الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بنطاهر: الرميد.. العدمية والاهتراء الفكري

محمد بنطاهر: الرميد.. العدمية والاهتراء الفكري محمد بنطاهر

الرميد يتهم بالعدمية خطابا معينا وهو يتمتم ونحن نفهم حين يقول: "إن الجريمة تؤكد أن هناك خطر دائم ومستمر، مادام هناك خطاب متطرف يلقى صدى له ويتقاطع مع ما يتبناه بعض المتطرفين المحليين، ومادامت هناك جماعات إرهابية تعمل بشتى الوسائل من أجل المس بأمننا الداخلي"...

الرميد يتهم البوليساريو بالعدميين والنظام يحاورهم..

الرميد يحمل شهداء جرادة مسؤولية وفاتهم.. ويتهم الحراك بالعدمية....

في الحكاية المغربية المسلية، يحدثنا الحاكي عن شخص مختص في الحديقة امتحن عن الطائرة...

كما ذكره أحد الاصدقاء، خريج مدرسة المعادن الفرنسية، وهي من أهم المدارس العالمية في تكوين أطر لها عقول متطورة ولو في مغالاتها ومزايداتها. إلا أن لـ Main set الذي يحكمه هو من الرداءة بمكان ولو في توظيفه السياسي..

وإذا رجعنا إلى الصميم، فمن هم العدميون؟

أليس الذين يرخصون لأزيد من 50000 مسجد و5038 ضريحا و1496 زاوية تتوزع في أرجاء البلاد. مؤسسات في خدمة المشروع الديني الذي ينتعش منه قتلة مصممون ومقتنعون، يتحركون بلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

أليس هم نفسهم الذين صمتت في حقهم دولة برمجيتها قمعية لم تقنع في متابعة قتلة عمر بنجلون وأوملي وأيت الجيد؟

أليس دولة من يصرح بأن بلهواري استشهد بالقلب وأمين التهاني مات بالربو؟

أليس العدمية هي نفسها التي تعدم الحقيقة حول العديد من المغاربة والصحراويين الذين ضحو بأرواحهم (في الريف، الأطلس، ولاد خليفه، الدار البيضاء، مراكش، فاس، إلخ) تاركين عباس المسعدي، شيخ العرب، عمر دهكون، مرورا بالشهيد الشيوعي عبد اللطيف زروال، الشهداء رحال وسعيدة والوالي مصطفى السيد ودريدي مولاي بوبكر وعبد الحق شباضا وحفيظ بوعبيد وصولاً إلى الشهيد لمباركي الذي قدم حياته لحق شعبه في تقرير المصير وشهداء البحر في الداخلة وطنجة، إلخ...

العدمية السي الرميد  Nihilism هي الاعتقاد بأنّ كافة القيم والأخلاق ليس لها أي أساس أو قاعدة يمكن الرجوع إليها أو القياس على أساسها.

ونفي الآخر ولو اختلف قد يغذي عدمية خاصة. وفي حالة حكام البلاد هي عدمية مؤسسية باغية لشعب ومكوناته.

من يغذي القتلة؟ هو من لا يواجههم ويطمس الأوراق بتهمة خطاب لا يحدده ولا يسمي حملته.. كما يؤكده ألبير كامو عدم تسمية الأشياء هو إضافة إلى بؤس العالم.

لم تسمي آسي الرميد لأنك بحديثك عن إمليل تستبق الكلام عن ورطة حزبك في مقتل آيت الجيد!

يكتبJohann Sfar : "الطريق الوحيد للهروب من العدمية هو فهم العالم."

لم ولن تفهموا العالم، وعدميتكم الشذوذية هي عصر فاتكم.. التي لا عصر لها.