الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

سامحك الله أيّها الوزير "الخلفي" على شوهة هجومك على "فبلادي ظلموني"!!!

سامحك الله أيّها الوزير "الخلفي" على شوهة هجومك على "فبلادي ظلموني"!!! الحل بسيط.. طفى وعاود شعل وغادي تعرف واش مقبول!!!

لا أتمنى أن أكون في مكان مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني -يا حسرة-، وهو يهاجم "صرخة" الجماهير الرجاوية في أغنية "فبلادي ظلموني" على أمواج إحدى الإذاعات الخاصة في أكتوبر 2018. الخلفي ليس وحده الذي هاجم هذه الأغنية الحماسية التي كسرت كل الحدود ورفعت سقف مطالب شباب "مغبون" عبر عن إحساس صادق بالظلم و"الحكَرة" والاحتجاج ضد حكومة العثماني، بل كان محمد الكرتيلي، المسير السابق الذي أغرق سفينة فريق قوي اسمه "اتحاد الخميسات"، أكثر حماسا من الوزير ورجم ضمنيا في كلامه، كل من له علاقة بإبداع هذه الأغنية التي سماها بسخرية "نشيدا" و"محفوظات"، بالخيانة والإساءة إلى الوطن، ولمح إلى تقديمهم إلى القضاء!! الخلفي أثنى على هجوم الكرتيلي ووجد الفرصة ليضيف بهاراته و"راس الحانوت" على كلمات أغنية "فبلادي ظلموني" بتعليق يسيء إلى الوزير أولا قبل الإساءة إلى "الإلترات" الرجاوية من خلال تعبيره المقتضب "هذا غير مقبول"!!

الوزير الجلاد

"غير مقبول ماذا؟!"

سامحك الله أيها الوزير!!

غير المقبول هو أنّك كنت يوما ما تمثل الطبقة السفلى التي تنتمي إليها معظم جماهير "ظلموني فبلادي"، حين كنت تنتعل "صندالة بلاستيكية" وثيابا رخيصة لا تشبه لا الحذاء الناعم ولا "الكوسطار" الباهظ الثمن الذي تلبسه اليوم!! لذا لا أتمنى اليوم أن أكون مكانك وأنت تلبس ثوب "الجلاّد" الذي "يسلخ" بلسانه أغنية مثخنة بالجراح والمعاناة الصادقة وآلام "الحكَرة" المريعة والتهميش الحكومي لأحلام الشباب وحركة "الإلترات". سأسامحك باسمي الخاص، لأن الإساءة إلى نفسك وإلى منصبك وإلى حزبك وإلى انتمائك وإلى جذورك تكفي عزاء لمواطني "دولة الرجاء العظمى". وأيضا النجاح الساحق لأغنية "فبلادي ظلموني"، بغض النظر هل أنا "رجاوي" أو "ودادي" أو "بركاني"، أحرج الوزير ولم يحرج الجماهير التي أبدعت هذه الأغنية. أولا، لأن الخلفي قبل أن يمثل فئة الوزراء الأصوليين في حكومة سعد العثماني، هو مسؤول عن قطاع المجتمع المدني والشباب، أي أن هذه "صرخة" الشباب معني بها، وحري به أن ينصت بإمعان إلى كلماتها ويلتقط إشاراتها النابعة من صدور عبّرت عن القهر والظلم و"الحكَرة". وربما قوّة الأغنية في كلماتها الثورية البسيطة والموحية والصادقة، لذا انتشرت هذا الانتشار الواسع، وتفاعلت معها قنوات عالمية، وجماهير بلدان عربية تحدت "غموض" اللهجة المغربية. لكن الوزير بدل أن يشجع الإبداع تحوّل إلى "منشار" أسنانه المدبّبة جاهزة لقطع لسان من يغني "فبلادي ظلموني".

