الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الحق غريب: علامات استفهام حول انتخاب ممثل أساتذة التعليم العالي بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين؟

عبد الحق غريب: علامات استفهام حول انتخاب ممثل أساتذة التعليم العالي بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين؟ عبد الحق غريب

أسفرت انتخابات ممثل أساتذة التعليم العالي بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي جرت أطوارها يوم الاثنين 17 يونيو 2019، بمقر وزارة التربية الوطنية، على فوز أستاذ التعليم العالي ينتمي إلى النقابة التابعة لحزب العدالة والتنمية.. وقد حصل على 5 أصوات مقابل 4 أصوات لصالح أستاذة التعليم العالي، وهي عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي. وشارك في هذه الانتخابات 11 أستاذ التعليم العالي، يمثل كل واحد منهم جامعة عمومية مغربية (غاب ممثل جامعة فاس)، وقد صوّت أستاذ بورقة بيضاء في ما انسحب آخر.

ويمكن إيجاز أهم النقط التي تطرح أكثر من علامة استفهام حول هذه الانتخابات، التي تعتبر نتائجها ليس فقط غير متوقعة بل صادمة، في ما يلي:

1- التكتّم الشديد على الخبر، حيث أن الأغلبية الساحقة من السيدات والسادة الأساتذة الباحثين على الصعيد الوطني لم يعلموا بالموضوع إلاّ بعد انتهاء عملية الانتخابات يوم 17 يونيو 2019، بمن فيهم أعضاء مجالس الجامعات المعنيين بهذه الانتخابات، وكتاب الفروع الجهوية للنقابة الوطنية للتعليم العالي؛

2- وجه الكاتب العام للوزارة مراسلة تحت رقم 891/02 إلى رؤساء الجامعات، مؤرخة في 28 ماي 2019، في شأن تعيين ممثلي فئات الأطر التربوية والطلبة بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.. وقد حدّد فيها تاريخ 31 ماي 2019 كأجل أقصى لاقتراح ممثل أساتذة التعليم العالي واحد عن كل مجلس الجامعة (أي أجل أقصى بعد 72 ساعة فقط على تاريخ الإرسال)؛

3- جامعة الحسن الثاني ربما هي الجامعة الوحيدة التي تم فيها إخبار أعضاء مجلس الجامعة بالموضوع، بعد أن وُجهت لهم، عبر البريد الالكتروني، دعوة للاجتماع يوم 31 ماي 2019، لانتخاب ممثل عن أساتذة التعليم العالي.. أما في باقي الجامعات، فإن جل الرؤساء قاموا بتعيين أستاذ التعليم العالي دون إخبار أي أحد، بمن فيهم أعضاء مجلس الجامعة، وهو ما يعتبر إهانة واحتقار في حق المجلس، الذي يُفترض أنه أعلى هيئة تقريرية في الجامعة؛

4- يعتبر تعيين أغلب أساتذة التعليم العالي الذين شاركوا في انتخابات يوم الاثنين 17 يونيو 2019 المشار إليها أعلاه، من طرف رؤساء الجامعات خرقا سافرا لمقتضيات القانون رقم 105.12 المتعلق بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، سيما المادة 7 المتعلقة بتأليف المجلس، والتي تنص على أن فئة أساتذة التعليم العالي بالمؤسسات الجامعية، الممثلين بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، يُنتخبون من قبل نظرائهم في مجالس الجامعات..

هذه فقط بعض النقط ضمن نقط أخرى تطرح أكثر من علامة استفهام حول انتخاب ممثل أساتذة التعليم العالي بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين.. وأما السؤال الجوهري فهو: لماذا لم يخبر الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي جميع أعضاء المكتب الوطني وكتاب الفروع الجهوية بمراسلة الوزارة لرؤساء الجامعات في شأن تعيين ممثل أساتذة التعليم العالي بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي؟