الثلاثاء 23 إبريل 2024
منبر أنفاس

الشرقاوي: أبي الجعد في حاجة ماسة إلى التفاتة ملكية

الشرقاوي: أبي الجعد في حاجة ماسة إلى التفاتة ملكية عبد الواحد المرجاني الشرقاوي
مدينة أبي الجعد أو الزاوية الشرقاوية، التي قال عنها مؤسسها سيدي محمد الشرقاوي " إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة ، هذا المحل إن شاء الله محل يمن وبركة لعله يستقيم لنا فيه السكون بعد الحركة " ، ومدينة ابي الجعد التي أسسها الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي في القرن العاشر الهجري والسادس عشر الميلادي ، هي من المدن العريقة في التاريخ المغربي ، لما تميـزت به من إشعاع ديني وصوفي واجتماعي وجهادي ...
وهذه المدينة التي طالها النسيان والإهمال وطمس معالمها الآثارية والتاريخية هي اليوم تحتاج إلى اهتمام ملكي ، من أجل تأهيلها وترميم ذاكرتها والحفاظ على صورتها الأصيلة وإنشاء مكتبة خاصة بتاريخ الزاوية الشرقاوية فإذا كانت مدن عتيقة: كفاس ومراكش والصويرة ومكناس ...إلخ قد حظيت باهتمام ملكي فان مدينة أبي الجعد هي الأخرى تنتظر التفاتة ملكية كريمة لإعادة الروح لها وإزالة الغبار عن وجهها ، وإحياء ذاكرتها الجامدة فقد ظلت مدينة أبي الجعد العتيقة منذ تأسيسها برونقها القديم وذاكرتها التي تحتاج إلى إعادة تأهيل ومسح الحزن عنها ولعل العديد من المآثر والساحات والدروب القديمة والصناعات التقليدية التي انقرضت وأضرحة أولياء الله الصالحين تحتاج اليوم إلى التأهيل والترميم وتثمين المدينة القديمة أبي الجعد.
فعلى سبيل المثال هناك ساحة الشيخ التي تحولت إلى موقف للسيارات ومأوى للمتسولين والمتشردين ومكانا لنقاشات الحناء... كما أن هناك ساحة سيدي عثمان ونحن أطفال في السبعينيات كانت عبارة عن موسم طول السنة وكانت معروفة بأصحاب الحلقة ( الحليقية ) وعبيدات الرمى وشيوخ العيطة والذين يحكون الأزلية لسيف ذي يزان ومروضي القرود... وقد أصبحت اليوم للأسف موقفا للسيارات .
ولا ننسى اليوم المطالبة بتأهيل ساحة سيدي الغزواني أو (رجال الميعاد) الذين هم أبناء سيدي محمد الشرقي ، وهي في حاجة إلى تحويلها إلى قصبة سيدي الغزواني حتى تكون كضيافة سياحية وتاريخية تتوفر على كل المؤهلات وخاصة أنها جاءت في مدخل المدينة وتطل على غابة سيدي الغزواني.
ناهيك على الحاجة إلى تأهيل وترميم ملاح اليهود بدرب القدريين وكذلك ترميم منبع عين الشيخ التي أصبحت تبكي حزنا على حالها المكلوم والمنسي إضافة إلى أن هناك عدة أبواب وأقواس ومنازل في حاجة إلى تأهيلها وترميمها وتحسين صورتها القديمة, إلى جانب إعادة الروح إلى دار الدباغ وصناعة القلال وإعادة إحياء فضاء الدلالة في ساحة درب سيدي عبد القادر الزيزي لما له من موقع هام.
هذا، وأنا كأحد أبناء أبي الجعد وزاويتها الشرقاوية فقد سبق لي في جرائد وطنية أن طالبت بتصنيف مدينة أبي الجعد ضمن التراث العالمي من طرف اليونسكو ويأتي هذا المقال على إثر المبادرة ، التي ترأسها يوم الاثنين 22 أكتوبر 2018 بمدينة مراكش من أجل تفعيل برنامج المدن العتيقة وتأهيلها وترميمها وتثمينها ولأن مدينة أبي الجعد تخضع لكل هذه الشروط و باعتبارها مدينة عتيقة فإنها يجب أن لا تحرم من هذه المبادرة الملكية السامية حتى تنعم بهذه الخطوة الذهبية لإعادة الروح لها ، وأن تكون مدينة الزاوية الشرقاوية مصدر اهتمام ورعاية وتشريف من قبل الملك محمد السادس الذي يعمل على ارتداء المدن العتيقة لباسا حضاريا مع المحافظة على لباسها الأصيل الذي يعيد لها طابعها التاريخي ، ويخلق من خلالها مصدرا للنهوض بها ثقافيا وتاريخيا واجتماعيا لفائدة ساكنة المدن العتيقة ومن بينهم مدينة أبي الجعد حتى لا ننساها .
عبد الواحد المرجاني الشرقاوي، كاتب صحفي، المنسق العام للقطب التراثي بأبي الحعد