الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس:لا صحة لا سلامة، المهم الحكومة تدبر الزمن الأوربي في عقر دارنا

أحمد فردوس:لا صحة لا سلامة، المهم الحكومة تدبر الزمن الأوربي في عقر دارنا الزميل، أحمد فردوس
المشكل في الحقيقة، ليس في أن تنقص حكومة الإخوان أو تزيد ساعة في رحلة الصيف والخريف والشتاء، لأن المغاربة دائما يتضرعون لله بأن يرزقهم الصحة والسلامة ( الله يجيب غير الصحة والسلامة) وهذاهو مطلبهم الأساسي الذي ظل يراودهم بعدارتفاع أرقام وفيات النساء الحوامل، ومرضى الضغط الدموي والسكري، وإغلاق بويا عمر لأبوابه في وجه الحمقى والمجانين.
لكن فداحة الأمر أنه مع معاكسة حكومة الإسلام السياسي لكل طموحات الشعب المغربي والإجهاز على كل حقوقه وتفتيت طبقته الوسطى، مع سبق الإصرار والترصد، حتى الحق في الصحة لم يعد مضمونا، والدليل على ذلك، أن مئات الأطباء يقدمون استقالاتهم الجماعية في ظل تردي الأوضاع الصحية بمستشفياتناالبئيسة،وغياب أبسط وسائل العمل لتقديم خدماتهم الإنسانية.
أما السلامة كمرادف للصحة، فلم تعد مضمونة مع تنامي ظاهرة قطع الطريق على المواطنين العزل، والتشرميل وإرهاب حوادث السير، والنشل والسرقة واعتراض سبيل الخادمات والموظفات في الصباحات الباكرة، بفضل ساعة الجحيمالتي أصرت الحكومة على إبقائها( نكاية في الشعب ).
أمر محير أن يتم الإعلان عن اجتماع مجلس حكومي استثنائي من أجل الإبقاء على الساعة الصيفية في عز خريف عمر هذه الحكومة. يا سبحان الله، كل ملفات الوطن نوقشت على عجل،وعولجت بالحكمة والتبصر اللازمين، ولم يعد يشغل بال رئيس حكومتنا إلا عامل الزمن وعقارب الساعة التي يجب ضبطها على إيقاع اقتصاد وتكنولوجيا أوروبا.
بالله عليكم، يا سادة يا كرام، كم سنحتاج من الوقت لنضبط عقارب ساعة التغيير هنا، مع عقارب ساعة أوربا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية. أوربا مؤسسات الشفافية والمصداقية والنزاهة. أوربا الإنسانية والعمل. أوربا الانضباط والالتزام. أوربا اللي فرط يكرط.
نتخلف عن أوربا ب 360 درجة على جميع المستويات، ونبتعد عنها كالسماء مع الأرض في ذيل لائحة مؤشرات ملفات الشفافية والنزاهة،والتعليم والصحة والشغل والعمل اللائق والسكن اللائق....، كل هذا التخلف يجعلنا نطرح سؤال لماذا تصر حكومة الإخوان على تبعية أوروبا في اعتماد الساعة الإضافية ونحن لا نجني سوى الخراب والدمار الشامل جراء قرارات لا شعبية.
ألم يكن من الأجدى والأفيد عقد اجتماع استثنائي للمجلس الحكومي لمناقشة الوضعية المفلسة لقطاع الصحة المنخور بالأمراض المزمنة، ومطارحة أسباب الاستقالات الجماعية للأطباء والطبيبات. وعزمهم الرحيل إلى أوربا حيث عقارب الزمن مضبوطة على الكرامة وحقوق الإنسان.
ألم يكن من الأفضل عقد اجتماع استثنائي للبحث عن حلول ناجعة لإعادة تشغيل معمل " لاسمير" وضبط عقارب ساعة انتاجاتها الوطنية على تأمين حاجيات الوطن من المحروقات؟ وعودة أطرها وعمالها ومستخدميها لأوراش العمل؟
هل الشعب في حاجة إلى استنفار وزرائكم من أجل ساعة صيفية إضافية في عز أيام الخريف والشتاء؟ في الوقت الذي تهدر الساعات والأيام والشهور في سبيل التستر على الموظفين الأشباح؟ وفي الوقت الذي لا يلتحق المسؤولين بوظائفهم في الوقت المحدد، وكذا الكسلاء من رؤساء المصالح والأقسام. في حين ينتظر المواطن أمام مكاتبهم وهو يتجرع الإهانة كل يوم.من أجل تسلم وثيقة لا تحتاج سوى لبضع دقائق. فلماذا لا تدرجوا في جدول أعمالكم الاستثنائيةتخلف الإدارة وتفشي الرشوة والمحسوبية.
لماذا لم يعقد رئيس الحكومة اجتماعا استثنائيا لتدارس الأسباب الحقيقية لأزمة التعليم، والنقص المهول في الموارد البشرية والحجرات الدراسية، والبنيات الاستقبالية، والتجهيزات، والمطاعم والنقل المدرسي وسلبيات التوظيف بالعقدة، والتراجع الخطير على مستوى القيم واغتيال المدرسة والجامعة العمومية؟
كنتم ستكسبون ثقة الشعب لو بادرتم لعقد اجتماع استثنائي لحكومتكم، ومساءلة أنفسكم عن أسباب تراكم الديون بمئات المليارات من الدولارات، وأين صرفت وكيف سيتم تسديدها؟ كنتم ستكسبون ثقة الشعب لو بادرتم إلى مناقشة إمكانية التخفيض من أجوركم وامتيازاتكم والتغيير من سلوككم؟
أين هو النموذج التنموي؟ لماذا لم يكن هو موضوع الاجتماع الاستثنائي لحكومة القهر الاجتماعي؟ حكومة ثعالب الإسلام السياسي، تتلذذ في تعذيب الشعب، تتحدى المغاربة منذ احتلالها لكراسي الحكم والتحكم باسم الربيع العربي.
بالتحدي أغرقتم الوطن في وحل الديون ورهنتم الشعب المغربي لصناديق النقد العالمية. وبسادية غارقة في الذل والمهانة، رفعت حكومتنا الموقرة سقف التحدي، لترفع سعر المحروقات والمواد الاستهلاكية وتجميد الأجور، وتغلق المعامل، وتسرح العمال، وتعطل ماكينة الشغل، وتجمد الحوار الاجتماعي، وخططت لإعدام الأحزاب والنقابات والجمعيات في الساحات العمومية.
في تحد سافر، حطمت وكسرت حكومة الإخوان، ضلوع ورؤوس الأساتذة والدكاترة والمعطلين بزرواطة القمع. وداست بأحديتها جثث الموتى من نساء سقطن في طوابير الفقر والحاجة. ورفعت حكومتنا التحدي مجددا لتزيد الشحمة في ظهر المعلوف. وتسمين أجور كبار موظفي الدولة، وتلحيم وتشحيم مقاولات المقربين وتعليفهم بريع المال السايب. وفوتت الصفقات، وسيطرت على الوظائف الكبرى، ووظفت الواصفينوالحاشية وأفراد العائلة الحزبية والمقربين، مقابل فرض التوظيف بالعقدة على أبناء الشعب المكلوم. فلماذا تصدر لنا بلاغات اعتماد الساعة الصيفية؟
خلاصة القول أن كل ما يزعج المواطن المغربي ويعاكس تطلعاته تتبناه هذه الحكومة المشؤومة، وكأنها تنتقم شر انتقام من هذا الشعب الطيب، الذي خسر الرهان في آخر ساعة على حكومة تدبر الزمن الأوروبي في عقر الدار .