة المناطق الجافة والشبه الجافة من موارد تخفف عنها أثار السنوات الجافة وتوفر مخزونا علفيا مهما. كما تحرم تعاونيات نسوية من صناعة تساهم في تحسين دخلهن من خلال بيع بعض المستخلصات الغذائية والتجميلية.

من بين الحلول المقترحة هي إعادة زراعة الصبار باستعمال أصناف مقاومة للحشرة لكن يحق لنا أن نتساءل هل لهذه الأصناف نفس الجودة  التي تتميز بها الأصناف المهددة كموسى وعيسى والدلاحية؟ والتي حصلت على علامات البيان الجغرافي المحمي.

أعتقد انه يجب تكثيف الجهود للمحافظة على أصنافنا المتميزة وذلك عن طريق تحسيس المزارعين وتعبئتهم لمراقبة متواصلة لمروجهم. يجب عليهم أن يكونوا في حالة يقظة مستمرة ويعملوا بمبدأ: الوقاية خير من العلاج

* مراقبة الشاحنات وأماكن بيع و شراء الفاكهة.

* تنظيم سلسة الصبار وخلق الفدرالية البيمهنية على غرار باقي السلاسل.

* عند المعالجة يجب تفادي المبيدات الكميائية التي لهل تأثير سلبي على البيئة وتقلص من وضعية زراعتنا العضوية

* تبديد، من خلال الإعلام، مخاوف المستهلكين الذين يتوجسون من استهلاك الفاكهة.     

 

* هل هذه الظاهرة تهم المغرب أم موجودة بدول أخرى؟

** يعود أصل هذه الحشرة إلى المكسيك. وقد استوردتهااستراليا لمحاربة نبات الصبار الذي اكتسح أراضي القارة . ويبدو أن الحشرة  انتقلت من أستراليا إلى جنوب إفريقيا. وخلال التسعينات من القرن الماضي ظهرت بجنوب إسبانيا وفي الشرق الأوسط بلبنان على الخصوص. وقد ظهرت مؤخرا بجزيرتي قبرص ومالطة وكذلك بشمال الأردن. وتوجد الحشرة أيضا بجنوب السعودية ويبدو أنهم يستعملونها لمحاربة الصبار على الطريقة الأسترالية. ولعل أهم الدول المتضررة من الحشرة هي البرازيل التي فقدت في ظرف وجيز أكثر من 600 ألف هكتار من الصبار.

* بالنظر للطلب المحلي والعالمي، ماهي آفاق تطوير إنتاج الصبار وتصدير مشتقاته؟

 

** كمحب ومهتم بزراعة الصبار تأسفت كثيرا للخسارة التي عرفتها زراعة الصبار ببلادنا. لكن رب ضارة نافعة كما يقول المثل. فقد آن الأوان لبعث زراعة عصرية ترتكز على المحاور التالية:

* الإنتاج: يجب تشجيع خلق بساتين عصرية وتأطير المنتجين في مجال الأعمال الزراعية الحسنة لتحسين المردودية كما وكيفا.

* التحويل: لا بد من تشجيع البحث والابتكار لخلق منتجات جديدة و ذات قيمة إضافية عالية.

* التسويق: على الصعيد المحلي يجب توعية المستهلك بالمنافع المتعددة للصبار و مشتقاته. أما على الصعيد الدولي فيجب استكشاف الأسواق من خلال المعارض و وضع استراتيجية ذكية لمنافسة منتجات الدول الأخرى.