الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: الوداد والترجي ضحيتان للكاف الذي تحول من متهم إلى قاض يصدر الأحكام

محمد شروق: الوداد والترجي ضحيتان للكاف الذي تحول من متهم إلى قاض يصدر الأحكام محمد شروق

الحمد لله أن هناك عقلاء في البلدين الشقيقين، المغرب وتونس، يعملون لإرجاع الأمور إلى نصابها، ووضع حد للتوتر الذي يتصاعد بفضل تصريحات وتدوينات غير محسوبة العواقب.

رياضيا، من حق فريق الوداد الرياضي أن يدافع بشتى الوسائل القانونية عن حقوقه التي ضاعت في مبارتي الذهاب و الإياب. ومن حق فريق الترجي أيضا أن يحمي مصالحه بالطرق المشروعة.

لكن أين الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في كل هذا؟ الاتحاد، الجهاز المشرف على المنافسات الأفريقية  من الألف إلى الياء.

ومسؤوليته واضحة في تسميم الأجواء بين المغرب وتونس لأنه لم يحترم قوانين اللعبة و مساطيرها. بل إن هذا الاتحاد حول المواجهات الكروية إلى فضاء لتصفية الحسابات بين ما تبقى من عهد الرئيس السابق عيسى حياتو وبين الأعضاء الجديد الحاملين لمشروع الإصلاح والتجديد.

الاتحاد الأفريقي مسح أخطاءه في مباراة الذهاب بين الوداد والترجي في الحكم المصري جهاد غريشة وحكم عليه بالتوقيف لمدة ستة أشهر، رغم أن الحكم أقر المشروعية هدف الوداد قبل دعوته إلى مشاهدة اللقطة عبر الفار.

وفي مباراة الاياب، سكت عن غياب الحكم المساعد "الفار"، ولما افتضح الأمر، وهو متورط في القضية بشكل لا نقاش فيه، قام بخرق واضح للقانون بعد تمديد عمر المباراة إلى أزيد من ساعة ونصف ثم إصدار قرار من حكم المباراة بالإعلان عن الترجي كفائز بالكأس ومنح لاعبيه ميداليات الفوز. ولم يجد رئيس الكاف أحمد أحمد من مبرر لكل هذه الخروقات إلا القول، وبسذاجة، إنه تعرض لتهديدات تونسية.

وفي اجتماع لجنة الطوارئ بباريس، بحث خبراء الكاف عن مخرج لورطتهم بعد أن تمكنوا من الانتقال من قفص الاتهام في إفساد مباراة بين فريقين شقيقين إلى قضاة بسلطة مطلقة. ولم يجد هؤلاء الخبراء إلا الاعتماد على سبب غير مقبول، وأقولها بكل أمانة وموضوعية، على غياب الشروط الأمنية لمتابعة المباراة.

وهنا تجاوز الكاف حدوده في ضرب صورة بلد خرج بقوة من مرحلة ما يمس بالربيع العربي، هو في حاجة إلى إعادة بناء نفسه عن طريق الاستثمار الداخلي والخارجي. الاستثمار الذي لا يتم إلا في ظل الأمن و الأمان.

ولذا من حق رئيس وزراء الحكومة التونسية أن يخرج للعلن و يدافع عن مصالح بلده.

أما بالمغرب، فإن الحكومة مازالت ملتزمة الصمت وتتبع الملف عن بعد، لأن ما نشر من كلام طائش وفارغ عن المغرب من طرف بعض التونسيين، لا يستحق الرد، لأنه بدون أساس ولا معنى. فالمغرب بلد قوي بمؤسساته ولا يمكن أن يزعزعه ابتزاز أو تهديد واه.

خلاصة القول، إن الوداد والترجي ضحيتان لفساد ما زال ينخر جهاز الكاف. وحبذا لو أنصت  مسؤولو الفريقين للغة العقل، وتوحدا لدعم دعاة الإصلاح من أجل استئصال هذا الفساد ودحره، لا أن نتركه يفرق بين شعبين وبلدين شقيقين، ويظل هو يحتفظ بصفة القاضي الحكيم والمستقل والنزيه.