تواجه الفلاحة في إفريقيا تحديات كبيرة، أبرزها ضعف المردودية نتيجة ضعف الإنتاج، والذي يعود الى ضعف استعمال الأسمدة من طرف عدد من البلدان الإفريقية أو ضعف جودتها، فما هي الأسباب التي تجعل الفلاحين الأفارقة لا يقبلون على استعمال الأسمدة مقارنة مع نظرائهم في أوروبا أو آسيا وباقي بلدان العالم ؟
سؤال مؤرق طرح بقوة خلال أشغال مؤتمر " أركيس أفريقيا فيرتيلايزر " 2019 الذي ينعقد بمراكش في الفترة الممتدة من 27 فبراير الى 1 مارس والذي تشارك فيه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
بعض الخبراء الأفارقة أشاروا في مداخلاتهم خلال المؤتمر الى أن من جملة الأسباب التي تعيق الرفع من نسبة استعمال الأسمدة من طرف الفلاحين بإفريقيا هو ضعف البنيات التحتية ( تردي الطرق القروية ) وارتفاع كلفة نقل الأسمدة، الى جانب إشكالية عدم ولوج الفلاحين الأفارقة للتمويل، بسبب ضعف انخراط المؤسسات البنكية في دعم القطاع الفلاحي وهو الأمر الذي تحاول تبريره بارتفاع نسبة المخاطر في ما يتعلق بالقروض الفلاحية، الأمر الذي يفرض على الدول الإفريقية التدخل لتوفير الضمانات اللازمة الكفيلة بتشجيع المؤسسات البنكية على توفير القروض اللازمة للفلاحين، كما قدمت خلال المؤتمر اقتراحات تهم دعم القطاع الخاص من أجل تخفيض كلفة إنتاج الأسمدة.
وقال وزير الفلاحة بتانزانيا في مداخلته أن المؤتمر يشكل فرصة مهمة لطرح الآراء وتبادل التجارب، مشيرا الى أن البلدان الإفريقية مطالبة بتحسين مردودية الإنتاج الفلاحي للإستجابة لحاجيات السكان الأفارقة الذي يتجاوز عددهم مليار نسمة ويتوقع أن يصل الى مليارين في غضون السنوات القادمة تبعا لإحصائيات الأمم المتحدة، الأمر الذي يفرض – حسب رأيه – الإستثمار في إنتاج الأسمدة من طرف البلدان الإفريقية، من أجل تحسين توظيف الأسمدة من طرف الفلاحين، داعيا الى تعاون وثيق على الصعيد القاري والعالمي لمواجهة الوضع وتحقيق الأمن الغذائي.
من جهته أشار كريم لطفي الصنهاجي عن المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا الى أن البلدان الإفريقية تتوفر على الموارد الكافية والكفيلة بتحقيق العيش المستدام والرفع من فرص الشغل ومواجهة الفقر، داعيا الى ضرورة استراتيجية واضحة تضع استعمال الأسمدة على رأس أولوياتها، مقدما مثال مخطط المغرب الأخضر الذي تمكن بعد 12 سنة من تحقيق نتائج مهمة حيث ارتفع الناتج الداخلي الخام الفلاحي ب125 مليار درهم، أي بزيادة 60 في المائة مقارنة مع سنة انطلاق المخطط، مشيرا الى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط تعمل عبر التنسيق مع عدة حكومات ومؤسسات مالية لتطوير الفلاحة في القارة الإفريقية، داعيا الى ضرورة الإستثمار في الأبحاث والتطوير من أجل ضمان استعمال أسمدة ذات جودة عالية في القارة الإفريقية.
وتمتلك إفريقيا 60 في المائة من الأراضي غير المزروعة في العالم، أما القطاع الزراعي فيتكون أساسا من أصحاب الحيازات الصغيرة فنسبة 80 في المائة من المزارع مساحتها أقل من هكتارين، وتدير مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط العديد من
من برامج الدعم المحلية التي تستهدف المزارعين مباشرة ، وتقدم لهم منتجات تتكيف مع تربتهم ومحاصيلهم مثل ocp school lab وهي مدرسة متنقلة تقدم تكوين للفلاحين حول الممارسات الزراعية الجيدة و "Agribooster" وهو برنامج آخر يقدم منتجات وخدمات لتحسين لتحسين مداخيل المزارعين وتسهيل ولوجهم الى الأسواق.