الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

كوكاس: البرلماني.. الغش واللعب في دائرة الشيطان

كوكاس: البرلماني.. الغش واللعب في دائرة الشيطان عزيز كوكاس
أثار ضبط برلماني من حزب العدالة والتنمية كان مرشحا للبكالوريا بالرباط، وبحوزته ثلاثة هواتف نقالة وهو في قاعة الامتحان، الكثير من الجدل، القضية حُملت بطابع أخلاقي وسياسي ولا تخلو من تصفية حسابات، لكن مجرد دعوة جزب البيجيدي لاجتماع لجنة الأخلاقيات لدراسة موضوع برلماني تاونات، تحيل على وجود شبهة. بل إن البيجيديين يعتبرون أن البرلماني المعني وقع في فخ المكيدة، ويتساءلون لماذا تم استهدافه لوحده داخل القسم دون غيره؟
والحقيقة أن مثل هذا الدفاع أشبه بوضع العربة أمام الحصان، فأن يكون المعني بالأمر سياسيا فهو معرض للعب في دائرة الشيطان والعفاريت والتماسيح وكل من تحدث عنهم بن كيران، وعليه أن يكون حريصا أكثر من غيره، كي لا يسقط في الممنوع، ببساطة لأن صفته البرلمانية لا تمنحه أي حصانة في قانون زجر الغش والذي نص بصريح العبارة على منع إدخال المرشحين للهواتف المحمولة إلى قاعات الامتحان منذ 2016 في محاولة لإعطاء المصداقية للامتحانات..
دفاع البرلماني المترشح أضعفه أكثر، إذ بدا أشنع من الزلة حيث قال:"إنه وقع في الخطإ والسهو دون قصد ونسي الهواتف معه، وأن ما حصل لا علاقة له بالغش".
وأضاف في بلاغه الموجه لفريقه بمجلس النواب والرأي العام " أن ما وقع كان فرصة للمتربصين بالحزب ومناضليه للتشهير والتعريض .." وهل كنت تنتظر منهم غير هذا، ولو وقعوا في ذات الزلة أكنت ستقول استر أخاك غاشا أو ساهيا...؟
الموقف الأخلاقي في حده الأدنى الذي كان مفترضا، ليس مطالبته كبرلماني باستعادة هواتفه وتقديم صفته البرلمانية لإدارة مراقبة الامتحانات، بل هو الاعتذار بشهامة، أنه خالف قانونا صادق عليه في البرلمان، ويعرفه حق المعرفة كمترشح للبكالوريا وكبرلماني، وأن ينسحب من الامتحان حتى قبل أن يتقرر حرمانه من ذلك ويتوجه برسالة إلى قيادة حزبه وإلى مجلس النواب والساكنة التي منحته الثقة، بأنه أخطأ بإدخاله الهواتف الثلاثة إلى قاعة الامتحانات، وعن ماسيجره هذا على الحزب وعلى البرلمان من سخط، لأنه لا يجب الدفاع عن الغلط، حتى ولو أحس بأنه وقع في مكيدة وتم ترصده.. لأنه كما يقول ماكس فيبر فأنت حين تدخل معترك السياسة تلعب في دائرة الشيطان..