لا يحتاج المرء إلى قرائن ليقف على وجود أزمة ديبلوماسية صامتة بين المغرب والسعودية، إذ منذ عامين تقريبا والعلاقات تمر بفتور ملحوظ، آخرها ما تناهى إلى علم "أنفاس بريس" من كون الرباط قررت استدعاء السفير المغربي مصطفى المنصوري بالرياض "للتشاور".
رسميا لم يتم الإعلان عن أي قرار بشأن استدعاء السفير المغربي، لكن تواتر الوقائع المتشنجة بين المغرب والسعودية ووجود السفير المنصوري حاليا بالرباط، كلها عناصر دفعت المراقبين إلى قراءة ذلك كعنوان للتباعد بين البلدين.
صحيح أن الرأي العام المغربي استفزته مبادرة قناة العربية التي بثت شريطا يمس الوحدة الترابية للمغرب، لكن هذه الواقعة ما كان لها أن تهز أركان المغرب مادامت محصورة في سلوك إعلامي "شارد" لقناة مملوكة للسعودية، وبالتالي فاستدعاء السفير المنصوري ربما يكون مرتبطا بسلوكات صادرة عن محيط صنع القرار بالسعودية تروم لي ذراع المغرب خاصة عقب مرور ناصر بوريطة بقناة الجزيرة (وليس "العربية" أو قناة أوروبية) وتجديد إعلانه لموقف الرباط بشأن الأزمة بين دول الخليج (مقاطعة قطر) المتمثل في موقف الحياد.