السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

سفيان الحتاش:أيها الدمويون بالمغرب..هل حسبتم ذاكرتنا قصيرة عندما لبيتم دعوة القرضاوي للنفير في سوريا؟!

سفيان الحتاش:أيها الدمويون بالمغرب..هل حسبتم ذاكرتنا قصيرة عندما لبيتم دعوة القرضاوي للنفير في سوريا؟! سفيان الحتاش
 عندما نادينا وبصوت عال على أن سياسات الحقل الديني بالمغرب ستقود البلاد إلى الهاوية، بسبب التمكين للمشروع الوهابي ولإخواني للسيطرة على مؤسساته...إلا أن هذا الحقل يصنع التطرف والإرهاب.. وقد جاءت دراسات قامت بها مراكز أوروبية وأمريكية وتقارير أجهزة أمنية غربية تؤكد ذلك من خلال رصد تنامي عدد الإرهابيين المغاربة الذين يقاتلون في التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وليبيا...وتنفيذ إرهابيين مغاربة لعمليات إرهابية في أوروبا، وقد كان السؤال الذي يفرض نفسه بقوة من المسؤول عن تحول هؤلاء المغاربة إلى إرهابيين لا يتورعون في تنفيذ عمليات انتحارية وإجرامية لإزهاق أرواح بريئة ؟ من حول المغرب إلى مجتمع ودولة تصدر الإرهاب التكفيري السلفي الوهابي حسب تقارير أمريكية وغربية؟ 
ولعل هذه الأحداث على بشاعتها وخطورتها تبدو نتائج موضوعية لمسيرة  عمل تعبوي سلفي وهابي  يتحرك على مرأى الجميع، ويتحرك بتراخيص إحداث التعليم الديني وإمامة المساجد كما هو الحال مع جماعة " محمد المغراوي" بمراكش، مسرح الجريمة البشعة الأخيرة التي هزت الرأي العام الوطني والدولي. المغراوي الذي يمتلك شبكات وأذرع في الداخل والخارج، ومصادر تمويل ضخمة تأتيه من السعودية من أجل هدم سريع لثوابت الهوية المغربية التاريخية والحضارية، الأمر الذي جعل من المغاربة صيدا سهلا  للشبكات الإرهابية العالمية.
 واليوم نستنكر تلك العملية الوحشية في ذبح السائحتين الاسكندينافيتين مع العلم انه يوجد مئات المغاربة إن لم نقل آلاف ارتكبوا الجرائم نفسها وربما أبشع في سوريا والعراق تحت يافطة الجهاد وبفتوى من مهربين دينيين مغاربة ينتمون إلى الحقل الدين الرسمي...هل حسبتم أنا ذاكرتنا قصيرة عندما لبيتم دعوة القرضاوي للاجتماع في مصر أيام حكم الإخوان هناك للنفير العام للجهاد في سوريا...ثم هل يمكن لكم أن تشرحوا لنا كيف يمكن لأي عملية ارهابية تقع في أروبا إلا وتجد مغاربة، إما منفذين أو مشاركين أو مخططين (تورط 15 مغربيا في أحداث 11مارس 2004 الإرهابية باسبانيا على أيدي منظرين سوريين: تيسير علوني وأبو الدحداح وكذا تنفيذ اغتيال انتحاري ضد شاه مسعود في افغانستان من لدن مغاربة من بلجيكا-تورط المساوي من فرنسا والمزوطي، ومنير المتصدق من ألمانيا في العمل الإرهابي 11 سبتمبر، واغتيال فان كوخ في هولندا على يد مغربي…) فهذا التضخم المغربي في التورط في الإرهاب ليست ظاهرة طبيعية ويبين ان ثمة مخطط جهنمي يستهدف الهوية الدينية للمغاربة القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال. ولم يكن ذلك ليقع بهذه السهولة لولا العمل الدءوب الذي يقوم به المهربين الدنيين في غسل المواطن المغربي من ثقافته وانتمائه التاريخي والدفع به إلى الكفر بهويته الدينية.
تلك الوحشية في نحر السائحتين هي غيض من فبض والشجرة التي تخفي الغابة.
نسأل الله ألطافه ورعايته بهذا الوطن.