الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

عدوى تسمم النعناع تهاجر إلى اليوسفية وتتمدد نحو مجال مراكش

عدوى تسمم النعناع تهاجر إلى اليوسفية وتتمدد نحو مجال مراكش

علمت جريدة "أنفاس بريس" أن السلطات المختصة بحماية صحة وسلامة المستهلك بإقليم اليوسفية، قد أقدمت على تدمير وإتلاف هكتار ونصف من محصول زراعة نبتة النعناع بكل من دوار "السديرة" و"الحرش" بقيادة الخوالقة التابعة لعاملة اليوسفية نظرا لاحتوائها مواد كيماوية سامة تشكل خطرا على صحة وسلامة المستهلكين.

وأكدت مصادر الجريدة أن لجنة مختلطة تضم ممثلين عن مصالح المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأسفي واليوسفية (أونسا)، بالإضافة إلى السلطات المحلية بقيادة الخوالقة وعناصر من الدرك الملكي التابعين لمركز رأس العين وممثلين عن مصالح وقطاعات إدارية معنية بصحة وسلامة المستهلك، كانت قد قامت بزيارة ميدانية لبعض حقول النعناع بالجماعة الترابية الخوالقة يوم الخميس 30 ماي 2019.

التحاليل التي أجريت على عينات من نبات النعناع بكل من دوار السديرة ودوار الحرش بقيادة الخوالقة التابعة لنفوذ عمالة اليوسفية (التحاليل) أكدت "احتواء النعناع على مواد كيميائية مسمومة، جراء رش أوراقه بأنواع من مبيدات محظورة وممنوعة مضرة بصحة الإنسان، يستعملها بعض الفلاحين بالمنطقة لتكثيف منتج النعناع على حساب صحة المستهلكين، فضلا عن استعمال بعض الأسمدة والأدوية دون مراقبة صلاحياتها من طرف الجهات المعنية".

وأفادت مصادر متطابقة أن لجنة من المفتشين المختصين التابعين للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أسفي اليوسفية) قد قامت بالتنسيق مع كل مكونات السلطات الإقليمية باليوسفية والسلطة المحلية بقيادة الخوالقة  للقيام بمهامها التي يخولها لها القانون، حيث نبهت بعض المنتجين إلى خطورة "استعمال أدوية ومواد كيماوية ضارة بصحة الإنسان، وأخرى ممنوعة الاستعمال، وقامت في نفس الوقت بإرشادهم إلى أنواع المواد والمبيدات المرخصة الاستعمال لمكافحة الفطريات والطفيليات والحشرات".

وفي سياق متصل كشفت تقارير إعلامية، أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، قد باشر يوم الخميس 30 ماي 2019، بتعاون مع السلطات المحلية بمدينة مراكش، عملية تدمير بعض محاصيل نبتة النعناع الذي يحتوي على مواد كيماوية من شأنها إلحاق الضرر بحياة المستهلكين، بعد أن أثبتت التحاليل المختبرية أن بعض المزارعين قد استخدموا مبيدات كيماوية محظورة في زراعة النعناع، وهو ما تؤكده نتائج تحليل العينات المأخوذة، حسب ما جاء في بلاغ "أونسا". وحسب مصادر فلاحية، فالهدف من هذا الإجراء هو "حماية المستهلك من خلال تعزيز سلامة المنتجات الموضوعة في السوق مع احترام اللوائح الخاصة باستخدام المبيدات".

ومن المعلوم أن المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسمية، قد وجه رسالة إخبارية لوالي الجهة، وكذا نسخة لعامل إقليم العرائش، وأخرى لعامل إقليم الفحص أنجرة، في موضوع منع تسويق نعناع غير صالح للاستهلاك. الشيء نفسه قام به مكتب السلامة الصحية لجهة ماسة سوس، حيث قام بتوجيه رسالة تحذيرية لوالي نفس الجهة، يخبره من خلالها بمنع تسويق مختلف أنواع نبات "النعناع"، بالمنطقة وذلك بسبب ما تحتويه من مواد مضرة بصحة الإنسان وقد تسبب له مخاطر صحية.

واستحضر مصدر فلاحي خلال حديثه لـ "أنفاس بريس"، "أنه خلال سنة 2014 قام مجموعة من الباحثين بإجراء بحث علمي شمل 74 فلاح من منتجي النعناع في إحدى جهات المملكة، واتضح أنه في أربع مناطق بذات الجهة يستعمل الفلاحون 13 نوع من مواد مبيدات الحشرات على مساحة تقدر بحوالي 3500 هكتار من أجل إنجاح محصول نبتة النعناع والرفع من المنتوج، حيث حصل الفلاحون على ما يقارب 50 ألف طن من النعناع، تم تصدير منها حوالي 4500 طن للخارج. إلا أن تلك المبيدات تشتمل بنسب مختلفة على مواد سامة يمكن أن تؤدي إلى أخطار صحية كأمراض (السرطان ـ أمراض المناعة ـ اختلالات هرمونية ـ اختلالات جينية ـ صحة الإنجاب...). وتبين أن نسبة 54 % من التسممات تكون بسب المبيدات الفلاحية التي قد تؤدي لوفيات"...