عبد السلام بوطيب (يسار) إلى جانب ثباتيرو، رئيس الحكومة الإسباني الأسبق قال عبد السلام بوطيب رئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" يهم نتائج الإنتخابات التشريعية في اسبانيا والتي انتهت بانتصار واضح للحزب العمالي الإشتراكي إن هذه النتائج كانت منتظرة جدا منذ اسقاط حكومة ماريانو راخوي بعد ملتمس الرقابة، ذلك أن إسبانيا – يضيف - ما زالت في دائرة ردود الفعل السياسية التي أعقبت هذا الاذلال الذي تعرض له الحزب الشعبي عقب انفجار فضائحه المالية.
وأضاف بوطيب لقد كان من المنطقي ان " يتشضى" هذا الحرب و يفقد كثير من بريقه الذي كان يعرف كيف يحوله الى مقاعد برلمانية ، وأشار بوطيب أن حزبي فوكس وسيودادانوس، هما الابنين "العاقين" للحزب الشعبي، الا أن هذا "التشضي" – حسب بوطيب- لم يكن كافيا ليحصل الحزب الاشتراكي العمالي على ما حصل عليه لولا الذكاء الخارق لقائده بيدرو سانشيس الذي رجع من " الموت السياسي " مرتين ،و الذي اعتمد على استراتيجة " الدعوة المكثفة للتصويت " قصد قطع الطريق على خطر اليمين المتطرف المتمثل في حزب " فوكس".
كما استغل كذلك - يضيف- صراعات " حزب بوديموس" وصيغ معالجتها و عدم وضوح مواقفه من عدة قضايا خاصة فيما يتعلق بتقرير المصير بكتالونيا التي أثرت سلبا على تواجده الانتخابي.
وعن السيناريوهات المرتقبة لتشكيل الحكومة الإسبانية قال بوطيب إنه ومن خلال متابعته لتدخلات وكتابات بيدرو سانشيس و تعقد الوضع السياسي الراهن ، ووضعية الاحزاب السياسية الاسبانية داخليا ، باستثناء حزب "سيودادانوس" فإنه سيتجه نحو الحكم لوحده، و سيشكل حكومة اقلية، مما سيتطلب منه ذكاءا كبيرا في بناء مشاريعه السياسية يضمن من خلال ذلك تأييد المباشر مرة من سيودادانوس و بعض اليمين الأخر، و مرة من "بوديموس" و بعض الأحزاب القومية و الجهوية .
وعن العلاقة المتوقعة مع المغرب توقع بوطيب أن يسيير بيدرو سانشيس الدولة بالاشتراكيين وحدهم، وإن حدث هذا فالأمر في العلاقة مع المغرب محسومة لأن الاشتراكيين الإسبان الشباب أكثر براغماتية من غيرهم، و هم في علاقتهم مع المغرب سيلجؤون الى ميزان "بيض النمل" لقياس مواقفهم لأنهم يعرفون أن لا مفر من المغرب كشريك تجاري، و كشريك استراتيجي في عدة قضايا خاصة مكافحة الإرهاب و الهجرة.