الغباء السياسي

قد لا نعاتب محمد الكرتيلي، لأنه لا يمثل إلا نفسه، وتاريخه الرياضي لا يجعل منه شخصية مؤثرة في الرأي العام الرياضي. إلا أن الوزير الخلفي ومسؤول حزبي يقود حزبه الأغلبية الحكومية، ووصيّ على قطاع الجمعيات التي تنتسب إليها "الإلترات"، لذا ندعو مصطفى الخلفي أن يعيد الاستماع إلى أغنية "فبلادي ظلموني" بقلبه لا بخلفيته الحزبية الأصولية المعادية للخلق والإبداع، وأنا متأكد أنه سيجدها تعبّر عن لسان أي مغربي يشعر بالقهر في وطنه على يد حكومة الغدر. أغنية لا تُحرّضُ على الشغب، ولا تسيء إلى الوطن، بقدر ما هي انفعالات صادقة وشعارات حماسية كان عليه أن يصفق لها عوض أن يطلق "رشّاشا" لإبادة شعب الجراد الأخضر!!

قلت لا أتمنّى أن أكون في مكان مصطفى الخلفي، لأنه كان متسرّعا في الحكم على أغنية أخرجها عن سياقها الاجتماعي والدلالي والثوري، ولم يكن "مُنصفا" في إطلاق حكم "جائر" عليها. الإنصاف جاء من قنوات عربية والشهرة العالمية التي زادت من شعبية "الرجاء العالمي" الجارفة في أوساط "الإلتراس" بالعالم العربي. الإشادة عبرت عنها التقارير الإخبارية والمئات من "التغريدات" و"التدوينات" التي تفاعلت مع أغنية "فبلادي ظلموني" التي أصبحت شعارا للتعبير عن الظلم في الوطن العربي.

من هنا، أشعر بخيبة الوزير الخلفي، وفشله في استثمار "أغنية" شعبية لتلميع صورته "المهزوزة" والصورة "الشاحبة" لحزبه. بعض المسؤولين الحزبيين والحكوميين يتمتعون أحيانا بـ"غباء سياسي"، ولا يقرأون فناجين السياسة بوضوح، ولا ينظرون إلى مسافة أبعد من أنوفهم!! و"القذف" الذي بدر من الوزير الخلفي تجاه أغنية زلزلت المدرجات المغربية والعربية، لم يكن في محله، ولم يحترم سياقه. "الصفعة" التي وجهها الخلفي في البرنامج الإذاعي للجماهير الرجاوية، ارتدت إليه وهو يسمع صخب "الزلازل" التي أحدثها كلمات عفوية خرجت من صدور شباب مغربي طفح به الكيل، لتتحول إلى قصيدة ثورية ونشيد جماعي يردده الشباب العربي من المحيط إلى الخليج.

مصطفى الخلفي سامحك الله فهاذ لعواشر.. أغنية "ظلموني فبلادي" التي عكّرت مزاجك غدت "ملحمة" وطنية وعربية، وحققت أعلى نسب من المشاهدة، وتفوقت على أشهر أغاني ألمع المطربين. لو تمالكت نفسك، وتحلّيت بقدر بسيط من المسؤولية والرزانة والحكمة، لصفّقت كما صفّق الآخرون، بدل أن يخرج "الوحش" الذي بداخلك ويكشّر عن أنيابه.

لوحة "دونور"

حقيقة، لا أدري كيف كان شعورك وأنت ترى الجماهير الخضراء، التي هاجمتها على أمواج الراديو، تصنع أحلى لوحة بملعب "دونور"، وتدفع فريق الرجاء البيضاوي إلى الانتصار بحصة كبيرة على الفريق الكونغولي الشرس "فيتا كلوب" في ذهاب كأس "الكاف".

"ظلموني فبلادي" -يا حضرة الوزير المحترم- ليست مجرّد أغنية قابلة للمصادرة والمنع والحظر بقرار وزاري، بل كلمات ساحرة إذا كانت أثارت جنونك، فقد ساهمت في رفع "لاغرينتا" الانتصار بدماء اللاعبين الرجاويين بملعب "دونور".

وأنا على يقين بأنّ الخلفي لا يفهم معنى "لاغرينتا"!!!!!!

فمَنْ يُرَاهِنُنِي على ذلك؟؟؟؟؟؟؟