شهدت الرباط مساء يوم الاثنين 17 نونبر 2025، تظاهرة بحرية استثنائية نظّمتها جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية، خصصت لإطلاق بيان النهضة البحرية للمغرب، في أجواء احتفالية تميّزت بحضور واسع لفاعلين في القطاع البحري، وخبراء اقتصاديين، ومسؤولين، ومهنيين، وباحثين، وخريجي المعهد وأصدقاء البحر.
وأكد المنظمون أن هذا الحدث لقي نجاحاً كبيراً، حيث نوه الضيوف بهذه المبادرة الوطنية، وأقبلوا على توقيع البيان في لحظة رمزية تعكس الالتفاف حول رؤية وطنية جديدة وطموحة للمغرب البحري.

بيان النهضة البحرية: رؤية وطنية طموحة من أجل مغرب بحري قوي
قدمت الجمعية خلال الأمسية رسمياً بيان النهضة البحرية للمغرب، الذي يشكل دعوة مفتوحة إلى بلورة سياسة بحرية وطنية مندمجة تنسجم مع الرؤية الملكية الداعية إلى “التفكير في تكوين أسطول بحري تجاري وطني قوي وتنافسي”، وإلى جعل الساحل الأطلسي “فضاءً للتواصل الإنساني والاندماج الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي”.
ويبرز البيان ما تحقق من إنجازات بحرية مهمة خلال السنوات الأخيرة — من تطوير الموانئ واللوجستيك، إلى تحديث منظومة التكوين وظهور مقاولات وطنية قوية — كما يسلط الضوء على الإمكانات غير المستغلة بالكامل، ويدعو إلى مرحلة جديدة قائمة على البناء، التنسيق، الابتكار، وإشراك جميع المتدخلين.
.jpg)
البيان الجديد صاغ توصياته في إطار طموحات بنّاءة تشمل:
تعزيز السيادة البحرية عبر تطوير الأسطول وتقوية الحوكمة.
الارتقاء بالتكوين البحري بما يواكب التطور التكنولوجي والمعايير الدولية.
دعم الاقتصاد الأزرق وتشجيع الابتكار البحري والاستثمار.
جعل البحر رافعة للتشغيل والاندماج والتنمية المجالية.
تثمين الأدوار المستقبلية لتدبير الفضاء البحري والطاقات البحرية المتجددة.
كما أكّد البيان مساهمة خريجي المعهد، من خلال خبراتهم وشبكاتهم المهنية، في نقل المعرفة، دعم البحث التطبيقي، وتيسير الإدماج المهني للأجيال الجديدة.
وفي كلمته الافتتاحية، أبرز حمو جديوي، رئيس جمعية خريجي المعهد العالي للدراسات البحرية، البعد الوطني والاحتفالي لهذه الأمسية، حيث قال: «نحن هنا، أسرة بحرية واحدة، نجتمع في يوم عيد، فالبحر قدر المغرب، ومساحته البحرية أكبر من البرّية، ومن الحكمة أن ننسجم مع قدرنا. البحر ليس جغرافيتنا فقط، بل هو تاريخنا وهويتنا وخيرٌ لا ينقطع"
وأضاف رئيس الجمعية: «لقد أنعم الله على المغرب بالاستقلال والوحدة الترابية، وبقي علينا أن نواصل بناء الوطن. وبناء المغرب يستند إلى ثلاث ركائز: رؤية ملكية مستنيرة، تنزيل فعّال، وإسناد الأمور إلى أهلها. واليوم نعيش لحظة إدراك جماعي لطموح بحري مشروع، ونحو نهضة بحرية تتشارك فيها كل القوى الحية».
وأعادت كلمة رئيس الجمعية التأكيد على أن البحر مستقبل المغرب كما كان ماضيه، وأن اللحظة التاريخية التي يعيشها بلدنا في ساحله الأطلسي تفتح أفقاً جديداً للنمو والفرص.

إقبال على التوقيع… وتوافق على ضرورة الانتقال إلى مرحلة التنفيذ
شهدت الأمسية إطلاق حفل التوقيعات الرسمي، حيث قام أعضاء مكتب الجمعية وشبكة اللجان والخريجون والضيوف الحاضرون بالتوقيع على البيان، في مشهد يعكس إجماعاً وطنياً حول ضرورة تسريع النهضة البحرية، وتعزيز مكانة المغرب كقوة بحرية إقليمية وقارية.
كما أعرب العديد من المهنيين والخبراء الحاضرين عن استعدادهم للمساهمة في تنزيل توصيات البيان، من خلال:
تقديم الخبرة التقنية والاستراتيجية؛
دعم التكوين البحري والتدريب التطبيقي؛
مواكبة المشاريع البحرية الناشئة؛
المساهمة في نشر الثقافة البحرية بالمغرب.
ISEM ALUMNI… صوت وطني من أجل بحرأقوى
تؤكد الجمعية من خلال هذه المبادرة أن المغرب يمتلك كل المقومات لأن يصبح قوة بحرية متقدمة:
موقع استراتيجي فريد، موارد بحرية ضخمة، خبرات بشرية عالية، رؤية ملكية واضحة، وبنية تحتية رائدة قارياً وعالمياً.
موقع استراتيجي فريد، موارد بحرية ضخمة، خبرات بشرية عالية، رؤية ملكية واضحة، وبنية تحتية رائدة قارياً وعالمياً.
ويأتي هذا البيان لتعزيز هذا المسار، وبناء فضاء للحوار والعمل المشترك، ولتذكير الجميع بأن: “مستقبل المغرب يُصنع على البحر… ونهضتنا البحرية هي نهضة للوطن كله.”