الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد المرابط: عدم هيكلة الحراك وصناعة معاناة الريفيين والاسترزاق بها!

محمد المرابط: عدم هيكلة الحراك وصناعة معاناة الريفيين والاسترزاق بها! محمد المرابط
في مدار متابعة تعبيرات مختلف أوجه الحراك، تستوقفنا الآن ثلاثة مستويات في رصد خرائط عائلات المعتقلين، وملامح الصفقات الجارية خارج منطق التعاقد،والانقسامية في حراك أوروبا، وبمسحة حضور الزفزافي الأب والابن ضمن مساحة  هذه الخرائط.
1- أصدرت جمعية ثافرا للوحدة والتضامن، بيانا تنديديا في شأن ما يعرفه وضع المعتقلين في السجون الأخرى خارج عكاشة،من تجاوزات.والملاحظ أن هذا البيان الذي غطاه إعلام ما يسميه الزفزافي الأب ب"الصرف الصحي"،تجاهله جداره الفايسبوكي. وهذا يبين انشغاله الحصري بتحرير شهادة ميراث ناصر وتحصيل جبايته،حسب حاصل كلام منتقديه كنوفل المتوكل ويوبا الغديوي..حيث تنحصر علاقته بجمعية ثافرا في توظيف اسمها للحديث بها عن  معاناته وهي منفصلة عن معاناة باقي عائلات المعتقلين،ليبرر احتكاره لفيء الحراك لوحده.وعن هذا الاستعلاء،كتب منتقدوه أنه لا يرافق عائلات المعتقلين في الحافلة المخصصة لزيارة معتقلي عكاشة،إذ أصبح يمتطي الطائرة.وأمام اتساع موجة اتهامه بالتسول بالحراك، بدأت تخرج أصوات تطالب ناصرا بالتبرؤ من أبيه.
إن انشغال جمعية ثافرا بأوضاع باقي المعتقلين،مع الاقتصار بالنسبة لعكاشة بتنظيم رحلات العائلات-لأن وضع السجناء هناك أفضل،بالقياس إلى باقي السجون الأخرى- إنما يعبر عن قدرة في التفاعل مع المحيط.ولعل هذا التركيز سيخرج إدارة السجون من تصلبها الذي يضر بوجود مؤسسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.فعدم التفاعل المطلوب لإدارة السجون مع مساعي مؤسسة المجلس الوطني، وهي تتبنى مطالب السجناء وعائلاتهم، سيجعل هذه المؤسسة بدون وظيفية في الداخل،وسيسائل بجدية انزلاقات هذه الإدارة، ودلالتها في معادلة الحراك.
ومع هذه الانعطافة،على جمعية ثافرا تجاوزالانحصار في البيانات التنديدية فقط، إلى إبداع صيغ أخرى لوجودها، كالاهتمام مثلا بأطفال المعتقلين،وكذا الانفتاح على نخبة الريف والمبادرات المدنية بغاية الحل السياسي لملف الحراك،بالرغم من أن هناك من المعتقلين وعائلاتهم وجانب كبير من حراك أوروبا،يسعون للتمكين للمقاربة القضائية وبمضمون النيابة العامة، لأن الحراك بيمينيته، تحول إلى صناعة مربحة تدر المال والجاه والزعامة، وحتى الأصوات الانتخابية لليسار الأوروبي، وربما تدرها غدا لليمين هنا.
2- خرج الفاعل الحقوقي، نوفل المتوكل من برطانيا
- بعد تلويحه بالخيار المسلح،وبعد إعلانه الانخراط في مبادرة الحل السياسي لملف المعتقلين-بلايف جديد،اتهم فيه أحمد الزفزافي بالاستزراق،مع التهجم على الأستاذ جمال الخطابي منسق فدرالية فرنسا للجن دعم الحراك.وهو إذ يفصح عن  وجود الفساد والتمييز والتحكم في الحراك، نبه إلى وجود صفقة يتولاها حزب "البام" بأضلاع الزفزافي الأب والخطابي والحموتي.ليأتي بعد ذلك يوبا الغديوي ليربط بين البرلماني الحموتي والوالي المهيدية.وقد ربط متتبعون بين هذا المخطط وخروج اعزي أحمد مؤخرا، ينتقد  الوالي اليعقوبي بعد رحيله من الجهة ،مع تقديم رسالة مشفرة للمهيدية القادم إليها .
كما اعتبر يوبا أن حديث الزفزافي الأب عن شلل ناصر مجرد مسرحية لاستدرار عطف الريفيين.وكان اعزي أحمد قد أقر عقب بيان لإدارة السجون، بأن هذه الإدارة تتهمه بالكذب والارتزاق.
وبهذا يكون الزفزافي في موقع نقض "طهارة" الحراك.
وهذا من نتائج زفزفته. وبهذا يكون ناصر أيضا محاصرا بمطلب الوضوح،إذ بعد اعتبار الجمهوريين له جمهوريا،يأتي صديقه بلال عزوز ليعتبره جمهوريا مثله.
3-رضوان أسويق، وهو يعلن جاهزيته لاستقبال اللقاء الباسكي/الأوروبي ببلباو  في16 مارس2019 والمسيرة في اليوم الموالي، كان في موقع تكييف الحراك ضد  مؤسسات الدولة،مما يعني ترسيم مزيد التشتت في حراك أوروبا.لكنه لم تفته المناسبة لينتقد من يعتبر أن الحراك "ماركة مسجلة" عنده،أو يملك مفتاحه، إذ لا أحد في نظره، وصي على الحراك.حيث اعتبر أن قيادة الحراك تتمثل في "الشعب الريفي".كما اعتبر أن مسيرة دوسلدورف كانت موجهة ضد لقاء بلباو.
وهي المسيرة التي دعمها أحمد الزفزافي. وللتذكير فأسويق من حركة 18 شتنبر .وكان المهندس الذي وضع المسافة بين مطالب الحراك وآليات التدبير لإطالة أمده، وهو يواكبه في انطلاقته بالحسيمة. وبتنظيمه اللقاء الأوروبي ببلباو،الذي سبق أن أعلن عنه في اللقاء التشاوري عقب مسيرة بروكسيل وبحضور أحمد الزفزافي،يكون قد خرج عن أوفاق فرانكفورت1.وبذلك يكون الحراك في أوروبا تتوزعه مجموعات دوسلدورف وفرانكفورت وبلباو،مع الإشارة إلى أن لقاء بلباو حظي بدعم بوجيبار وأجطار ويوبا..وتبقى مجموعة لقاء فرانكفورت مرشحة لانشقاق آخر،مما سيدعم جبهة الجمهوريين هناك. وبالتزامن مع لقاء بلباو، طالب الفاعل الحقوقي سعيد العمراني.
- بالنظر إلى تخوين الجمهوريين لمسيرة دوسلدورف
- قيادة الحراك بعكاشة التبرؤ منهم، وهو الأمر الذي استبعده سعيد الفار.
ألا يستدعي كل هذا الوضع المتردي على أكثر من مستوى، قدرا من التواضع بحثا عن مخارج لهذا المأزق،بدلا من تيه خطابات انتفاخ الأوداج والعنتريات،والتدليس،والتخوين؟