الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

الوزيرة طاي طاي وبابا عيشور الحكواتي بين الخرافة والتراث اللامادي

الوزيرة طاي طاي وبابا عيشور الحكواتي بين الخرافة والتراث اللامادي الوزيرة في حكومة جطو سابقا نجيمة طاي طاي

تنظم جمعية لقاءات للتربية والثقافات عروضا فنية على مدار السنة، بالعديد من المناطق المغربية، بفرجة تراثية عنوانها الأبرز "بابا عيشور"، حيث تعتمد هذه الفرجة الشعبية على إستثمار الموروث  الشفهي وطقوس الاحتفالات بعاشوراء، لتقديم شخصية رمزية، تحكي الروايات للأطفال وتفتح عينهم وذاكرتهم على تقليد الحكواتي والأغاني والترديدات المتعلقة بهذا الاحتفال، بغرض زرع الفرحة في نفوسهم، وتحبيب التراث اللامادي للوطن للأطفال. كما تحتضن الجمعية مهرجانا دوليا تحت إسم "مغرب الحكايات" نظمت الدورة 14 منه السنة الماضية بالرباط.

وتعود فكرة عروض بابا عيشور للدكتورة نجيمة طاي طاي، ابنة منطقة الناظور التي ترعرعت في قرية زليجة بضواحي وجدة، وهي متخصصة في السيميولوجيا، وكانت قد تبنت قبل تعيينها وزيرة لقطاع التربية غير النظامية في حكومة إدريس جطو (2002 – 2007 )، إخراج بعض مظاهر الاحتفال بعاشوراء من الخرافة والشعوذة، إلى الفرحة والفرجة، واستثمار التراث اللامادي، كي تعيد إحيائه بشكل علمي، يرتكز على إستثمار الروايات الشعبية، حيث يظهر في هذه العروض الحكواتي بابا عيشور وهو يوزع الهدايا على الأطفال ويحكي لهم حكايات من صلب التراث المغربي الأصيل.

وتصر الدكتورة نجيمة طاي طاي، على نعت الحلايقي الراوي، بشيخ الكلام، مستدلة على ذلك بكونه ينقل بطريقة فنية تفاعلية، تعتمد على الالقاء الجيد والتشويق والإثارة، مضامين روايات مكتوبة وشفهية، منقولة عن أعلام وكتاب ورواة تميزوا باضطلاعهم على علوم مختلفة وألوان أدبية متنوعة وقصص محلية وكونية، بدء بالسيرة الذاتية والأزليات والعنتريات والروايات الخيالية الضاربة في عمق التاريخ المغربي والعالمي، مثل "حكايات الف ليلة وليلة" وتعتبر الرواي الحلايقي شخصية تستوجب الإحترام عوض التقليل من شأنه، وتحتفي به لكونه حافظ للشعر وأمهات الكتب.

 وكانت الدكتورة نجيمة طاي طاي، قد أوقفت نشاطها الجمعوي الفني التراثي، بعد تعيينها وزيرة في قطاع التربية غير النظامية، لكن بعد مغادرتها للوزارة وعودتها لعملها بمعهد للأبحاث العلمية بالرباط، استأنفت نشاط عروض وندوات ولقاءات الاحتفاء بالاحتفال الشعبي "بابا عيشور".