الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

مخاطر تسمم النعناع تضع المستهلك المغربي بين مطرقة الجشع وسندان غياب المراقبة

مخاطر تسمم النعناع تضع المستهلك المغربي بين مطرقة الجشع وسندان غياب المراقبة باعة النعناع
كان المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسمية، قد وجه رسالة إخبارية لوالي الجهة، وكذا نسخة لعامل إقليم العرائش، وأخرى لعامل إقليم الفحص أنجرة، في موضوع تسويق نعناع غير صالح للاستهلاك .
نفس الشيء قام به مكتب السلامة الصحية لجهة ماسة سوس، حيث قام بتوجيه رسالة تحذيرية لوالي نفس الجهة، يخبره من خلالها بمنع تسويق مختلف أنواع نبات "النعناع"، بالمنطقة وذلك بسبب ما تحتويه من مواد مضرة بصحة الإنسان وقد تسبب له مخاطر صحية.
جريدة " أنفاس بريس" اتصلت ببعض المصادر الفلاحية التي اعتبرت أن " أغلب المناطق البورية (الجافة) التي تستعمل فيها مياه الآبار للسقي، يفضل أصحابها زراعة النعناع ، سواء للاستهلاك المحلي أو الترويج في الأسواق الأسبوعية كمورد مالي".
وأضافت نفس المصادر أنه "أمام جشع البعض، و ازدياد الطلب على استهلاك نبتة النعناع وخصوصا في شهر رمضان فقد " يلجأ بعض الفلاحين المتخصصين في زراعة النعناع في بقع أرضية صغيرة إلى استعمال مبيدات الحشرات، وبعض الأدوية لتكتيف المنتوج وضمان اخضراره وصلابة أوراقه وسيقانه".
واعتبر مصدر فلاحي من منطقة دكالة " أن احتواء النعناع على عينات سامة من مبيدات وأدوية غير مرخصة للاستعمال مشكل عادي يمارس في كل الزراعات النباتية ( القزبر المعدنوس لكرافس..) وخصوصا النعناع."، وأكد نفس المتحدث للجريدة أن "النعناع بمنطقة دكالة يحتوي على سموم نتيجة الاستعمال المفرط لمبيدات الحشرات، وبعض الأدوية التي لا تستعمل بالطريقة الصحيحة على مستوى المقاييس والأوقات ". وحدد محدثنا مناطق ترابية تقدم على زراعة النعناع مثل "جماعة بوحمام وجماعة المشرك و سانية بركيك جماعة بني هلال...".
في سياق متصل فسر مصدرنا كون " النعناع يتعرض لغزو الحشرات والطفيليات والفطريات، مما يستدعي رشه بمبيدات وأدوية كيماوية تنتمي لعائلة كبيرة، لقتل دود اليرقات ( الطفيلية) التي تقتات على أوراق النعناع ، فضلا عن الفطريات التي تتسبب في مرض (الحراقية )..حيث يتحول لون النعناع إلى الأصفر بدل الأخضر".
وفي منطقة الحوز ومنطقة أحمر وخصوصا بالمناطق القاحلة أكدت مصادر الجريدة بمنطقة رأس العين ولخوالقة أن " نعناع أحمر بدوره يحمل سموم نتيجة الإفراط في استعمال المبيدات والأدوية السامة التي يحرم استعمالها...".
وفي نفس السياق قال أحد الفلاحين " يعتبر الكبريت من المواد الكيماوية المستعملة بكثرة لتقوية محصول النعناع بمنطقة أحمر، حيث يعمل على تقوية أوراق النعناع واخضراره، ويمكن ملاحظة اصفرار لون الأرض التي تستعمل في زراعة النعناع".
الخروقات في ميدان رش النعناع بالمبيدات واستعمال الأدوية المحرمة "يمارس بشكل علني نظرا لغياب المراقبة والتأطير واستغفال الجهات المعنية من طرف الفلاحين الذين لا هم لهم سوى الزيادة في محصول وإنتاج النعناع " يوضح مصدرنا الفلاحي من منطقة دكالة.
وتحدثت مصادر فلاحية عن فضيحة استعمال "مواد كيماوية محظورة وممنوعة لتقوية محصول زراعة النعناع، كانت قد اكتشفتها عناصر الدرك الملكي بمناطق فلاحية قريبة من الدار البيضاء، مثل مادة "كريزيم" المستعملة في تنظيف المراحيض وقنوات الصرف الصحي". فضلا عن استعمال "مياه الصرف الصحي لسقي النعناع في بعض المناطق".
"لقد انتشرت زراعة النعناع بطرق لا تخضع للسلامة الصحية من خلال استعمال الأسمدة والمبيدات والأدوية بشكل فوضوي وعشوائي، مما يستدعي مراقبة المنتوج وإخضاع عينات منه للتحليلات حتى لا نعرض حياة الناس للخطر ".
يقول أحد الفلاحين بمنطقة دكالة الذي أعرب عن قلقه من "التسيب الحاصل في ميدان استعمال المبيدات والأدوية غير المرخصة وبطرق عشوائية قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه".