السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: برقية عاجلة إلى الرفيق لحبيب حاجي

رشيد لزرق: برقية عاجلة إلى الرفيق لحبيب حاجي رشيد لزرق

رفيقي وصديقي الأستاذ الحبيب حجيً، خلافاً للكثيرين الذين طالما تعالت أصواتهم وادعاؤهم بالدفاع عن الحريات والحقوق والتحديث، وهم في الحقيقة يخفون المطامع والمواقع والحسابات، ظل صوتك شامخا يصدح حراً جريئا صارخا بالحق الجمعي وبالقيم الجامعة.. تبدو معاركك للوافدين استهدافاً لأسماء قزمية لن يذكرها التاريخ ولا الزمن النضالي ولن يكتبها حبر أماني الديمقراطيين.. واعتقدوا أن صراعك هو من فصيلة صراعات مع أشخاص بذاتهم.. فاعذرهم رفيقي، هم لا يعرفون أنك لا تصارع أدوات لها أسماء وملامح ومواقع وحسابات بنكية، ولم تشهر قط حجتك في وجه عابرين على درب الامتيازات. أنت تعلن الحرب على فيوداليات جديدة تمتص عقل الشعب باسم الله وباسم الدين والطهرانية وتبعث عبودية جديدة مغلفة بالإحسان المشروط، وتسرق الحياة منا بنشر الكراهية والحقد والتكفير المغلف.

حقا معركتك صعبة مضنية أيها الرفيق، إلا أنها عادلة، ونحن قررنا أن نمضي معك، لقد انتشرت معك أيضا بحربك هذه قيم الرفاقية، وبحقنا جميعا في وطن آمن وعادل.

لا تهتم بجوقة المتضامنين مع المعشر الآخر من المستفيدين والمتهافتين على الامتيازات والمنافع. أكيد سينفضوا من حولهم ويتركوهم قائمين غدا، بعد أن يغادروا المواقع وتنضب "البزولة".. أعدك.

- رشيد لزرق، خبير القانون الدستوري والشؤون البرلمانية