الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

فاطمة الزهراء التامني: كفى تكريسا لطبقية التعليم وتعميق الفوارق القائمة بين أبناء الشعب

فاطمة الزهراء التامني: كفى تكريسا لطبقية التعليم وتعميق الفوارق القائمة بين أبناء الشعب فاطة الزهراء التامني

اصطفاف البعض حول خيار الدفاع عن تدريس المواد العلمية باللغة العربية، لا يعدو أن يكون سوى حسابات سياسية ضيقة، بعيدة كل البعد عن الانتصار لمبدأ تكافؤ الفرص، بل مكرسة لطبقية التعليم ومعمقة للفوارق القائمة بين أبناء الشعب المغربي..

 

بصرف النظر عن أن خيار العودة لتدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية هو مدعم من طرف جهات رسمية، في الوقت الذي بات معلوما لدى الجميع أن الفرنسية فقدت توهجها كما المناهج التعليمية الفرنسية التي باتت تعرف تراجعات مطردة.. وأن الإقبال على النموذج الأنكلوفوني يعتبر مغريا بشكل أكبر، لاعتبارات علمية واقتصادية عالمية..

 

بغض النظر عن ذلك كله، واستحضارا للهوة الكبيرة التي خلفها استثناء التعليم الجامعي من التعريب، والعوائق التي خلقت أمام الطلبة بسبب ذلك، وبالوقوف على الانتكاسة التي تعرفها اللغات في نظامنا التعليمي المتأزم والمختل  بنيويا، أرى أن تدريس المواد العلمية ينبغي أن يكون باللغة الفرنسية تماشيا مع كونها هي اللغة المعتمدة في التعليم العالي بالمغرب، وتماشيا كذلك مع الحاجة إلى الانفتاح على اللغات الأخرى؛ و طبعا تقوية اللغة العربية الفصحى والأمازيغية، على اعتبار أن الحضارات وتقدم الشعوب لا يكون خارج لغاتها..

 

ويمكن في الوقت الراهن أن يعتمد هذا الخيار -أقصد التدريس بالفرنسية- مرحليا إلى حين بناء تصور لنموذج آخر قادر على مسايرة التطور العلمي وإنتاج المعرفة وفتح آفاق جديدة.