الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

ناصر بوشيبة : المغرب يحتل المركز الأول في الصين كافضل وجهة سياحية بإفريقيا

ناصر بوشيبة : المغرب يحتل المركز الأول في الصين كافضل وجهة سياحية بإفريقيا ناصر بوشيبة

خلال الأربعين سنة الاخيرة ومع سياسة الانفتاح التي نهجها الحزب الشيوعي الصيني، ازداد دخل المواطن الصيني وأصبحت أوروبا وأمريكا واستراليا الوجهات السياحية المفضلة لدى الملايين من الصينيين الذين يسافرون سنويا لاكتشاف الثقافة الغربية وللتسوق من محلات العلامات التجارية العالمية في باريس وميلان ونيويورك وطوكيو، في ما عرف، اعلاميا، بحمى السياح الصينيين والتي عرفت معظم الدول الغربية كيفية استغلالها لتحسين دخلها السياحي.

وبعد مرور "حمى اكتشاف الغرب"، بات السياح الصينيون يبحثون عن وجهات جديدة كافريقيا، والتي كانت توحي دائما، في مخيلة الكثير منهم، بالصحراء والسفانا والوحوش البرية و الأدغال الكثيفة التي لم يطأها انس من قبل.

ولوقت قريب، كان المغرب وجهة شبه مستحيلة للسائح الصيني نظرا لصعوبة الحصول على التأشيرة، الا ان القرار الملكي بإلغائها، و الذي اعلن عنه خلال الزيارة الملكية لبكين شهر مايو 2016، كان له وقع جد ايجابي لدى الشعب الصيني و فتح أبواب المغرب امام الالاف من السياح الصينيين، خاصة بعد توافد وكالات الأسفار الصينية لاكتشاف المسارات السياحية الوطنية وتطوير شراكات مع المهنيين السياحيين المغاربة.

ويعتمد السائح الصيني كثيرا على التطبيقات الذكية لاختيار الفنادق والمطاعم والمآثر وغيرها من أماكن الزيارة، وعلى راس هذه التطبيقات نجد تطبيق ماي طوان (Mei Tuan) الشهير لحجز وتقييم الخدمات الترفيهية، والذي يملك اكثر من 500 مليون مشارك. وعند معاينة بيانات هذا الموقع حول الوجهات الأكثر جاذبية للسياح الصينيين لسنة 2018، حل المغرب في المركز الاول بافريقيا، بنسبة 35% من التصويت، متبوعاً بجزر موريس ثم مصر وجنوب افريقيا و إثيوبيا.

وبالإضافة الى التنوع الجغرافي من شمال المغرب الى جنوبه، اعجب السياح الصينيون بالتاريخ المغربي الأصيل والذي يظهر جليا في المباني التقليدية المغربية وكذلك حفاوة الاستقبال. وفي ترتيب الأماكن السياحية الأكثر جاذبية، احتلت حدائق ماجوريل المركز الاول افريقيا متفوقة على أهرام الجيزة وجزيرة كاشيما بجزر موريس.

و بالرغم من كون النتائج التي استقيناها من تطبيق "ماي طوان" تعتبر جد مشرفة للمغرب، فالاكيد انه من الضروري ان نضاعف الجهود لتطوير السياحة الوطنية، وإغناء العرض السياحي الوطني، خاصة اذا علمنا ان الجارة الشمالية تستقطب اكثر من ثمانين مليون سائح سنويا، وهو الرقم الذي يضاعف باكثر من ستة مرات ما يحققه القطاع السياحي ببلادنا.