الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

"السيدة الحرة" تزرع شتائل النهوض بالإنصاف والمساواة بين النساء والرجال بشمال المملكة

"السيدة الحرة" تزرع شتائل النهوض بالإنصاف والمساواة بين النساء والرجال بشمال المملكة جانب من الحاضرات والحاضرين في الندوة

إذا كان "عرس ليلة تدبيره سنة"، كما تقول المسكوكة الشعبية، فإن التحليل الملموس للواقع الملموس للتمييز المبني على النوع الاجتماعي، يفيد بأن تدبير مسيرة عرس المساواة في الحقوق بين النساء والرجال يحتاج لخوض معركة طويلة النفس، وعلى مختلف الواجهات. تلك هي الرؤية الاستراتيجية لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص التي يشكل "مشروع دعم النهوض بالإنصاف والمساوة بين النساء والرجال"، والذي كان محط ندوة جهوية ختامية، احتضنت أشغالها مساء يوم الجمعة 2 نونبر 2018، بقاعة الندوات التابعة لغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بتطوان.

فقرات الندوة الجهوية العمومية تابعها باهتمام نوعي فاعلات وفاعلون نجح تملكهم/هن لثقافة المساواة التي زرعت شتائلها وسمدت تربتها بثلاثين جماعة ترابية حرائر السيدة الحرة، في هزم كل التحديات الثقافية والاجتماعية والمناخية، فتوافدوا على الحمامة البيضاء من أكثر من قرية وحاضرة تقع تحت النفوذ الترابي لجهة طنجة تطوان الحسيمة، لتقديم شهادات حية أمام حضور نوعي  لبى بدوره دعوة الجمعية، بأن "مشروع دعم النهوض بالإنصاف والمساواة بين الرجال"، الذي حملته مناضلات السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص وشركائها، جاءت آثاره إيجابية على ساكنة الجماعات الترابية والشرائح الاجتماعية التي كانت لها معه علاقات تماس كثيرة. ولعل الشهادة التي قدمتها مستشارة جماعية من المغرب العميق التي انتصرت للأمل وثقافة التراكم، فإنها في نفس الآن توجه رسالة قوية لمختلف المتدخلين من أجل تعبئة الموارد البشرية والمالية لاستدامة المشروع الذي يهدف لإحداث تغيير مجتمعي لتحقيق الانصاف .

بعد الكلمات التي تقدمت بها في الجلسة الافتتاحية للندوة الجهوية كل من رئيسة جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص، وممثلة وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، وممثلة وكالة التنمية الاجتماعية، ومنسقة البرنامج الجهوي للمشاركة المواطنة (UNOPS) والتي نوهت كلها بالنتائج الملموسة التي حققها المشروع الذي أنزلته الجمعية وشركاؤها، وساهم في إنجاحه أكثر من فاعل عمومي ومدني، تم السفر بالحضور فوق التضاريس التي ركبت صعابها الجمعية بهدف الانتصار لمبادئ المساواة بدون تحفظ، وبلورة فكر نقدي مبني على النوع الاجتماعي، والتربية على المساواة، والعدالة الاجتماعية، والنهوض بالحقوق الانسانية للمرأة، في منطقة يستشري فوق ترابها التمييز المبني على النوع. ومن أجل ذلك فعلت الجمعية أكثر من آلية تجلى أبرزها في: إحداث مدرسة وجامعة السيدة الحرة للديمقراطية والمساواة، عقد ندوات موضوعاتية، فتح أبواب المكتبة المتخصصة في قضايا المساواة والنوع، تنظيم قوافل الانصاف والمساواة، التربية على المساواة لفائدة التلاميذ، تقوية قدرات عضوات وأعضاء الهيئات الاستشارية بثلاثين جماعة ترابية، تعزيز قدرات المنتخبات بالجماعات الترابية التي استهدفها مشروع دعم النهوض بالإنصاف والمساوة بين النساء والرجال...

ومن بين نقط الضوء القوية التي انتبه إليها كل من تابع فقرات الندوة الجهوية للختامية للمشروع المذكور، الدراسة التي أنجزتها الجمعية حول التشخيص التشاركي من زاوية النوع الذي وقف على وضعية المرأة في ثلاثة حقول وهي، الشغل والصحة والتعليم. وخلصت الدراسة التي ستعمل الجمعية على نشرها لاحقا، إلى أن المؤشرات التي تعززها الأرقام المسجلة،  تأكد رغم كل ما تم إنجازه من خطوات على سلم تقليص الفوارق الاجتماعية المبنية على النوع الاجتماعي، تبقى جد محتشمة في الكثير من مساحاتها مع المعدل الوطني، ناهيك مع المعايير الدولية .

وإذا كانت مسافة إحداث تغيير مجتمعي لتحقيق الانصاف تبدأ بمثل هذه المشاريع النوعية، فإن عناصر استدامة المشروع تستدعي الاشتغال على مجموعة من المحاور حددتها ورقة قدمتها الجمعية في: تعزيز المعرفة والفكر النقدي، التأثير السياسي من زاوية النوع على ضوء الجهوية المتقدمة (تعزيز قدرات الفاعلين السياسيين، ميزانيات مستجيبة للنوع...)، مناهضة العنف المبني على النوع، تعزيز المساواة في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية (فجوات صادمة مسجلة في المستوى الاقتصادي..)، تعزيز التشبيك بين كل من ينتصر للحقوق الانسانية للمرأة .

يذكر بأن "مشروع دعم النهوض بالإنصاف والمساواة  بين النساء والرجال" أطلقته جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص (2016/ 2018) بشراكة مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، ووكالة التنمية الاجتماعية في إطار دعم الخطة الحكومية للمساواة، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، والوكالة الكتالانية للتنمية والتعاون. وقد استفاد منه، حسب بلاغ عممته الجمعية، 4225 فاعلات وفاعلين محليين بـ 30 جماعة ترابية بجهة طنجة تطوان الحسيمة.