الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

تاريخ وحضارة : عراقة المكتبة القادرية بمراكش لصاحبها الرجل الوطني عبد الكامل القادري (18)

تاريخ وحضارة : عراقة المكتبة القادرية بمراكش لصاحبها الرجل الوطني عبد الكامل القادري (18) أسست هذه المكتبة في حدود سنة 1908 على يد السيد عبد القادر والد سي عبد الكامل

بدون منازع حققت صفحة " مراكش مدينة الألف سنة " التي أحدثها عاشق مدينة سبعة رجال ، الأستاذ "مراد الناصري" سنة 2017 ، بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أهدافها المتعلقة بالنبش في ذاكرة المدينة الأسطورة ، ونفض الغبار عن تراثها العظيم بالكتابة والصورة، وفتح أبواب شخوصها و معالمها العمرانية والتاريخية بمفاتيح الحضارة الإنسانية. " لقد راهنت على إبراز أهمية استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في الجانب الإيجابي، وتمرير رسائل مهمة للجيل الحالي على جميع المستويات، فضلا عن مشاركة ساكنة مدينة الحمراء عشقهم لحضارة مراكش..." يؤكد مراد الناصري.

فعلا إن المبحر في صفحة "مراكش مدينة الألف سنة" يجدها تجربة رائدة في استثمار موقع الفيسبوك إيجابيا، حيث نعتبر أنها جديرة بالمتابعة والتعميم والمواكبة الإعلامية، وتقاسم مواضيعها النادرة مع قراء جريدة " أنفاس بريس"، لتعميم الفائدة طيلة شهر رمضان الأبرك.
اسمها الحقيقي هو "المكتبة العلمية الكبرى"، لكنها عرفت أكثر باسم المكتبة القادرية نسبة لصاحبها السيد عبد الكامل القادري الرجل الوطني المناضل رحمة الله عليه، وهي تقع بشارع الأبناك بحيّ القنارية العريق، أسست هذه المكتبة في حدود سنة 1908 على يد السيد عبد القادر والد سي عبد الكامل وكان موقعها بادئ الأمر في مخزن بحومة أسول التاريخية، علما أن أسرة القادري الكريمة التي كانت لها أياد بيضاء في الحركة الوطنية امتهنت حرفة الكتب أبا عن جد منذ عشرينيات القرن التاسع عشر؛ أي أننا بصدد الحديث عن أسرة عريقة ذات جذور راسخة في مضمار العلم...

مقر المكتبة القادرية سينتقل من أسول موطن التأسيس والنشأة إلى السمارين وذلك خلال أواخر عشرينيات وبداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم سيكون الاستقرار بحيّ القنارية المذكور آنفا ابتداء من العام 1960 إلى غاية سنة 2018 ، حيث ستلتحق هذه المكتبة بمثواها الأخير كما حدث للعديد من المعالم الثقافية الكبرى في مدينة مراكش خلال السنوات الأخيرة لأسباب لم تعد تخفى على أحد...

المصير الأسود للمكتبة القادرية هو نموذج آخر للمأساة الإغريقية التي ما انفكت تطارد الثقافة وأهلها في مدينة الألف سنة مفسحة المجال على مصراعيه للتفاهة وأهلها ممن لا يخفون على أحد، وهي المكتبة التاريخية التي عرفت إبان عزها بجلب أمهات الكتب من مصر الكنانة وتوزيعها بكافة التراب المغربي خاصة مدن الجنوب العزيزة، كما انفردت المكتبة القادرية بقدرتها على توفير النادر من المخطوطات مما جعلها قبلة لدوائر الدولة العليا التي لطالما استعانت بما تزخر به هذه المكتبة العريقة والتي سيشكل إقفالها مسمارا آخر يدق في نعش المشهد الثقافي المراكشي والوطني...