الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد جعفر: أليس في العدالة والتنمية عاقل ليوقف السيد المقرئ أبو زيد...؟

سعيد جعفر: أليس في العدالة والتنمية عاقل ليوقف السيد المقرئ أبو زيد...؟ سعيد جعفر

لا أعرف صراحة ماذا سيدور في ذهن ضيف المغرب بابا الكنيسة وهو ينتقل في سيارة ملكية من مطار الرباط - سلا إلى القصر الملكي لملاقاة جلالة الملك أمير المؤمنين، وهو يتوصل بأن واحدا من أعضاء الأمانة العامة للحزب الذي يسير الحكومة المغربية التي هو ضيف على بلدها، وواحدا ممن يتم تقديمهم كمفكر إسلامي! يصف البابا سلفيستر الثاني، الأب الروحي والمرجعي للمسيحيين الكاثوليك، والذي عاش مدة بمدينة فاس وتعلم اللغة العربية ونال شهادة العالمية في الرياضيات من القرويين، (يصفه) بـ "البغل الذي يحمل "ضراكات" حتى لا يسمع الآذان ولا يرى الحجاب".

 

بصراحة متناهية، وبغض النظر عن الخلفيات الفكرية وحتى المذهبية التي حكمت ما قاله الأستاذ المقرئ أبو زيد، فإنها معيبة جدا حتى لو كانت حقيقة تاريخية وربما حتى دينية خلافية قياسا على طبيعة الزيارة ذاتها، وعلى طبيعة الأوضاع الجارية اليوم، وعلى طبيعة الأهداف المرسومة من طرف المملكة، وبطبيعة الحال انتساب المعني صاحب التصريحات للحزب الحاكم وعضو قيادته.

 

يعلم ذ. المقرئ أبو زيد بالمعطيات السياسية والاقتصادية الدقيقة المتوفرة لديه بدون شك، وبفضل المنهج التحليلي الذي من المفترض أن يتملكه كباحث ومفكر، وبفضل مجموع القوانين التي شارك فيها كبرلماني، وبفضل مجموع التقارير الاستشارية المتوفرة من مؤسسات ومجالس الاستشارة الدستورية، يعلم من خلال كل هذا حقيقتين اثنتين، الأولى ترتبط بصدقية المعطيات التي نقلها حول البابا سلفيستر الثاني، والتي صححها عدد من كبار المفكرين والمؤرخين وفقهاء فاس، ولعله لا يخفى بدون شك عن ذ. المقرئ أبو زيد ما ذكره قدور الورطاسي والمختار السوسي وعبد الله كنون نفسه عن "إسهام" زيارات المسيحيين واليهود في طبع المغرب بنوع من التنوع والتفاعل الديني الإيجابي الذي سيمنح المملكة حدا معقولا من التعايش.